|
مَنْ لِي بِعَيْنٍ لِلبُكَاءِ تُعَارُ؟ |
نَكَثَتْ بِمِيْثَاقِ اليَمِيْنِ يَسَارُ |
أَتَلَمَّسُ الآهَاتِ وَهْيَ قَوَاصِفٌ |
لَهَباً فَيُذْكِيْهَا الأَسَى الـمِدْرَارُ |
كَمْ خَيْمَةٍ لِلَّيْلِ تَحْتَ رِوَاقِهَا |
يُطْهَى عَلَى جَمْرِ الـخِدَاعِ قَرَارُ |
تَتَوَالَدُ الظُّلُمَاتُ فِيْهَا فَالـمَدَى |
حُجُبٌ وَأَعْطَافُ الطَّرِيْقِ عِثَارُ |
وَاللَّيْلُ يَمْنَحُهَا الأَمَانَ فَتَنْتَشِي |
صَلَفاً تُغَنِّي وَالكُؤُوْسُ تُدَارُ |
تَمْتَدُّ تَلْتَهِمُ البَيَاضَ وَكَالدُّمَى |
فِي سَاحِهَا يَسَّاقَطُ الأَغْرَارُ |
وَيُقَهْقِهُ اللَّيْلُ البَهِيْمُ وَقَدْ سَرَتْ |
فِيْهِ الـحُمَيَّا مَا عَلَيْهِ إِزَارُ |
يَهْذِي وَكَمْ غِرٍّ يُصَدِّقُهُ وَكَمْ |
طَالَتْ بِهِ الأَعْنَاقُ وَهْيَ قِصَارُ |
طِفْلُ السُّكُوْنِ يَشِبُّ فِي أَحْضَانِهِ |
خَدَراً وَبَيْنَ ضُلُوْعِهِ إِعْصَارُ |
فِرْعَوْنُ لَوْ يَدْرِي بِمُوْسَى لَمْ يَكُنْ |
يُؤْتَى بِمُرْضِعَةٍ وَتُفْتَحُ دَارُ |
مَنْ لِي بِعَيْنٍ أَوْ فَمٍ؟ عَيْنِي تَجَـ |
ـمَّدَ مَاؤُهَا وَفَمِي عَلَيْهِ حِصَارُ |
صِيْغَتْ مِنَ الوَجَعِ العَتِيْقِ حِكَايَتِي |
فَالـحَرْفُ دَامٍ وَالفُصُوْلُ قِفَارُ |
وَيَكَادُ يَخْنُقُنِي الظَّلامُ فَأَنْثَنِي |
خَوْفاً وَيَخْذُلُنِي الغَدَاةَ نَهَارُ |
يَا جُرْحُ نَزْفُكَ بَاتَ تَأْلَفُهُ القُلُوْ |
بُ كَأَنَّهَا رَغْمَ الـحِرَاكِ جِدَارُ |
تَبْنِي قُصُوْراً مِنْ ثَرَى أَحْلامِهَا |
عِنْدَ الكَرَى وَإِذَا صَحَتْ تَنْهَارُ |
تَصْطَفُّ آلافٌ مِنَ الأَعْذَارِ بَيْـ |
ـنَ يَدَيْ دُجَاهَا وَيْحَهَا الأَعْذَارُ |
أَيُفِيْقُ مَنْ تَسْقِي لَيَالِيَهُ مُدَا |
مَاتُ الـهَوَى وَالعُوْدُ وَالـمِزْمَارُ؟ |
يَا جُرْحُ بَلْ يَا أَلْفَ جُرْحٍ فِي دَيَا |
جِي الصَّمْتِ نَلْعَقُهُ وَعَزَّ دِثَارُ |
نَمْشِي يَطُوْلُ الدَّرْبُ يَسْكُنُنَا الظَّمَا |
وَالـمَاءٌ تَحْتَ أَكُفِّنَا أَنْهَارُ |
وَتَكَادُ تَحْتَجِبُ الرُّؤَى مِنْ حَوْلِنَا |
وَالنُّوْرُ فِي أَعْمَاقِنَا وَالنَّارُ |
سِتُّوْنَ هَا هِيَ تَغْتَلِي ثَأْراً وَلَمْ |
يَبْلُغْ مَدَاهَا الثَّأْرُ وَالثُّوَّارُ |
يَتَقَاسَمُوْنَ رَغِيْفَ حَسْرَتِهِمْ عَلَى |
غُصَصٍ وَيَلْتَحِفُ الـهَنَا سِمْسَارُ |
جُرْحٌ عَلَى جُرْحٍ يَنِزُّ وَيَنْتَخِي |
وَعَلَى الرُّؤُوْسِ سَكِيْنَةٌ وَوَقَارُ |
نَجْتَرُّ أَذْيَالَ الـمَخَازِي خَلْفَنَا |
وَأَمَامَنَا السِّكِّيْنُ وَالـجَزَّارُ |
يَعْلُو غُبَارُ الـخَوْفِ تَصْطَدِمُ الـخُطَى |
فِي بَعْضِهَا وَتُعَرْبِدُ الأَسْوَارُ |
فَتَغِيْضُ عَيْنُ النَّبْضِ نَشْعُرُ أَنَّنَا |
مَوْتَى وَلَمَّا تَنْفُذِ الأَقْدَارُ |
سِتُّوْنَ يَرْسُمُنَا أَسَاهَا لَوْحَةً |
خَرْسَاءَ يَنْطِقُ بِالضَّيَاعِ إِطَارُ |
بَلِيَتْ ثِيَابُ الصَّبْرِ وَانْطَفَأَتْ مَشَا |
عِلُ عَزْمِنَا وَاسْتَنْوَقَ الإِصْرَارُ |
فَإِلَى مَتَى وَاللَّيْلُ يَهْزَأُ بِالصَّبَا |
حِ وَبِالبَلادَةِ تُحْقَنُ الأَشْعَارُ؟ |
يَجْتَاحُنَا التَّغْيِيْرُ طُوْفَاناً فَأَيْـ |
ـنَ الفُلْكُ أَيْنَ؟ وَمَنْ هُوَ البَحَّارُ؟ |