أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: مذكرة بحث .. ( قصة قصيرة )*

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي مذكرة بحث .. ( قصة قصيرة )*


    مُذكّرة بحث ..



    قصة قصيرة
    بقلم - ( محمد فتحي المقداد )


    الظلام يلفّ المكان، و مشاعر ( فطين ) متناقضة حيال عبوره الطريق من الحارة القديمة مروراً عبر القناطر الأثرية، خطواتُه يتلاشى زخمها فتتراخى، خَطَرَ له تغيير الاتجاه، الساعة تشير للواحدة بعد منتصف الليل، على بُعْد خمسين متراً منه، لمعانٌ وبريقٌ، أصواتٌ غريبة تصدر من هناك، تجمّد الدم في أوصاله، وتيبست عروقه، شعرُ رأسه انتثر واقفاً، سَرَتْ قشعريرة في جسده، توقف عقله عن التفكير..
    - يا إلهي هل أتابع، نظرتُ إلى خلفي، وجدتُ حائطاً من الظلام أغلقَ الأفقَ أمام عينيّ، لا مناص لي لو أردتُ الفرار من هذه الورطة، سأنتظر قليلاً، عسى أن يبعث الله عابراً آخر، يؤنسني، لأجوز معه هذه المفازة.
    تتالى شريط الذكريات حاضراً أمام عينيه، متخيلاً أحاديث سهرات العجائز في مضافة جدّه، عن الغولة و الجن، و إمكانية تشكلهم بأشكال غريبة الأطوار.
    - اللعنة، يدي تمتدًّ إلى خصري، تسحبُ المسدس من تحت الحزام، وبسرعة أتوماتيكية بلا وعي فكَكْتً الأمان، متهيئاً لمباشرة الإطلاق.
    بلا مقدمات، جاءني صوتاً هاتفاً ، سادت لحظات صمت مُذْهلة، أربكتني.
    - إياك أن تطلق النار، هيّا تقدّم، لا تَخَفْ – و بلهجة حازمة - .
    - من أنتَ.. ؟.
    - صديق .. أأتقدم إليك ؟.
    - لا .. بل أنا سأتقدم لمتابعة طريقي.
    سُرِّيَ عني قليلاً، فتنفست الصعداء، أتقدمُ خطوةً خطوةْ، حذري الشديد دفع بِحَوَاسّي للتأهب في حالتها القصوى، وما إنْ خطوت الثالثة, حتى أضيء المكان، انشق الظلام عن جسم غريب، كأنه روبوت آلي - هواجس الخوف تعصف ذهنه وقلبه- وأخيراً ترجحت لديّ فكرة الجن، و قدرته على التشكّل، وما إن صِرْتً على مسافة خطوات قليلة منه، صحتُ بوجهه:" من أنت ؟.
    - ألا ترى أنني روبوت .. و اسمي شمشون ؟.
    - روبوت ..!! هنا بين البيوت القديمة والخرائب..!!، غير معقول، أأنت جِنِّيٌ متحوِّل؟.
    - لا عزيزي، سلامةُ فَهْمِك.
    جاء كلامه برداً على صدري، شيءٌ من الطمأنينة تسرّب إلى قلبي، تفَرَّسْتُهُ بِدقّة .. تأكدّتُ الآن، يا إلهي ..!!.. فِعْلاً، كما قال ..، هيا أخبرني:" ما الذي جاء بك إلى هنا، أيها الأحمق ؟".
    - سأحدثك بقصتي التي تتشابه مع عالم الأساطير، وأظنك ربما تًكذِّبني.
    - لا عليك، كُلِّي آذان صاغية، على فكرة ما رأيك أن آخذك معي إلى بيتنا؟.
    - لا مانع لديّ، هيّا على بركة الله.

    ***_ ***


    الدّارُ مُعتِمة، الجميع نِيَام، تسلّل فطين بحذر شديد، لاستكشاف الأمر و الاطمئنان، رجع مُسْرعأ إلى شمشون, مُوصياً إياه بعدم إصدار أية أصوات مثيرة، من شأنها إخافة أهل البيت، وحفاظاً على السر، حتى يجدَ مخرجاً آمناً لك.
    - ها .. لم تخبرني للآن، كيف وصلت إلى هنا؟
    - ولن تسمع ذلك في نوادر ( شارل هولمز)، يا سيدي، أنا في ألأساس كنت في مركز للأبحاث العلمية، ومنذ أيام حصلت اشتباكات، وإطلاق نار كثيف، بين الجيش الحر، والحراسات و المتحصنين في المركز من قوات الأمن، وحدثت حالة من الهلع و الفزع، وما كان منى إلاّ أن تسللت خلسة، بعد أن كلفوني بمهمة المراقبة على الحاجز المتقدم، في الليل اشتد البرد وتدنّت درجات الحرارة جداً، وبدأ الثلج يتساقط، وفرّ العساكر من الخدمة، ولحقتُ بهم، وها أنا صرت ملاحقاً لفراري من الخدمة.
    - من يومين، قرأتُ إعلاناً على الفيس بوك، في صفحة الجيش الإلكتروني للنظام ، عن هروب روبوت من مركز البحوث، ورصدوا جائزة مالية كبيرة لمن يجده أو يرشد عن مكانه، ومن غريب الصُّدَف أن تكون أنت بين يديّ الآن.
    - أفهمٌ من كلامك، أنني مطلوب لهم.
    - نعم، مذكرة البحث صدرتْ بحقك، وتكليف للجهات المعنيّة بملاحقتك للقبض عليك، لأنك عسكري. وما المهمة التي كانت مناطة بك ؟.
    - في الأساس كنت أعمل على مراقبة الأقسام المنتجة للغازات الكيماوية السامة، ثم نُقلتُ إلى قسم المراقبة الإلكترونية لشبكة الأنترنت، واختراق الإيميلات، و حسابات الفيس بوك.
    - وهل يوجد من جنسك الكثير عندهم، يا شمشون؟.
    - في الحقيقة، لا ، فقط نحن على عدد أصابع اليد الواحدة.
    - المهم الآن، البحثُ عنك يجري على قدمٍ و ساق، واستنفارٌ كبير على كافة الأصعدة، ولو أن الوضع غير هذا الوضع، لقمت بتسليمك لهم، وحصلتُ على الجائزة الضخمة، التي ربما تحلّ كل مشاكلي المالية المستعصية من سنين عديدة, يجب أن يبقى أمرك بسرية تامة، وأن أجد المكان المناسب لتختبئ فيه.
    - سأخبرك شيئاً هائلاً، فقد رصدتُ في تلك الزاوية التي كنتُ قابعاً فيها، فهناك بعض الأشخاص من يحمل البارودة على كتفه، ويحمل بين يديه مسروقات من بيوت، وهناك من سرق دراجة نارية من أحد الثوّار، وثائر آخر كان غاضباً وهائجاً لسرقة سلاحه ، بعد أن دفنه في حفرة بحضرة فيمن يظن أنهم ثوّارٌ أمناءٌ مثله.
    - وهل لديك الدليل ؟، لأنني من الصعب تصديق ما سمعتُ منك.
    - بكل تأكيد، هيّا افتح جهاز اللابتوب، واشبكْ منه وصلة( اليو إس بي ) إلى هذه الفتحة التي بجانبي، لتسمع بالصوت، وترى بالصورة،الحقيقة المؤلمة التي لا تدعُ مجالاً للشك أبداً، بإمكانك الاحتفاظ بها على جهازك من أجل المستقبل. و ها أنا أعلن إنشقاقي.
    - هل تحتاج لشحن كهربائي لتجديد طاقتك، لأن موعد قطع الكهرباء بعد ساعتين، ولا ندري كم من الوقت حتى تأتي مرةً أخرى.
    - أنا طاقتي ذاتية، تتولد من خلايا نووية تتجدد باستمرار.
    فطينٌ في حالة ذهول وشرود ذهن، وأفكار سوداء تعتمل في عقله، ويأس وإحباط سيطرت عليه تلك الحالة لفترة من الزمن، ضربَ كفّاً بكفِّ متأسِّفاُ.. "يا حيف على الشباب ".

    تمت

    ربّةُ عمُّون

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    بلغة ساخرة على الواقع ورمزية نجحت من خلالها على توصيل الرسالة فقد أصبحنا آلات مبرمجة افتقدنا كل مقومات التفكير ..
    رائع فكرا وسردا وحبكة أديبنا الفاضل
    بوركت واليراع
    تقديري الكبير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    بلغة ساخرة على الواقع ورمزية نجحت من خلالها على توصيل الرسالة فقد أصبحنا آلات مبرمجة افتقدنا كل مقومات التفكير ..
    رائع فكرا وسردا وحبكة أديبنا الفاضل
    بوركت واليراع
    تقديري الكبير
    أستاذ آمال
    أسعدك الله
    قراءة جميلة وفّت حق النص
    والأهم أن رسالته وصلت بيسر وسهولة
    تحياتي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    بسرد شائق وأداء طاب قصا وفكرة، أجدت اختيار الرمز لتوظيفه بما يعرّي الواقع الذي تحول ناسه لمجرد ريبوتات صماء المشاعر مجردة من كل ما عدا تنفيذ الأوامر

    دمت بخير


    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    بسرد شائق وأداء طاب قصا وفكرة، أجدت اختيار الرمز لتوظيفه بما يعرّي الواقع الذي تحول ناسه لمجرد ريبوتات صماء المشاعر مجردة من كل ما عدا تنفيذ الأوامر

    دمت بخير


    تحاياي
    أستاذة ربيحة
    أسعدك الله
    هي رسالة الكتابة أن تعري الأوضاع
    تحياتي

  6. #6
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    الاديب الكريم محمد فتحي المقداد ..

    نصك الممتع امتعني بطرافته وحداثة فكرته ..
    ومزاوجته بين الموروث الشعبي في حكايات الجن والعفاريت وبين الخيال العلمي في عالم الربوت والاتصالات الحديثة ..
    وتحليله الواقع من خلال تلك الثنائية المشوقة ..
    استخدمت تقنية الالتفات أكثر من مرة في النص .. أظنها مقصودة .. وهي من التقنيات الأدبية المتميزة ..

    دمت مبدعا
    هل تكفيني كلمة أحبك وأنا أقتات على حبك!روحي تحيا بحبك،قلبي يدق به، حياتي لحبك

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء سعد حسن مشاهدة المشاركة
    الاديب الكريم محمد فتحي المقداد ..

    نصك الممتع امتعني بطرافته وحداثة فكرته ..
    ومزاوجته بين الموروث الشعبي في حكايات الجن والعفاريت وبين الخيال العلمي في عالم الربوت والاتصالات الحديثة ..
    وتحليله الواقع من خلال تلك الثنائية المشوقة ..
    استخدمت تقنية الالتفات أكثر من مرة في النص .. أظنها مقصودة .. وهي من التقنيات الأدبية المتميزة ..

    دمت مبدعا

    أستاذ علاء سعد
    أسعدك الله ورعاك
    قراءة ثريّة فتحت آفاق النص وأمسكت بتلابيبه
    بصراحة أنا أعرف أكتب فقط ..
    دمت بكل تقدير

  8. #8
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    أسلوب الالتفات سيدي الأديب أسلوب مستعمل في القرآن الكريم.. وعند العرب القدامي.. ونادرا ما اجده في أسلوب الأدباء المعاصرين ولذلك استوقفني بشدة في قصتك .. ومثال عليه الانتقال من أسلوب الراوي العليم الذي يروي عما حدث مع فطيم .. إلى فطيم نفسه الذي يستخدم أسلوب الراوي البطل اي القص على لسان البطل .. وهذا ما استخدمته أنت في قصتك .. مثال


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;930959

    ..






    الظلام يلفّ المكان، و مشاعر ( فطين ) متناقضة حيال عبوره الطريق من الحارة القديمة مروراً عبر القناطر الأثرية، خطواتُه يتلاشى زخمها فتتراخى، خَطَرَ له تغيير الاتجاه، الساعة تشير للواحدة بعد منتصف الليل، على بُعْد خمسين متراً منه، لمعانٌ وبريقٌ، أصواتٌ غريبة تصدر من هناك، تجمّد الدم في أوصاله، وتيبست عروقه، شعرُ رأسه انتثر واقفاً، سَرَتْ قشعريرة في جسده، توقف عقله عن التفكير..
    - يا إلهي هل أتابع، نظرتُ إلى خلفي، وجدتُ حائطاً من الظلام أغلقَ الأفقَ أمام عينيّ، لا مناص لي لو أردتُ الفرار من هذه الورطة، سأنتظر قليلاً، عسى أن يبعث الله عابراً آخر، يؤنسني، لأجوز معه هذه المفازة.
    تتالى شريط الذكريات حاضراً أمام عينيه، متخيلاً أحاديث سهرات العجائز في مضافة جدّه، عن الغولة و الجن، و إمكانية تشكلهم بأشكال غريبة الأطوار.
    - اللعنة، يدي تمتدًّ إلى خصري، تسحبُ المسدس من تحت الحزام، وبسرعة أتوماتيكية بلا وعي فكَكْتً الأمان، متهيئاً لمباشرة الإطلاق.
    بلا مقدمات، جاءني صوتاً هاتفاً ، سادت لحظات صمت مُذْهلة، أربكتني.
    - إياك أن تطلق النار، هيّا تقدّم، لا تَخَفْ – و بلهجة حازمة - .
    - من أنتَ.. ؟.
    - صديق .. أأتقدم إليك ؟.
    - لا .. بل أنا سأتقدم لمتابعة طريقي.
    سُرِّيَ عني قليلاً، فتنفست الصعداء، أتقدمُ خطوةً خطوةْ، حذري الشديد دفع بِحَوَاسّي للتأهب في حالتها القصوى، وما إنْ خطوت الثالثة, حتى أضيء المكان، انشق الظلام عن جسم غريب، كأنه روبوت آلي - هواجس الخوف تعصف ذهنه وقلبه- وأخيراً ترجحت لديّ فكرة الجن، و قدرته على التشكّل، وما إن صِرْتً على مسافة خطوات قليلة منه، صحتُ بوجهه:" من أنت ؟.
    - ألا ترى أنني روبوت .. و اسمي شمشون ؟.



    وساتابع بدراسة مختصرة عن أسلوب الالتفات في المشاركة القادمة .. لو سمحت لي سيدي لتعم الفائدة .. آملا أن يكون هذا مما يثري الحوار عن قصتك الثرية.. ولا يسحب البساط من تحت مناقشتها المناقشة الواجبة ..
    دمت مبدعا كريما

  9. #9
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    الكلام في لغة العرب، إما أن يصدر على جهة التكلم، أو جهة الخطاب، أو جهة الغيبة. كما يصدر عنها، إما على جهة الإفراد، أو جهة التثنية، أو جهة الجمع. وقد يصدر عنها، إما بصيغة المضارع، أو بصيغة الماضي، أو بصيغة الأمر.

    ومن عادة العرب أن لا تسير على أسلوب واحد في كلامها، بل تنتقل من أسلوب لآخر، لدفع السآمة عن المستمع، أو لغير هذا من المقاصد التي تتحراها في كلامها. وهذا الأسلوب في الانتقال في الكلام فن بديع من فنون نظم الكلام البليغ عند العرب، وهو المسمى في علم الأدب والبلاغة (الالتفات).

    وللعرب عناية بأسلوب (الالتفات) في الكلام؛ لأن فيه تجديد أسلوب التعبير عن المعنى بعينه؛ تحاشياً من تكرر الأسلوب الواحد عدة مرات، فيحصل بتجديد الأسلوب تجديد نشاط السامع، كي لا يمل من إعادة أسلوب بعينه، قال السكاكي في "مفتاح العلوم" بعد أن ذكر أن العرب يستكثرون من (الالتفات): "أفتراهم يحسنون قِرى الأشباح، فيخالفون بين لون ولون وطعم وطعم، ولا يحسنون قِرى الأرواح، فيخالفون بين أسلوب وأسلوب".

    تعريف الالتفات

    يُعرِّف أهل اللغة (الالتفات) بأنه "انصراف المتكلم من الإخبار إلى المخاطبة، ومن المخاطبة إلى الإخبار". ويُعرَّف أيضاً بأنه "إخراج الكلام من أحد طرق التعبير الثلاثة: التكلم، والخطاب، والغيبة، إلى طريق آخر من هذه الطرق الثلاثة". وبعبارة مختصرة فإن (الالتفات) يقصد منه نقل الكلام من أسلوب إلى آخر.
    موقف المفسرين

    اعتنى المفسرون، خاصة من كان منهم له اهتمام بالجوانب اللغوية، كـأبي حيان، والآلوسي، والرازي، وابن عاشور، بإبراز هذا الأسلوب في القرآن، وأبانوا الفوائد واللطائف المبتغاة من وراء هذا الأسلوب. والقارئ لكتب التفسير، لا يعجزه أن يقف على قول المفسرين: "وهذا على سبيل الالتفات"، أو قولهم: "وهذا من باب الالتفات"، أو قولهم: "وهذا على جهة الالتفات".

    فوائده

    يقرر أهل اللغة أن لأسلوب (الالتفات) فوائد؛ وذلك أن العرب -كما قال حازم القرطاجني- "يسأمون الاستمرار على ضمير متكلم، أو ضمير مخاطب، فينتقلون من الخطاب إلى الغيبة، وكذلك أيضاً يغاير المتكلم بضميره، فتارة يجعله تاء على جهة الإخبار عن نفسه، وتارة يجعله كافاً، فيجعل نفسه مخاطباً، وتارة يجعله هاء، فيقيم نفسه مقام الغائب؛ فلذلك كان الكلام المتوالي فيه ضمير المتكلم والمخاطب لا يستطاب، وإنما يحسن الانتقال من بعضها إلى بعض".
    نقلا عن موقع اسلام ويب قسم دراسات قرآنية .. من مقال بعنوان أسلوب الالتفات في القرآن

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء سعد حسن مشاهدة المشاركة
    أسلوب الالتفات سيدي الأديب أسلوب مستعمل في القرآن الكريم.. وعند العرب القدامي.. ونادرا ما اجده في أسلوب الأدباء المعاصرين ولذلك استوقفني بشدة في قصتك .. ومثال عليه الانتقال من أسلوب الراوي العليم الذي يروي عما حدث مع فطيم .. إلى فطيم نفسه الذي يستخدم أسلوب الراوي البطل اي القص على لسان البطل .. وهذا ما استخدمته أنت في قصتك .. مثال




    وساتابع بدراسة مختصرة عن أسلوب الالتفات في المشاركة القادمة .. لو سمحت لي سيدي لتعم الفائدة .. آملا أن يكون هذا مما يثري الحوار عن قصتك الثرية.. ولا يسحب البساط من تحت مناقشتها المناقشة الواجبة ..
    دمت مبدعا كريما

    أستاذ علاء
    عميق امتناني وشكري على التوضيح الكافي الوافي
    للموضوع، فقد استفدنا ..
    آجرك الله، وجعله في ميزان حسناتك ...
    تحياتي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مذكرة بحث ( قصة قصيرة )*
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 21-02-2017, 12:12 PM
  2. من مذكرة مشنوقة في البعيد
    بواسطة عبدالإله الأنصاري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 09-05-2015, 04:26 PM
  3. بطاقة شخصية من مذكرة شعر أبدية
    بواسطة خليل الحلبي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-04-2010, 09:32 AM
  4. مذكرة ميت..بقلم محمد اللغافي
    بواسطة محمد اللغافي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-12-2006, 10:07 AM