جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
إجتثاث الطائفية
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ليس جديداً على شعوب العالم ألإسلامي ، ومنه العربي ، ومنه العراقي طبعا ً وطبيعة ، أن يحصد كل نظام جديد مازرعه النظام القديم وفق الطريقة التي يسميّها مختصّو الزراعة ( بالحصاد الجائر ) ، الذي لايفرق بين ألأخضر واليابس لأنهّما تزامنا على ذات المكان !! وليس جديداً علينا كعراقيين أن تتناحر ( أحزابنا ! ؟ ) بكل أنواع ألأسلحة ولا تتوقف عند حدود المجازر البشرية ، كخسائر بشرية لايمكن تعويضها قط ، بل تتعدّاها ( عامدة متعمدة !! ) إلى إقامة مجازر فكرية تتمثل في عمليات غسل دماغ قسري !! وكأن هذه ألأحزاب والمنظّمات ، وأجد صعوبة في إستثناء أحد منها ، مربوطة بذات الوتد السحري ، القدري ، بطعم ولون النفط لاغير ، وأعني به : العنف !! لمجرّد العنف وإثبات الوجود !! ولمجرّد فرض ألأجندات السياسية التي تمهد الطريق نحو كراس بطعم ورائحة النفط !! والكل يعرف أن هذا خلاف لإرادة الله في قوله ( ولقد كرمنا بني آدم ) ولكن ( تكريم ؟! ) ألأحزاب العراقية لبني آدم الذي نراه على شوارعنا بات أكثر من معلن ، وأكثر من مقرف بكثير على وتد ( الطائفية ) و ( القومية العنصرية ) الوافدة مع نوع لم تألفه البشرية من الديمقراطيات اللقيطة !!

( الحصاد الجائر ) لآدمية العراقيين ، وبدموية غير مسبوقة في العراق وفي العالم كله في آن ، أسقط ( الديمقراطية ) إلى حضيض المفاهيم ، خلافا ً لكلّ من أراد صادقا ً أن ينال العراقيون شيئاً حقيقيا من هذا المفهوم ، وخلافا ً لكلّ الشعارات التي تتبناها ألأحزاب والمنظمات ــ ألإسلامية في معظمها مع ألأسف ــ ومن كلّ الخنادق في هذا الحصاد الذي لايمكن وصفه بغير ( المرّ ) !! حتى بات واحدنا يفكّر أكثر من مرّتين قبل أن يفكّر بتأييد هذا الطرف أم ذاك من أطراف المعادلات المتقاطعة على قلب العراق !! وصار واحدنا يفكّر فجأة ، ولأول مرّة ، أين ( ألإسلام ) الصحيح في مايجري من حصاد ماعاد يفرق بين أحد على مصادفات الطريق والمدرسة والسوق والجامع والحسينية ، بعد أن جيّرت معظم ألأطراف ( ألإسلام ) رصيداً للفواجع التي وقعت على العوائل العراقية البريئة من كل بئر نفط تتنازعه عمامات وربطات عنق ( مستثمري الفواجع العراقية ) !!

وفي قفزة مركبّة على هذا الحصاد طرحت الفدراليات ( الطائفية ) !! وكأن منظرّيها يريدون إقناعنا بأن الزّمن يسير عكس عقارب الساعة ، وأن أصل الحقيقة يمكن أن يكون الباطل بعينه ، وأن الفيدرالية التي جاءوا بها لابدّ أن تختلف في مبناها وفي مغزاها عن كل فدراليات الدنيا من حيث أن يقوم البلد ( الديمقراطي ؟؟!! ) بتجزئة نفسه أوّلا ثم يعيد تركيبها على وفق مقاسات السادة القادمين من ( قم ) أو من( كابل ) أو من أي مكان آخر !! فأضاف هذا المنطق العجيب إلى وعينا بالكارثة ( ألإسلامية العراقية ) بعداً مضافاً على أبعاد التفجيرات الزرقاوية وألإعتقالات ( الرسمية ) التي غالبا ً ماتؤدي إلى ألإعدام خلال ألأربعة وعشرين ساعة ألأولى من عمر ألإعتقال !! فدراليات طائفية تقسّم البلد أفقيا ً : الشيعة هنا !! والسّنة هناك !! وتقسّم البلد أفقيا ً ، بئر النفط هنا لنا ولكم ذاك !! وحكم عوائل قادمة من جلابيب ( القداسة ) التي تقسّم الناس إلى ( عامّة رعاع !!؟؟ ) و ( خاصّة ؟! ) ، مشكوك بخواصّهم ، من آل محمد ( ص ) ، لهم الحقّ في وراثة كل شئ على ألأرض بعد أن ورثوا ( محمداً ) ( ص ) في غفلة منه ومن آله في آن !! أية ( ديمقراطية ) توفرّها ( فيدراليات عوائل ) تحسب نفسها وارثة للأرض وماعليها إلى يوم الدين ؟!

وفي دوّامة الحصاد الجائر هذه يبقى إبناء البلد المؤمنين بعراق للجميع ، وهم ألأكثرية بالتأكيد ، صابرين على جملة من الحقائق تقول : أن لا أميركا باقية في العراق ، ولا الزرقاوي قادر على بناء ( إمارة ) على طريقة طالبان ، ولا الفرس ، الذين جاءوا بزي عراقيين هذه المرّة ، قادرين على إلحاق جنوب العراق بمرجعية ( قم ) ، ولا ألأكراد قادرين على إحياء ( مهاباد ) عراقية !! على ساعة ترىواقعا ً لابد ّ منه : (( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك )) !! وفيها الكثير من العزاء للأبرياء الذين قتلوا في حصاد النفط العراقي !!

arraseef@yahoo.com نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي :NJ: