أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 33

الموضوع: وما عربية هذا الزمان*** كتلك التي ربيت في الخيام

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي وما عربية هذا الزمان*** كتلك التي ربيت في الخيام


    وما عربية هذا الزمان*** كتلك التي ربيت في الخيام




    المشكلات التي تسببها العامية حاليا في الأدب والكون:

    قال عبقرينا شمس الدين:

    أفسدتم المنقول والمعقول وال *** مسموع من لغة بكل لسان!




    (وصيتي ألا يتحدث الأحباب سوى بالفصحى ما استطاعوا)

    كنت طرفا في حوار حول الأدب الشعبي بالعامية، وسطرت موقفا أراه صوابا حول الفصحى وموقف الأديب منها، وأنقله للفائدة (مزيدا) على شكل نقاط:



    حجم الخسارة:
    • خسارتنا شاملة مع العامية (دينية * دنيوية * مادية* معنوية)



    تأثر المشاعر بالتعبيرات العامية:

    • الشعور يأتي بالتعود فمن عود نفسه الفصحى سيشعر بها إن شاء الله وسيفكر بها بعد ذلك، وبذلك نتخلص من العامية التي يحبها المستعمر المخرب لأنها تبعدنا عن لغة القرآن التي فيها الهداية والثواب، وبها نفهم السنة ودرر السلف، ونواكب العلوم جميعا، ومعها ترتقي الأنفس وتستعيد شيم الأباة من تراثهم الفصيح
    فهلا وعينا الدرس؟
    إنها لغة الكرامة ومقدمة العزة

    أم نكون كما قال حيدر:

    لا يفهمون المكرمات كأنها *** عربية وكأنهم أتراك!




    فلتكن ساعة وساعة:

    • كلما تحدثنا بالعامية فرح المستعمر المستعبد المستخرب، لأن معناه أن ملكة الفصحى تقل (ولو بالإزاحة المكانية والزمانية) فيصير القرآن غريبا جزئيا على العقول، ولا يجتهد الناس لتعلم الفصحى كثيرا ساعتها للأسف، أما الرقي كل الرقي فهو أن نحاول، فهي مفتاح من مفاتيح النهضة.



    • الأدب يعين على تذوق القرآن البليغ مبناه، ويرقى بالحس وينشر الفكر في أحلى صورة تطهر العقول من أدران الإعلام

    والله المستعان...

    الأمر يحتاج مجاهدة للنفس

    لكنني سأرد النفس كرهة *** على الذي تتقي والله معوان

    وإني لست من ليعت جوانحه *** وبات فيها من الأشجان جذلان




    إلى هذه الدرجة؟.....:

    • اللغة هي وعاء الحضارة، وممارساتنا اللغوية هي اللغة، وأي خروج فيها يستهلك جزءا من المخ والقلب والمشاعر ويبعد عن الأصل.


    • لغتنا هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وتحدث بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، فهي حصن ووعاء للدين، وأي مسلم غير عربي يسعى لتعلمها سعيا واجبا، ومن ضيعها وهو عربي فقد ساهم في تضييع الدين... والتضييع دركات فكل تأثير سلبي يعد تقصيرا وربما عد حربا على الله تعالى

    كما قال أبو الفضل الوليد:
    فما لغة العرب مسموعة *** من القوم والأكثرون نيام

    وما عربية هذا الزمان*** كتلك التي ربيت في الخيام

    تحمس جيشا وتنشد شعرا *** وتعلو الجواد وتجلو الحسام

    فأين الإباء وأين السخاء *** وأين الوفاء وأين الذمام



    • رأيت مسلمين في بلاد شرق آسيا يسافرون لدبي خصيصا لشراء محمول عربي للجميع – تسع ساعات سفر-، ويحبون أن أتكلم معهم بالعربية -رغم ضعفهم فيها- وأن أرسل لهم رسائلي بالعربية وكلما نسيت وجرى لساني بغيرها قالوا لا... لغة القرآن وكان الأمر يصيبني بالحياء والسعادة معا.

    • اللغة الفصحى أوسع لغات الأرض ولا توجد لغة بنفس السعة ولا بنفس الجمال.



    هل الفصحى صعبة عسيرة معقدة:

    • أي لحن أو ركاكة (أو غموض أو حذلقة) في الفصحى فهو خطأ من صاحبه وليس عيبا أو قصورا فيها
    فهو العابث باللغة جهلا والمنتقي عن عمى!

    فهو واللغة كما قال قيس:
    أيا عمرو كم مهرة عربية *** من الناس بليت بوغد يقودها

    يسوس وما يدري لها من سياسة *** يريد بها أشياء ليست تريدها


    (النص يتسع لمن لا يتقن اللغة العربية أو الجامعة العربية)



    يقولون لغتنا قريبة من الفصحى:

    • العامية تحطم الفصحى لأنها لا تلتزم بالإعراب، وتسكن أواخر الكلمات، وتغير الحركات في أول الكلمات، وتبدل بعض الحروف (كإبدال القاف جيما أو همزة)

    • التحول من الفصحى إلى العامية مصيبة حدثت وداء حل لابد من التداوي منه لأنه يصيب الدين والنفس معا


    يهيم بالغرب لم يقرأ له أدباً *** ويجحد العرب لا يدري الذي جحدا

    وكل ما عنده كتب يعددها *** لم يدر مما حَوت غياً ولا رشدا

    ومن حما لغة الأسلاف من عبث *** وزاد عنها حما دينا ومعتقدا


    • قال أحد الأدباء عن اللغة العربية:
    "لقد تعرضت وحدها من بين لغات العالم لكل ما ينصب عليها من معاول الهدم ويحيط بها من دسائس الراصدين لها؛ لأنها قوام فكرة وثقافة وعلاقة تاريخية".

    • العامية شتت العرب ومزقتهم إلى دول، والفصحى توحدهم، وإلا لصارت الصلة بين المصري والمغربي كالصلة بين المصري والفلبيني المسلم.... وبالفعل حين يتكلم العربي بلهجته المحلية يعجز غيره عن متابعته!

    كما قال الشاعر:
    ***عربية عجماء تلهي العارفا!!

    وحين يتكلم الفصحى نفهم ونتواصل.

    وهي أمور بدهية وتنميتها واجب لنصير أمة متوحدة في وجه التحديات الهائلة




    أفق العالم كله ينافح لأجل لغته....:

    • قامت إسرائيل بإحياء اللغة العبرية الميتة، وترفض فرنسا تلويث الأذن الفرنسية بالإنجليزية حتى سن معينة فلا تعلمها للأطفال، وتسن قوانين لتكون نسبة الأفلام المترجمة صوتيا كبيرة كي لا يعتاد الناس سماع غير لغتهم (في عصر العولمة). واليابان لها باع في حفظ لغتها بالمثل ومنع الأجنبية عن الأطفال. وتحافظ ألمانيا على لغتها بقواميس وكتب ومعاجم لغوية متطورة كل عام - خاصة بعد التوحيد - لرأب الصدع اللغوي، رغم أن لغتهم صعبة وفقيرة.
    فلماذا ؟
    لأن اللغة هي جزء من الذات...
    فحين يأتي الأجنبي طوعا للعربية حبا في القرءان فهو هنا يغير دينه راضيا مقتنعا موقنا بتغيير حاضره ومستقبله ومصيره وكل صلاته ومنطلقاته وغاياته، أما نحن فعلام...!


    • الأدب هو المعبر الذي تصل به الدعوة للقلوب، وتصل به كل رسائل الإصلاح (أو الإفساد)، وترسخ به المعاني وتحب به اللغة التي صيغ بها!!

    فلو صيغ الأدب بطريقة تحبب الناس في العامية فهو أدب محارب لديننا وهويتنا، ويقلص من مساحة الحق داخلنا... مهما حسنت نية قائله

    ولو تعود الناس على روائع الفصحى أحبوها وانتصر الدين في تلك الخطوة

    والله تعالى أعلم


    طغى العقوق وعذر الأقربين على ** هذا التراث فأضحى وهو ينتهبُ

    باعوا اللآلئ والأصداف من سفه ** وعذرهم أنهم في الغوص ما تعبُ

    لا يخجلون حياء إن هم لحنوا ** فيها وفيما سواها اللحن يجتنبُ

    ما قصرت لغة الفرقان عن غرض ** ولم يؤد سواها كل ما يجبُ

    كم في معاجمها من طرفة عجزت ** عنها لغات الورى لو تكشف الحجبُ

    وكم ترى في تراب الأرض تحقره ** وفي ثناياه لو فتشته الذهبُ



    وقد تحدث أهل العلم عن أن تعلم العربية الفصحى واجب على المسلم، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، على الأقل يوما بيوم من الفاتحة فصاعدا.

    ووحدة الأمة تقوم على الشرع بلا شك، وجزء منه لغة التشريع التي تفهم بها الأوامر والمواعظ، وقد تحدث أهل العلم عن الخطبة بالأعجمية وهل تجوز! بمعنى أنهم يعلمون أنها مشيئة الله تعالى أن تنتشر تلك اللغة وتصير جزءا من الدين

    وهو ما لا ينفي الخصوصية، فرغم الفصحى يبقى لكل شعب بعض ممارساته التي تميزه، وقد كان وسيكون إلى ما شاء الله تعالى، ولكن سعادتهم بأن يكون الجميع قلبا وقالبا موصولين بحبل تلك الكريمة، وهو ما نراه في شرق العالم وغربه من الصادقين قديما وحديثا



    هل يصح أن نقول: عامية أو فصحى! المهم المضمون؟...:

    أعتقد أن الأمر لا خلاف عليه -على الأقل بيننا- في تلك النقطة، فأراكم والجميع أهل حرص أحسبكم كذلك والله حسيبكم ونسأل الله لنا ولكم مزيدا من العلم والإخلاص

    أعني أننا نتكلم عن الفصحى أو العامية كأدب إسلامي وهو موضع الحوار، أما المضمون فمتفق عليه (فمن رغب
    عن سنتي رغب عني)

    الأمر ليس صراعا بين وسيلة وغاية... فالفصحى جزء من الغاية وركن من الهدف، والمعادون للأمة يدعمون تلك المحاولات (التي لا شك في حسن نية الكثيرين من أصحابها) في هجوم خبيث عريض لتفتيت اللغة العربية وعلومها وآدابها، مما ينعكس على فهم الإسلام والقرب من القرآن كما أسلفنا

    والجواب يكون بالبناء.... قال شوقي:

    وتقلدي لغة الكتاب فإنها *** حجر البناء وعدة الإنشاء

    وهناك الكثير من التعبيرات الفصيحة في القرآن يعدل عنها القوم للعامية! وكما قلنا الأمر في أوله صعب ولكنه يهون لاحقا إن شاء الله.

    فكما نجح اليهود وصارت العبرية التي لا حروف لها معروفة، ولا تشابه حروف الإنجليزية ولا العربية وكانت ميتة حبيسة كتب وعقول قلة (يعني صلتهم بها أبعد من صلتنا بالفصحى) سائدة أدبا وطبا، فمن ثم قويت الصلة بالتوراة المحرفة

    • يجب أن ننجح ونتعود ونعود غيرنا ثم نتذوق ويحدث ما حدث سابقا، وتعود الفصحى لمجدها ويشعر الناس بها، حين نرتقي نحن بهم ونحاول ونبذل الجهد الذي لدينا في الفصحى بدلا من العامية ستحدث الإستجابة إن شاء الله، ويجب أن تكون الفصحى السهلة الجميلة الواضحة القريبة هي العمدة

    فمثلا يقول الله تعالى
    (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)

    ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
    (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله) صلى الله عليه وسلم

    ويقول الشاعر:
    أخي جاوز الظالمون المدى *** فحق الجهاد وحق الفدى

    تلك كلها أمثلة واضحة يفهمها الجميع فلم لا توظف وأمثالها ويقاس عليها فيعود للأدب الحي بهاؤه.... كما قام البارودي ثم من بعده شوقي (على خلافنا لبعض المضامين) فقدما أدبا أنعش العالم وجعله يعود ليشعر بجمال اللغة وسلطانها

    فلو قمنا بدعوة ثم عمل كما عمل هؤلاء لأدينا بعض ما علينا والله المستعان على من يعاديها

    لهفي على الفصحى رماها معشر*** من أهلها! شلت يمين الرامي

    لا أعرف العربي يلوي فكه *** إن هم يوما فكه بكلام

    إن فاه تسمع لكنة ممقوتة *** من فيه سكسونية الأنغام




    هل الأمر نخوة وعاطفة؟ وهل يحرم الكلام بالعامية؟:

    ليس الأمر عاطفيا حسب فهمي، وبالفعل أدع الفرصة لغيري ليجتهد ويبلغ الرسالة أحيانا وفي مقامات معينة مع أناس معينين بالعامية، وربما يكون أفضل مع المسنين البعيدين تماما - في حدود معينة طبعا - لأنهم لا زالوا يعون بعض الفصيح البسيط القرءاني الجميل،
    لكن هنا... حين نريد أن نحيي الأدب العربي! فلنصوبه لفظا ومعنى ونحوا وصرفا، ليكون أفضل لوجه الله تعالى ونبتعد عما حرف

    لأني أرى بعقلي وعيني أن العداة يدعمون تلك المسألة كما لا يخفى على الفطن، أراها معركة دين وحضارة وثقافة تشكل اللغة وعاءها.

    هذا ولا أقول أن الأديب العامي مجرم أو آثم، بل هي رؤيتي أنا الفقير المسكين الذليل المقصر وأعتقدها صوابا يحتمل التعديل. أقول أن من لديه القدرة على الإحياء ثم تخلى عنها لينعش شيئا عاميا فهو يقلص من قربنا من الحق ومساحته داخلنا نحن العرب خاصة، وهو أمر مشاهد في الجيل...

    قال سبحانه
    {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}الأحقاف

    ما عنيتها ليست لغة أجنبية ضد لغة محلية فليست عنصرية، بل رد القوم للغتهم الأم التي انحرفوا عنها فليس وأدا للسانهم بل تقويما، فالغة العامية تحدرت من لغة فصيحة، وأي تقليص للفصيحة خسارة للدين لأن العرب –خاصة- هم حملة الرسالة (قبل غيرهم) وصلتهم بها تحتاج للغة أن تحيا

    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} سورة الرعد... ومن أصدق من الله قيلا.
    طلب العلم فريضة .

  2. #2
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.إسلام المازني

    وما عربية هذا الزمان*** كتلك التي ربيت في الخيام




    المشكلات التي تسببها العامية حاليا في الأدب والكون:

    قال عبقرينا شمس الدين:

    أفسدتم المنقول والمعقول وال *** مسموع من لغة بكل لسان!




    (وصيتي ألا يتحدث الأحباب سوى بالفصحى ما استطاعوا)

    كنت طرفا في حوار حول الأدب الشعبي بالعامية، وسطرت موقفا أراه صوابا حول الفصحى وموقف الأديب منها، وأنقله للفائدة (مزيدا) على شكل نقاط:



    حجم الخسارة:
    • خسارتنا شاملة مع العامية (دينية * دنيوية * مادية* معنوية)



    تأثر المشاعر بالتعبيرات العامية:

    • الشعور يأتي بالتعود فمن عود نفسه الفصحى سيشعر بها إن شاء الله وسيفكر بها بعد ذلك، وبذلك نتخلص من العامية التي يحبها المستعمر المخرب لأنها تبعدنا عن لغة القرآن التي فيها الهداية والثواب، وبها نفهم السنة ودرر السلف، ونواكب العلوم جميعا، ومعها ترتقي الأنفس وتستعيد شيم الأباة من تراثهم الفصيح
    فهلا وعينا الدرس؟
    إنها لغة الكرامة ومقدمة العزة

    أم نكون كما قال حيدر:

    لا يفهمون المكرمات كأنها *** عربية وكأنهم أتراك!




    فلتكن ساعة وساعة:

    • كلما تحدثنا بالعامية فرح المستعمر المستعبد المستخرب، لأن معناه أن ملكة الفصحى تقل (ولو بالإزاحة المكانية والزمانية) فيصير القرآن غريبا جزئيا على العقول، ولا يجتهد الناس لتعلم الفصحى كثيرا ساعتها للأسف، أما الرقي كل الرقي فهو أن نحاول، فهي مفتاح من مفاتيح النهضة.



    • الأدب يعين على تذوق القرآن البليغ مبناه، ويرقى بالحس وينشر الفكر في أحلى صورة تطهر العقول من أدران الإعلام

    والله المستعان...

    الأمر يحتاج مجاهدة للنفس

    لكنني سأرد النفس كرهة *** على الذي تتقي والله معوان

    وإني لست من ليعت جوانحه *** وبات فيها من الأشجان جذلان




    إلى هذه الدرجة؟.....:

    • اللغة هي وعاء الحضارة، وممارساتنا اللغوية هي اللغة، وأي خروج فيها يستهلك جزءا من المخ والقلب والمشاعر ويبعد عن الأصل.


    • لغتنا هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وتحدث بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، فهي حصن ووعاء للدين، وأي مسلم غير عربي يسعى لتعلمها سعيا واجبا، ومن ضيعها وهو عربي فقد ساهم في تضييع الدين... والتضييع دركات فكل تأثير سلبي يعد تقصيرا وربما عد حربا على الله تعالى

    كما قال أبو الفضل الوليد:
    فما لغة العرب مسموعة *** من القوم والأكثرون نيام

    وما عربية هذا الزمان*** كتلك التي ربيت في الخيام

    تحمس جيشا وتنشد شعرا *** وتعلو الجواد وتجلو الحسام

    فأين الإباء وأين السخاء *** وأين الوفاء وأين الذمام



    • رأيت مسلمين في بلاد شرق آسيا يسافرون لدبي خصيصا لشراء محمول عربي للجميع – تسع ساعات سفر-، ويحبون أن أتكلم معهم بالعربية -رغم ضعفهم فيها- وأن أرسل لهم رسائلي بالعربية وكلما نسيت وجرى لساني بغيرها قالوا لا... لغة القرآن وكان الأمر يصيبني بالحياء والسعادة معا.

    • اللغة الفصحى أوسع لغات الأرض ولا توجد لغة بنفس السعة ولا بنفس الجمال.



    هل الفصحى صعبة عسيرة معقدة:

    • أي لحن أو ركاكة (أو غموض أو حذلقة) في الفصحى فهو خطأ من صاحبه وليس عيبا أو قصورا فيها
    فهو العابث باللغة جهلا والمنتقي عن عمى!

    فهو واللغة كما قال قيس:
    أيا عمرو كم مهرة عربية *** من الناس بليت بوغد يقودها

    يسوس وما يدري لها من سياسة *** يريد بها أشياء ليست تريدها


    (النص يتسع لمن لا يتقن اللغة العربية أو الجامعة العربية)



    يقولون لغتنا قريبة من الفصحى:

    • العامية تحطم الفصحى لأنها لا تلتزم بالإعراب، وتسكن أواخر الكلمات، وتغير الحركات في أول الكلمات، وتبدل بعض الحروف (كإبدال القاف جيما أو همزة)

    • التحول من الفصحى إلى العامية مصيبة حدثت وداء حل لابد من التداوي منه لأنه يصيب الدين والنفس معا


    يهيم بالغرب لم يقرأ له أدباً *** ويجحد العرب لا يدري الذي جحدا

    وكل ما عنده كتب يعددها *** لم يدر مما حَوت غياً ولا رشدا

    ومن حما لغة الأسلاف من عبث *** وزاد عنها حما دينا ومعتقدا


    • قال أحد الأدباء عن اللغة العربية:
    "لقد تعرضت وحدها من بين لغات العالم لكل ما ينصب عليها من معاول الهدم ويحيط بها من دسائس الراصدين لها؛ لأنها قوام فكرة وثقافة وعلاقة تاريخية".

    • العامية شتت العرب ومزقتهم إلى دول، والفصحى توحدهم، وإلا لصارت الصلة بين المصري والمغربي كالصلة بين المصري والفلبيني المسلم.... وبالفعل حين يتكلم العربي بلهجته المحلية يعجز غيره عن متابعته!

    كما قال الشاعر:
    ***عربية عجماء تلهي العارفا!!

    وحين يتكلم الفصحى نفهم ونتواصل.

    وهي أمور بدهية وتنميتها واجب لنصير أمة متوحدة في وجه التحديات الهائلة




    أفق العالم كله ينافح لأجل لغته....:

    • قامت إسرائيل بإحياء اللغة العبرية الميتة، وترفض فرنسا تلويث الأذن الفرنسية بالإنجليزية حتى سن معينة فلا تعلمها للأطفال، وتسن قوانين لتكون نسبة الأفلام المترجمة صوتيا كبيرة كي لا يعتاد الناس سماع غير لغتهم (في عصر العولمة). واليابان لها باع في حفظ لغتها بالمثل ومنع الأجنبية عن الأطفال. وتحافظ ألمانيا على لغتها بقواميس وكتب ومعاجم لغوية متطورة كل عام - خاصة بعد التوحيد - لرأب الصدع اللغوي، رغم أن لغتهم صعبة وفقيرة.
    فلماذا ؟
    لأن اللغة هي جزء من الذات...
    فحين يأتي الأجنبي طوعا للعربية حبا في القرءان فهو هنا يغير دينه راضيا مقتنعا موقنا بتغيير حاضره ومستقبله ومصيره وكل صلاته ومنطلقاته وغاياته، أما نحن فعلام...!


    • الأدب هو المعبر الذي تصل به الدعوة للقلوب، وتصل به كل رسائل الإصلاح (أو الإفساد)، وترسخ به المعاني وتحب به اللغة التي صيغ بها!!

    فلو صيغ الأدب بطريقة تحبب الناس في العامية فهو أدب محارب لديننا وهويتنا، ويقلص من مساحة الحق داخلنا... مهما حسنت نية قائله

    ولو تعود الناس على روائع الفصحى أحبوها وانتصر الدين في تلك الخطوة

    والله تعالى أعلم


    طغى العقوق وعذر الأقربين على ** هذا التراث فأضحى وهو ينتهبُ

    باعوا اللآلئ والأصداف من سفه ** وعذرهم أنهم في الغوص ما تعبُ

    لا يخجلون حياء إن هم لحنوا ** فيها وفيما سواها اللحن يجتنبُ

    ما قصرت لغة الفرقان عن غرض ** ولم يؤد سواها كل ما يجبُ

    كم في معاجمها من طرفة عجزت ** عنها لغات الورى لو تكشف الحجبُ

    وكم ترى في تراب الأرض تحقره ** وفي ثناياه لو فتشته الذهبُ



    وقد تحدث أهل العلم عن أن تعلم العربية الفصحى واجب على المسلم، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، على الأقل يوما بيوم من الفاتحة فصاعدا.

    ووحدة الأمة تقوم على الشرع بلا شك، وجزء منه لغة التشريع التي تفهم بها الأوامر والمواعظ، وقد تحدث أهل العلم عن الخطبة بالأعجمية وهل تجوز! بمعنى أنهم يعلمون أنها مشيئة الله تعالى أن تنتشر تلك اللغة وتصير جزءا من الدين

    وهو ما لا ينفي الخصوصية، فرغم الفصحى يبقى لكل شعب بعض ممارساته التي تميزه، وقد كان وسيكون إلى ما شاء الله تعالى، ولكن سعادتهم بأن يكون الجميع قلبا وقالبا موصولين بحبل تلك الكريمة، وهو ما نراه في شرق العالم وغربه من الصادقين قديما وحديثا



    هل يصح أن نقول: عامية أو فصحى! المهم المضمون؟...:

    أعتقد أن الأمر لا خلاف عليه -على الأقل بيننا- في تلك النقطة، فأراكم والجميع أهل حرص أحسبكم كذلك والله حسيبكم ونسأل الله لنا ولكم مزيدا من العلم والإخلاص

    أعني أننا نتكلم عن الفصحى أو العامية كأدب إسلامي وهو موضع الحوار، أما المضمون فمتفق عليه (فمن رغب
    عن سنتي رغب عني)

    الأمر ليس صراعا بين وسيلة وغاية... فالفصحى جزء من الغاية وركن من الهدف، والمعادون للأمة يدعمون تلك المحاولات (التي لا شك في حسن نية الكثيرين من أصحابها) في هجوم خبيث عريض لتفتيت اللغة العربية وعلومها وآدابها، مما ينعكس على فهم الإسلام والقرب من القرآن كما أسلفنا

    والجواب يكون بالبناء.... قال شوقي:

    وتقلدي لغة الكتاب فإنها *** حجر البناء وعدة الإنشاء

    وهناك الكثير من التعبيرات الفصيحة في القرآن يعدل عنها القوم للعامية! وكما قلنا الأمر في أوله صعب ولكنه يهون لاحقا إن شاء الله.

    فكما نجح اليهود وصارت العبرية التي لا حروف لها معروفة، ولا تشابه حروف الإنجليزية ولا العربية وكانت ميتة حبيسة كتب وعقول قلة (يعني صلتهم بها أبعد من صلتنا بالفصحى) سائدة أدبا وطبا، فمن ثم قويت الصلة بالتوراة المحرفة

    • يجب أن ننجح ونتعود ونعود غيرنا ثم نتذوق ويحدث ما حدث سابقا، وتعود الفصحى لمجدها ويشعر الناس بها، حين نرتقي نحن بهم ونحاول ونبذل الجهد الذي لدينا في الفصحى بدلا من العامية ستحدث الإستجابة إن شاء الله، ويجب أن تكون الفصحى السهلة الجميلة الواضحة القريبة هي العمدة

    فمثلا يقول الله تعالى
    (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)

    ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
    (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله) صلى الله عليه وسلم

    ويقول الشاعر:
    أخي جاوز الظالمون المدى *** فحق الجهاد وحق الفدى

    تلك كلها أمثلة واضحة يفهمها الجميع فلم لا توظف وأمثالها ويقاس عليها فيعود للأدب الحي بهاؤه.... كما قام البارودي ثم من بعده شوقي (على خلافنا لبعض المضامين) فقدما أدبا أنعش العالم وجعله يعود ليشعر بجمال اللغة وسلطانها

    فلو قمنا بدعوة ثم عمل كما عمل هؤلاء لأدينا بعض ما علينا والله المستعان على من يعاديها

    لهفي على الفصحى رماها معشر*** من أهلها! شلت يمين الرامي

    لا أعرف العربي يلوي فكه *** إن هم يوما فكه بكلام

    إن فاه تسمع لكنة ممقوتة *** من فيه سكسونية الأنغام




    هل الأمر نخوة وعاطفة؟ وهل يحرم الكلام بالعامية؟:

    ليس الأمر عاطفيا حسب فهمي، وبالفعل أدع الفرصة لغيري ليجتهد ويبلغ الرسالة أحيانا وفي مقامات معينة مع أناس معينين بالعامية، وربما يكون أفضل مع المسنين البعيدين تماما - في حدود معينة طبعا - لأنهم لا زالوا يعون بعض الفصيح البسيط القرءاني الجميل،
    لكن هنا... حين نريد أن نحيي الأدب العربي! فلنصوبه لفظا ومعنى ونحوا وصرفا، ليكون أفضل لوجه الله تعالى ونبتعد عما حرف

    لأني أرى بعقلي وعيني أن العداة يدعمون تلك المسألة كما لا يخفى على الفطن، أراها معركة دين وحضارة وثقافة تشكل اللغة وعاءها.

    هذا ولا أقول أن الأديب العامي مجرم أو آثم، بل هي رؤيتي أنا الفقير المسكين الذليل المقصر وأعتقدها صوابا يحتمل التعديل. أقول أن من لديه القدرة على الإحياء ثم تخلى عنها لينعش شيئا عاميا فهو يقلص من قربنا من الحق ومساحته داخلنا نحن العرب خاصة، وهو أمر مشاهد في الجيل...

    قال سبحانه
    {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}الأحقاف

    ما عنيتها ليست لغة أجنبية ضد لغة محلية فليست عنصرية، بل رد القوم للغتهم الأم التي انحرفوا عنها فليس وأدا للسانهم بل تقويما، فالغة العامية تحدرت من لغة فصيحة، وأي تقليص للفصيحة خسارة للدين لأن العرب –خاصة- هم حملة الرسالة (قبل غيرهم) وصلتهم بها تحتاج للغة أن تحيا

    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} سورة الرعد... ومن أصدق من الله قيلا.
    أخي إسلام كعادتك موضوع في الصميم وعزمك بإذن الله لا يلين

    أذكر أنني لما كنت في الجزائر ماكثا ما كنت أتكلم إلا الفصحى حيث أن العامية الجزائرية تختلط فيها الكلمات الفرنسية بدرجة لا تستطيع فهمها ، فعلمنا الوالد الأديب الشاعر رحمه الله تعالى أن نتكلم الفصحى فبتنا نفهما وتفهمنا ويفهمنا من نخاطبه
    أخي زوجة صديقي الجزائري مدرسة لغة عربية ومع ذلك لا تجيد أن تتكلم الفصحى بل وتعجم عليها بعض الكلمات العربية الأصيلة

    سبحان الله أدركت حينها أن العدو قد أصاب الأمة في مقتل وعلمت أنهم ما استهدفوا اللغة إلا ليستهدفوا كتاب الله تعالى
    ولا زالت المعركة قائمة
    أخي نشكر فيك روحاً فتية وعملاً رائعاً

    شكراً لك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية إبراهيم القهوايجي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    العمر : 60
    المشاركات : 136
    المواضيع : 14
    الردود : 136
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الأخ الكريم إسلام
    صحيح أن العامية لها انعكاسات وخيمة على تعلم الفصحى وتعلم الدين...لكن ما ذا صنع مسؤولو الامة العربية للفصحى حتى تسترد مكانتها واشعاعها ، فالسياسات التعليمة العربية تجعلها أدنى المواد المدرسة من حيث المعامل ، لا حظ مثلا أن معامل اللغة العربية في التخصص الادبي هو3 عندنا في التعليم الثانوي التأهيلي بينما تمنح الفرنسية معامل6 ، وقس على ذلك جميع الشعوب العربية التي تعلي من شأن اللغات الاجنبية في بلدانها ، بل وتشجع اللغة الامازيغية وهي مجرد لهجة كما في الجزائر والمغرب وتقيم لها المؤتمرات... بينما اللغة العربية ظلت جامدة في المجامع العربية ، وليس لها الدعم المادي والتربوي ولا يوفر لها مختبرات لغوية وهيئات للبحث فيها ، وحتى وإن وجدت ، فتبقى صورية على خلاف الدول التي تحترم لغتها كفرنسا واسبانياوغيرهما ، هاتين الدولتين تصرفان ميزانية طائلة من اجل نشر لغتهما وتعليمها في البلاد الاجنبية ، فمثلا عندنا في المغرب، ترسل كميات من الكتب مجانا الى المدارس والثانويات ، بل ان الملحقين الثقافيين التابعين لسفارتهما يتصلون مباشرة بمديري المدارس لعقد بروتوكولات الشراكة بهدف اشعاع لغتهم...بل وتفرض هذه الدول وغيرها على زائري بلدانها اتقان لغتها ،خصوصا ما يتعلق بالتسجيل في معاهدها، ونحن وضع لغتنا كارثي ، فحتى الدول التي أفاء الله عليها من خيراته لم تفكر يوما في حماية ونشر واشعاع لغة القرآن وصرف أي درهم في سبيل ذلك .صحيح ان التعود على الفصحى في الادب يجعل المتلقي يتعود على الفصحى و يعبر وجدانيا بها ، لكن الاشكال أن المتلقي العربي استلب منذ نعومة أظافره في لغته ، وأبدل عوضا عنها لغة اجنية .فكيف الوصول الى المبتغى في ظل هذه الحالة ؟؟ المطلوب القيام بثورة حقيقية لبعث لغة الضاد من قبل مسؤولي امتنا العربية ، وإذا فعلوا فلن ترضى عليهم اليهود ولا النصارى....وإذا أرادوا بلغة القرآن خيرا فهم يدركون السبيل المؤدي اليها...
    تحياتي

  4. #4
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    الحبيب الدكتور إسلام :
    كل عام وأنت بخير
    مررت من هنا كثيرا ، ولكن غشاوة حجبت عني هذا النور الذي أراه بين سطورك؛ فلله درك منافحا عن العربية لغة القرآن ، وآخر معاقلنا التي يجب على كل منا حمايتها والذود عنها..
    صدقت - والله - أخي في كل ما ذهبت إليه، وقد كانت هذه الدعوة من الدعوات الهدامة في بداية القرن الماضي ، ولكنها سقطت على أيدي الكبار من حماة العربية ، ولكننا ألآن - وللأسف - نعيش عصرا اختلطت فيه المفاهيم ، وعدنا إلى ما أرادوا ، ولكن بأيدي شبابنا الذين يهدمون صرحها بمعاول العامية ..
    سأعود بموضوع شامل عن هذا الأمر ،ولكنني أردت مشاركتك بحضور متواضع مني ، ولأثني على كل حرف كتبته، ويكفينا فخرا أننا في الواحة نعتمد مبدأ المحافظة على الفصيحة ، ولن نتنازل عنه بإذن الله تعالى.
    لك خالص الود والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    أخي الحبيب عدنان
    أرجو حقا أن أكون وإياك موفقين للخير ، وأن ننال شهادة في موطن رضوان وتصعد روحانا مقبولتين إلى الرحمن



    أشكر مبادرتك للزود عن الذمار يوم الكريهة وها نحن فيها ....
    لي أصدقاء من المغرب والجزائر وتونس ، ومراسلات ... وكلها تصدق ما قلت ، قطع الله عنك السوء
    والحقيقة أنه كما يقال : كلنا في الهم شرق
    أمي قبل التقاعد كانت مدرسة ثم مديرة في التربية والتعليم لمدة أربعين سنة تقريبا
    وكانت تريني دوما أمثلة من الأخطاء اللغوية تضحك الثكلى ... لا ليست لطلبة الابتدائية بل للمدرسين والمدرسات
    والفرق بين الأجيال بين ، فجيلها حفظها الله لا أراه يخطئ في الإملاء أبدا ، والخط أنيق جميل والكتابة راقية مهما كانت سريعة وعاجلة ....

    الضغوط تشمل تجهيل الكودار وتهميش معلم اللغة وتشويه صورته في الأفلام ، فيظهر جافا قديما والحال بين !
    المصيبة أن القوم الأن لا يبادرون للزود ...
    العامة والمثقفون قل منهم من يدافعون ، بل الأغلبية تلغ وتقع في عرض الكريمة !
    يمشي الهوينا سواهم إن أتي خطأ ***وهم لهم في طريق الغي إرقال !
    وحاربوا الأصل فاجتثت أصولهم ***ونالهم منه أكبال وأنكال


    إرقال
    هو إسراع الناقة في المشي ...

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    أخي الحبيب
    إبراهيم القهوايجي



    بارك الله في عاطر مرورك


    حقاهي مأساة... أن الوصي هو اللص



    وراعي الشاة يحمي الذئب عنها ***فكيف إذا الرعاة لها ذئاب !




    من أجل هذا لا أوجه ندائي – أصالة - للمتسلطين فهم لا يفهمون لغة القيم وعالم المثل ولا عقلية المؤمن الواعي للمصير ، ولا حتى لهم دراية بعمق المصالح ( لكن الخطاب يشملهم عل الله يهدي بمنه من يشاء سبحانه وهو وحده القادر على كل شيء)



    هم يفهمون فقط لغة المادة حيث الدولار والشهوة أو الضغط والقوة



    من هنا نفض المثقفون الحقيقيون أياديهم من معشر مطل وحاولوا معذرة إلى ربهم تبارك وتعالى




    نور الله دربك

  7. #7
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الله عليكم
    الاخ الفاضل الدكتور اسلام المازني
    بارك الله بك , هذه الغيرة على اللغة العربية , وانا كنت المس مدى
    الصدق والوجدانية في كل كلمة وكل فكرة اوردتها , اخي الفاضل انت
    محق في كل ماقلت , ومن يقرأ القرآن الكريم , ويعوّد نفسه على حسن
    القراءة , لابد ان يقوّم لغته .
    والشيء الآخر الذي اراه في اللغة السليمة , انها تعبير عن مستوى
    الشخص في المجتمع , فهل يستوي في الرقي من يتكلم اللغة العربية
    السليمة مع ذاك الذي يتكلم اللغة العامية , لا ابدا .....
    صدقني يا أخي الفاضل , كم اشعر انا بالفخر , عندما اتكلم بلغة سليمة
    سواء اثناء المحاضرات او الاجتماعات , والجميع يصغون لجمالية اللغة
    , طبعا انا لااستخدم الكلمات الحوشية او الصعبة على النطق او الفهم ,
    لا , ابدا فانا قد عودت نفسي ان اتكلم لغة عربية سليمة بسيطة حلوة ,
    ولقد افادني هذا جدا , في تقريب المسافة بيني وبين الآخرين , لان لغتي
    يفهمها الجميع , ولوتكلمت بلغة بلدي العامية , لما فهمني احد ممن حولي
    فانا لااعمل في بلدي .
    اشكرك يا اخي على هذه الدعوة للعودة للاصالة , كما انني اسجل هنا
    اعجابي بما تكرم به الاخوة من مداخلات على الموضوع :

    فقد اعطاناالاخ الكريم الفاضل عدنان الاسلام فكرة عن تجربة واقعية
    , جزاه الله كل خير .

    كما اسجل لاخي الفاضل ابراهيم القهوايجي صدق مشاعره وغيرته على
    اللغة العربية , فلقد مسّ في داخلي ما اشعر به حيال المناهج التربوية
    , جزاه الله كل خير .
    كما اسجل للاخ الفاضل الدكتور سلطان الحريري حماسه للموضوع
    وتأثره الطيب , وانا انتظر ان اقرأ له ما وعد به , جزاه الله كل خير .

    مع تمنياتي لكل من في الملتقى المبارك , من مشرفين واعضاء
    وزوار , بشهر مبارك , تقبل الله منا جميعا , صيامنا وقيامنا ,
    وحسن اعمالنا .


    اخوكم
    السمان

  8. #8
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي



    بسم الله والحمد لله

    بدأت باسم الله فيما ذكرته *** وثنيت حمد الله فيما ذكرته

    أخي الحبيب جدا د. سلطان الحريري

    بارك الله فيك على الوعي والإدراك ، وأنت المتخصص المبحر

    أنتظرك والكل معي

    وأشكر تعقيبك الطيب جدا

    طيب الله عيشك وعاقبتك ، وبارك في كل ما تخط مقتديا

    صدقت

    وحين أثيرت المعركة في القرن الماضي لم يكن التلفاز سيطر على العقول ولا غزا البيوت كما نحن ، والأن ...صير العامية هي النفس المتردد للأسف وقلص الفصحي بل وشوهها



    وأشاركك ما بثثته لحبيب :
    تلك الجحافل التي على الأبواب لها ذراع فكرية تنهش فينا ، وهي التي تؤدي للتخاذل وقلة التكافل وفهم الأمور معكوسة ، وحلها في الوعي كما أن حل الحديد في الحديد ، إلا أنه أيضا لو صار بلا وعي لصار محرقة وملعبة يحصد ثمرتها الغير عافانا الله تعالى

    ووحدتنا تبدأ باسم الله تعالى وتكون على السنة فحينها لا نؤتى من قبل مخالفة



    إن تنصروا الله ينصركم



    ونصره سبحانه يكون بعدة واجبات أهمها لا يتم سوى بتلك اللغة ، بلغك الله الجنة



    قال

    ابن القيم رحمه الله تعالى



    فتدبر القرءان إن رمت الهدى*** فالعلم تحت تدبر القرءان

    وليس معناه انقطاع القوم عن العمل لتعلم الفصحي ، بل هي جزء من العمل وماء الطريق ، والحرص عليها لا يكلف الكثير لكن فضله كبير

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته

    الأستاذ الفاضل والأخ الكريم الدكتور السمان

    أحمد إليك الله الذي جمعنا وألف بين قلوبنا ، ومد روابط الصلة عبر القارات وأنطق الحروف قبل الكلمات ، فتشاطرنا ما يجيش في الصدور ليخف الحمل ويتسلى الركب السائر بصحبة أهل الفضل

    وسلمتم على طول المدى تعتادكم*** أعيادكم وتسركم أحواله

    في كل عام لا يزال يزوركم ***رمضان أو أضحاه أو شواله




    نعم هي مفتاح لمزيد الهداية وكريم العيش و( يا ليت قومي يعلمون ) ولقد وجهت خطابي للادباء أصالة لأن الأدباء يملكون منابر كمنابر الدعاة ، فأما أن تبث النور أو الشرور



    أخي الكريم

    يمن الله كتابك ويسر حسابك



    أهديك مشاركة أخ حبيب عن الحال في الجزائر ، لأني أراها جديرة بالذكر فهي تسلط الضوء بعناية لنثري الحوار





    *الهرب من اللغة العربية من قبل أبناءها.. هل يمكن الحديث عن الضحك عند سماع جملة عربية تنطلق من فم أحدهم وسط مجموعة من أصحابه..
    عادة رفاقي وأحيانا أنا نتحدث بتهكم مع بعضنا باللغة العربية الفصحى..
    و لكني مؤخراً بدأت بالفعل أفهم الفخ الذي وضعت فيه اللغة العربية وكيف صرنا نحن من يحاربها..
    قرروا الاستغناء عن العربية و يضحكون بملئ الفيه مني لأني أتحدث بالفصحى على الشات و هم متعودون على الفرنسية اللغة التي يعتبرونها راقية وهي فقيرة كما وكيفا مقارنة بلغتنا


    ..
    أما العاصمة فحدث ولا حرج الصغار لا يتحدثون سوى العامية و الفرنسية ..

    حتى أنهم في احد البرامج طلب منهم ذات مرة أن يعرفوا كلمة مثل الشجاعة فترجموها إلى الفرنسية مبتسمين ذلك أن الفرنسية في نظرهم قد حلت الامر و فسرت كلمة لها من أخواتها و مرادفاتها بالعربية ما لن تصل له الفرنسية التي تتقهقر بإقرار أصحابها.. طبعا يجب أن لا ننسى رئيس الجمهورية ووزراءه.. فهم كما قال صديق لي "لا يستطيعون تركيب جملة مفيدة.. و خطاباتهم مليئة بالتكسير و الانحطاط اللغوي.."

  10. #10
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الله عليكم
    الاخ الفاضل الدكتور اسلام المازني
    انه لشرف كبير لي , ان احظى بما اكرمتني به من خطاب , بارك الله بك .
    لقد بثثت لي شجنا هو شجني , انني احسك يا أخي , واشعر بعمق المشكلة
    , ان الانسلاخ عن اللغة هو الانسلاخ عن الهوية , فقدان الاصالة , كنت
    اتابع ياأخي مشكلة اللغة العربية في الجزائر منذ سنين طوال , انا لم ازر
    الجزائر الحبيبة , ولكني اعرف اشياء كثيرة عنها من خلال الاخوة
    الذين ذهبوا في اعارات للجزائر , ومن خلال انسباء ينحدرون من اصول
    جزائرية , اعرف ياأخي مدى ثقل الحمل وصعوبة المهمة , في زمن الزيف
    , لكنني اشعرك كبيرا عملاقا , طودا شامخا وانت تتكلم اللغة الصحيحة ,
    حتى اولئك الذين يضحكون عندما يسمعونك تتكلم اللغة العربية الصحيحة ,
    تأكد انهم يكبرونك في داخل اعماقهم .
    اسعدتني جدا بمخاطبتي , همومك هي همومي , وهي نفسها هموم اخوتنا في الواحة المباركة , وانا لااخاف على لغتنا واصالتنا وفينا من مثلك , دمت فارسا وعلما وصاحب رسالة خيّرة .

    اخوكم
    السمان

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وما ذنبك .... وما ذنبي ؟؟؟؟؟
    بواسطة سمو الكعبي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 01-06-2013, 05:27 PM
  2. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-06-2010, 11:38 AM
  3. ما القُصَيْصَة؟ وما القُصَيْصِصَة؟ وما القُصيْصيصة؟ ( أسئلة أجناسية )
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-08-2007, 02:07 PM
  4. الخيام
    بواسطة محمدعبد الله في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-10-2006, 10:56 PM
  5. من رباعيات الخيام
    بواسطة اسكندرية في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-05-2004, 11:35 PM