لن أعيش في جلباب ابي:
المخلوقات حولنا من غير الجنس البشري تنقسم إلى انواع
وكل نوع له شكله الظاهري الذي يخص جنسه
فكل طائر له اللون والريش الذي يخص نوعه
وكل حيوان له اللون والشعر الذي يخص نوعه
والله سبحانه هو خالق كل شئ
وسبحانه له الصفات العلى
بالتالي فإن كل نوع من المخلوقات في أكمل صورة وشكل ولون ورائحة ليكون هذا الكمال بالخلق جميعا
إذ العلاقات بين تلك الانواع المختلفة مبنية على الشكل الظاهري
بالتالي حتى لا يكون هناك فوضى فإن كل نوع له الشكل الظاهري الثابت
وهذا من اسباب ذلك الكمال بالمخلوقات
ثم الحياة المبنية على تفاعلات المخلوقات ببعضها البعض
فكل له برنامجه الذي يخص نوعه في كيفية إقامة معيشته
وهذا البرنامج لا شان للمخلوقات في وضعه فهو علم الله سبحانه وتعالى
وكل نوع يقيم ما يخصه من هذا العلم في صورة تشريع إداري لجنسه
ولكون الله سبحانه له الصفات العلى يلزم أن كل افعاله سبحانه لها العلو الذي يليق به سبحانه
بالتالي الكمال المطلق
وهذا هو ما نراه ونتعايش على نتجه بهذا الكون
ثم خلق الله سبحانه الإنسان في الصورة التي تعبر عن علو صفات الله سبحانه (وصوركم فأحسن صوركم)
ثم جعل سبحانه الإنسان خليفة يبدل ويغير فيما بين يديه
وحتى يكون هذا التبديل والتغيير في اعلى صور الكمال فسبحانه انزل اليه من علمه ليكون برنامجا يقيم هذا الخليفة به قوله وفعله
لذلك فإن الإنسان خلق بدون معطيات ذاتية كبقية الأنواع حوله
فهو بلا ريش ولا جلد سميك ولا شعر يغطي جسده كحيوان ولا مخالب يفترس بها
فكل ظاهر الإنسان تعلن أنه ضعيف بالنسبة لما حوله من الخلق
بالتالي سيصبح فريسة سهلة لمن حوله من الخلق
إلا ان الله سبحانه ليس بظلام للعبيد
بالتالي لابد ان يكون هناك الوسيلة الامنة لبقاء هذا المخلوق الجديد
هنا ياتيه العلم من الله سبحانه وتعالى مع كونه خليفة يبدل ويغير كيف يشاء فيما بين يديه من مادة
وبهذا العلم يبدأ الإنسان في إقامة حياة جنسه
والإنسان ليس على القائمة الغذائية لبقية الخلق طالما أنه يقيم علم من له الصفات العلى سبحانه
فالخلق جميعا تعلم أنه خليفة
وما كان لأحد من الخلق ان يخرج على هذا الخليفة بقول او فعل فكل الخلق تعلن الإنصياع له طالما يقيم علم الله سبحانه في ماكله ومشربه وسكونه وترحاله ونومه ويقظته ظاهرا وباطنا
فالإنسان كخليفة فكل ما حوله يعلن له السمع والطاعة ولا يخرجون عليه بقول او فعل
فيبدأ الإنسان ارتداء الجلباب العلمي الذي يخص نوعه فيحيا بهذا الجلباب ما يدل على انه يحيا بعلم من له الصفات العلى فيبني ويعمر كل كمال بالارض حوله
ثم يأتيه الشيطان العدو اللدود له
والشيطان ليس له خلافة ليقيم حضارة تنافس حضارة الإنسان
ولكنه يستعمل الإنسان ليبيد بعضهم بعضا
فيوسوس له ويزين له ما نهاه ربه عنه
ويقول له ماذا لو جربت ما نهاك ربك عنه (وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ)
جرب فقط فقد تجد شيئا افضل
والله سبحانه اعلم البشرية ابتداءا عداوة الشيطان له وبين له شره وأمره بالا يتبع خطواته
والشيطان يدعوه ليجرب ويزين له ويمنيه
و الإنسان له مشيئته التي تخصه فيقول لنفسه سأجرب واستغفر الله إن ظهر خطأ ما
فيبدا بعصيان الله في الأمر الأول
وهنا تبدأ المخلوقات حول الإنسان في الإنتباه له فقد بدأ يغير في جلبابه
وصار جلبابه به ما يعبر عن كونه سيصبح عدوا لهم
وسيصبح الإنسان على القائمة الغذائية للكائنات حوله
ثم ييعصي الله ثم يعصي الله إلى ان يغير جلبابه بأكمله
ليعلن الخلق جميعا عداوته له
فقد صار يفسد ويسفك الدماء ويغير في خلق الله سبحانه
فيفتح على نفسه ونوعه كل سوء
وصار الجلباب الجديد هو العرف المتوارث للاجيال المتعاقبة فيقاتلون عنه ويدافعون عنه
وهذا هو سبب صراع البشرية لبعضها البعض
وصراع المسلمين لبعصهم البعض
وصراع الجماعات لبعضهم البعض
فكل يعلن اصالة جلبابه ويضع من الكتب والمأثورات ما يبين اصالته ويعادي عليه ويحب عليه
وتوزع العطايا والهبات عليه
ويتزاوج بعضهم بعضا عليه
ويربون اولادهم عليه
وصار الاعداء يصنعون لهم تلك الثياب
ويمدونهم بالاموال والعطايا لتوزيعه بينهم
ويمدحون لونه وقياسه
فيا قوم عودوا لجلبابكم الذي يحمل مسماكم
عودوا لعلم الله سبحانه فيعلي من صفاتكم
فتصبح صفاتكم عليا لعلو علم ربكم
وانزعوا هذا الجلباب الذي ورثتموه من عقول فلسفية ناقصة
فعلم الله سبحانه جمع الخلق جميعا على العلو والكمال
الا يجمعكم معهم وهذا يناقض العقل والمنطق السليم
العقل السليم هو الذي يعمل وفق مقاييس سليمة ليصل لنتيجة سليمة
فهل نعلن جميعا
لن اعيش في جلباب أبي