--------------------------------------------------------------------------------
لهذه القصيدة في نفسي ذكرى ..
لن اخبركم بظروف كتابتها ..
ولكنكم ستعرفون ذلك بانفسكم عبر مزيج الفخر بالشكوى ..
كم هي معبرة عما يعتصرني من حزن عندما تعاندني الأيام .. ولاأقوى عليها إلا بذكر الله .. فتهدأ نفسي الملتهبة بالغضب .. مما أشعر به من غدر تلك الأيام
هنا الفخر يختلط بالشكوى لعله يقدم بعض العزاء للنفس المنهزمة تحت ضربات الغدر والخيانة
ولكنه بدلاً عن ذلك يؤججها ويلهبها ..
فلا مناص إلا بذكر الله
إليكم قصيدتي تلك , وعنوانها :
أنا والزمان
يا عالماً حالي إليك المُشتكى
صبري تحطَّم تحت ظلِّ تعاستي
هدَّ الزمانُ بطولتي و تأنُّفي
و هوتْ على قدمِ النُّحوسِ حماستي
حسبي أنا الطُّودُ العظيمُ بأنني
هذي الفوارسُ بعضُ بعضُ فراستي
يكفينيَ الشرفُ الرفيعُ ترفُّعاً
و دمي فداءٌ للعُلا , و قداستي
اليوم , تبكيني المعالي , إذ خبا
نجمي الذي بزَّ النجومَ كماسةِ
واليوم , تبكيني القصائدُ كلُّها
منْ بعدِ ما قدْ مُزِّقتْ كرَّاستي
فلطالما عجزَ الشَّواعرُ كلُّهم
عن بعضِ ما جادتْ بهِ قرطاستي
إنْ كانَ ما قالوا صنيعُ مغمَّةٍ
فأنا الجروحُ تآلفتْ و حَساستي
جِنِّيَّةُ الأَشْعارِ مَسَّتْ روحهمْ
وأنا أمسُّ الجنَّ عبرَ مساستي
كلُّ الدهورِ بما حوتْ مغمورةٌ
في بحرِ نُدْرةِ فكرتي و نفاستي
تصحو الطُّقوسُ الهائجاتُ ببسمتي
و سَتَدْلَهِمُّ بقَمْطَرِيرِ عَباستي
يا صانعَ الأيامِ , هلاَّ رحمة
بسليلِ عِزٍّ , لمْ يَنَمْ بدناسةِ
هدَّتْ له الأيامُ سورَ حَصانةٍ
و شَفَتْ غليلاً مِنْ خِنىً , و خَساسةِ
أَفَيَسْتَريحُ الكونُ نوماً في الضُّحى ؟؟
وأنا سَهِيْرُ الليلِ , مع وُسْواستي
وأنا الذي , عَقَّدْتُهُ , بتَعَسُّري
وأنا الذي , سَهَّلْتُهُ , بسلاستي
يا ذلكَ الكون الكبير أنا فتىً
قدْ صّفَّني الرحمنُ صَفَّ السَّاسةِ
كيما تهاجمْني المصائبُ كلُّها
بقساوةٍ , وضراوةٍ , وضراسةِ
حسبي بأنَّ الله , جَوَّدَ جوهري
لِتَبِينَ إنْ وَجِمَ الزمانُ , نفاستي
د.هزاع