ضاقت ولما استحكمت حلقاتها *
عجز اللسانُ فبتُّ أبحث عن خِفا
وسألت قلبي: أي قولٍ أنتقي *
لو لم يعدْ قول الحقيقةِ مُسعَفا؟
فأجابني: قول الحقيقة دائمًا *
سيخيط من دِفْء الحقائق معطفا
فنطقت أولَ أحرفي لأميرتي *
وأنا الفقير بحبها قد أُترِفا
فانساب قولي من لساني ناطقًا: *
طوبى لـمَنْ عند الوصال تعفَّفا
وجذبت أطراف الحديث وفجأةً *
نطق اللسان "حبيبتي" وتوقَّفا
وإذا بصمتٍ دام بضع دقائقٍ *
لم ينقطعْ إلا بذكر المصطفى
فارتاح قلبي بعد طول توترٍ *
وانهال فيضٌ من لساني فاحتفى
وبدأت أحكي عن فؤادٍ طالما *
رغم الجوى رفض الهوى وتعجرفا
وعن اعتراضي في البداية عندما *
علم الفؤاد بأيّ أرضٍ كُلِّفا
ومتى لمحتُ حبيبتي وتساءلت *
عينايَ: هل هذا ملاكٌ واختفى!؟
حتى بلغت بذا الحديث لقاءنا *
لا القلب ملَّ ولا اللسان قد اكتفى
فسألتها: هل تعلمين حبيبتي *
أن الهوى للمُتعَبينَ هو الشفا؟
يا شمسَ صبحٍ أشرقتْ بعد الدُجى *
فبدا الهوى نورًا يداعبُهُ الصفا
لو أنني قد كنت أعلم حينها *
لبنى الفؤادُ لكل ذكرى متحفا
فلقد تبيَّن يا حياتي أنهُ *
تدبير ربٍّ كان دومًا مُنصِفا