-ماذا أصابكَ صاحبي؟
هل كان شعرك أبيضًا؟
أم قد أصابك في شبابك علةْ؟
هل صاحب العشرين عامًا يا أخي
شيخًا غدا في مستهل الرحلةْ؟
ماذا سأفعل صاحبي..
وقلاع قلبي بالأسى محتلةْ؟!
وحصون عقلي بعدما دعمتها
سقطت أمام عيونها من دمعةٍ
كسقوط _عند الجزم_ حرفِ العلةْ؟!
أسفًا على طفلٍ سقى بدمائه
أرض العروبة كي تُقام الدولةْ
أسفًا على طفلٍ أتى الدنيا وها
من أول الصرخات يطلب مهلةْ
حتى يعيش ولو ليومٍ واحدٍ
فالكل يطلب _قبل صبحٍ_ قتلةْ
مذ كان في رحم الشهيدة صاحبي
إذ هز عرش المعتدين بركلةْ
ماذا سأفعل صاحبي..
والقدس تنزف كل يومٍ أهلها
وكفوفنا بدمائهم مبتلةْ؟!
والسيف مسلولٌ على أعناقنا
والكل يكتب مادحًا مَنْ سلَّةْ؟!
فالكون من حولي تآمر ضدنا
كلٌّ يريد من العروبة نهلةْ
ومتى يثرْ شخصٌ يمتْ برصاصةٍ
وكتائب الإعدام تتبعُ أهلهْ
سيل الغزاةِ أزاح عزم شبابنا
هل يوقف السيل القوي مظلةْ؟
شُلَّتْ أيادٍ بالرصاص تطاولت
من خوفها
فكثيرهم مهما تضاعف قلةْ
ماذا أقول لوصفهم يا صاحبي؟
إن قلتُ: نملًا قد أهنتُ النملةْ
ماذا سأفعل صاحبي..
والكون من حولي تسارع خطوهُ
_حتى الليالي_ والفؤاد محلهْ؟!
حال الفؤاد غدا كحال حبيبه
هل يُرتَجَى غير الأحبة قبلةْ؟
فالقدس ذي بدري الوحيد وكلهم
يا صاحبي _عند المساء_ أهلةْ
فارفعْ بلاءك ربنا عن أمتي
فرجاء عون العالمين مذلةْ