سلامًا على من أجاب الندا *
أطاع الفؤاد وحل وثاقي
ورد اعتباري أمام الجميعِ *
وكان كما ألف كفٍّ وساقِ
ففي أرضنا من أحبَّ سينجو *
وإلا سيغدو أسير الشقاقِ
وكنت كعهدي عنيدًا وصلبًا *
فما فاز سهم الهوى باختراقي
إلى أن عرفت الهوى بعد عامٍ *
وفي غير أرضي ودون اتفاقِ
فقاموا بأسري وهموا بقتلي *
وإلا حياةٌ بمرِّ الفراقِ
فرمت وداعًا يليق بحبي *
فلا شيء حقًّا يشوب اشتياقي
وأي اختيارٍ سيقضي بموتي *
فلو غاب يومًا يكون اختناقي
فقالوا: أن اعطوه حبرًا ووقتًا *
فما للسجين حقوق العناقِ
فخطت دموعي وداعي وقالت: *
عزيزي تحاملْ بأرض السباقِ
بما أن قلبي على العهد باقِ *
غدًا يا أنا قد يكون التلاقي
فما كان منهم سوى أن رأوهُ *
فأفتوا جميعًا بذيع انشقاقي
وأوصوا بقتلي أمام الجميعِ *
فذا خير سدٍّ يعوق انطلاقي
فخطت دموعي على وجنتيَّ *
ألم يكفِهم بعدُ طول انبثاقي!؟
فماذا ستفعل يا قيس قل لي *
إذا بلغت روح ليلى التراقي؟
وماذا ستصنع في أمنياتٍ *
تموت إذا التف ساقٌ بساقِ؟
فما كان مني سوى أن سكتُّ *
فأصعب من لفظةٍ ما ألاقي
فأغمضت عيني لعلي أنام *
وأصحو طليقًا بأرض الرفاقِ
فزارت منامي وقالت: حبيبي *
سنغدو معًا بعد طول افتراقِ
إلى أن أفقتُ وكانت جواري *
ولم أدرِ أنَّى بلغت اتساقي!؟
وتقت إلى لمسها مذ أفقتُ *
فخفت إذا كان بعض اختلاقِ
فقامت وقالت: صباحكَ ودٌّ *
فعانقتها من لهيب اشتياقي
وصمتي يلازمني رغم شوقي *
كثلجٍ تماسك رغم احتراقي
وفي صمت ثغري فؤادي يناجي *
إلهي بثوب الرضا للتلاقي
فمنذ اجتمعنا سويًا.. ودومًا *
إلى قلبها كان خير المساقِ
فأغمضتُ عيني وأمسكت دمعي *
فكم تاق قلبي لهذا العناقِ