أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إجابة عن تساؤل للأستاذ خشّان

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي إجابة عن تساؤل للأستاذ خشّان



    جاء في البحث المعنون بـ " تقاطع عَروضَيّ الخليل وقضاعة" للأستاذ الكريم خشان (1)، بعض الملاحظات؛ قد تساءل فيها عن رأي صاحب عروض قضاعة بشأنها, كما أنّ هناك ملاحظات لي على بعض ما ورد في بحثه المصغر هذا عن عروض قضاعة، قد اتركها لمشاركة أخرى.
    (1): رابط البحث المذكور للأستاذ خشان لمن يريد الاطلاع عليه: https://drive.google.com/file/d/1tbh...zGgtOSdK_/view

    فقد ذكر الأخ خشان أنّ الخليل وأبي الطيب البلوي متفقان على مرجعية العرب المعتد بنظمهم؛ وهذا كلام صحيح. فشعر العرب المعتد بنظمهم، هو المؤهّل كي تُستخرج منه القواعد الصوتية والإيقاعية عند إقامة نظام عروضي عربي له قوانينه العقلية.
    لكن الأخ خشان بعد أن أورد نقولاً عن هذه القضية، تساءل قائلاً: تبقى معرفة رأي صاحب عروض قضاعة في موافقته أو اختلافه مع الخليل بل الإجماع؛ حول من يُعتدّ بهم في اللغة عامة. والعروض والشعر ليسا بدعاً في اللغة كما قال.

    وأقول (أبو الطيب) رداً على جملة الأخ خشان بأن (العروض والشعر ليسا بدعاً في اللغة): إنّ الشروط التي فرضها اللغويون العرب على أنفسهم فيمن يؤخذ بلغته من العرب وممن لا يؤخذ بلغته منهم، هي شروط صارمة، إذ قد جاءت دفعاً لشبهة فساد لغة من كثرت مخالطته للأعاجم، فيتسرّب ذلك لمباحث اللغة العربية من نحو وصرف.
    ومع أنّ معرفة اللغة تسهّل على الباحث العروضي أبحاثه العروضية، لكن واقع العروض يختلف تماماً عن واقع اللغة؛ فالعروض هو قوالب صوتية إيقاعية لا يعنيها من أمر اللغة إلّا انسكابها في هذه القوالب. وقضية أنّ نطق الكلام العربي نطقاً صحيحاً أم ليس بصحيح، وكذلك قضية كون إنشاد الشعر إنشاد صحيح أم رديء؛ وكلا هذين الأمرين على علاقة باللغة؛ هي قضية منفصلة عن حديثنا هذا.

    وحتى تتضح هذه النقطة بوضوح تام فتزال شبهتها، لنفرض أنّ صاحب عروض قضاعة قد تصدى لدراسة العروض الفارسي، لمعرفة مدى التقاءه مع العروض العربي أو اختلافه عنه، من وجهة نظره؛ فلن يستلزم ذلك إلّا بالتعرف على فارسي متقن للغته عارفاً بعروض قومه، فيزودني بالترميز الصوتي للقوالب التي مضى عليها شعرائهم؛ وإذا لم يكن الشخص المعني عارفاً بالعربية من اجل التواصل بيننا، فيستعان بطرف ثالث كمترجم، فينحل هذا الإشكال وتختفي بذلك هذه الشبهة.

    ثم أنّ مباحث النحو والصرف وكذلك معاني المفردات، لا تلتقي بالضرورة مع مبحث العروض؛ فالعروض لا يقيم وزناً للمفردات لأن سلاسل الشعر العربي سلاسل متصلة (قراءة مدرجية). فالكميات الوزنيّة الإيقاعية التي يقاس بها عروض الشعر العربي، سواء كانت أجزاء نظام الخليل الثمانية لفظاً والعشرة حكماً، أم انساق قضاعة الأربعة؛ قد تتضمن الكمية الواحدة منها مفردة كاملة وقد تزيد عليها أو تُنقص عنها.

    ولذلك، فاللغة ليست علامة فارقة في العروض العربي؛ فالباحث العروضي إذا واجه مفردة لغوية اعتاص في ضبط تشكليها؛ فلا يعنيه معناها اللغوي إنما يعنيه ضبط تشكيلها لأنه هو المؤثر على استخراج الترميز الصوتي الصحيح لها. وكل ما عليه لحل هذا المعضل هو تجاهل هذه المفردة والانتقال للشطر الثاني أو للبيت الثاني، أو لقصيدة أخرى على نفس القالب؛ من اجل استخراج الترميز الصحيح للشطر من اجل محاكمته إيقاعياً؛ وتمهيداً لضبطه بقاعدة إيقاعية إن كان ثمة قاعدة تقف خلف ذلك.
    أمّا الباحث اللغوي فلا يستطيع ذلك لأن هذه المفردة اللغوية هي مدار اهتمامه أولاً وأخيرا، أي معناها أو ضبط تشكيلها الصحيح، أو الناحية الصرفية لها أو الإعرابية؛ فإذا قام الباحث اللغوي بالبحث في الشعر، فلا يسعه إلّا البحث عن هذه المفردة اللغوية بذاتها مهما كانت طبيعة القالب الشعري الذي حواها.

    والخلاصة أنّ الباحث العروضي عندما يحاكم النص الشعري عَروضياً، لا تعنيه جودة اللغة ولا الصورة الشعرية فيها؛ إنما يعنيه فقط دلالته الصوتية المجردة عن اللغة، ومِن ثم دلالته الإيقاعية. وبالتالي، فلا يشترط في قضية العَروض ما اشترط في قضية اللغة، فلا يشترط في العروض سوى أن يكون الشاعر محسوباً على العصر الجاهلي والمخضرم والإسلامي والأموي؛ على ما فعل الخليل. (دراسة في التأسيس والاستدراك، ص 161). وذلك من اجل ضمان أن يكون النظام العروضي المزمع إنشاءه عقلياً، منطبقاً عليه توصيف كونه نظام عروض عربي خالص.
    والخليل قد أدرك ذلك، فقد رأينا أنّ عدي بن زيد العبادي (جاهلي)، قد كان من ضمن الشعراء الذين كانوا محل استشهاد الخليل (2)، مع أنه من سكان الحيرة في العراق الخاضعون لحكم الفرس المخالطون لهم؛ وفوق ذلك هو من نصارى العرب. وشعر عدي بن زيد العبادي ينطق بكلا هذين الأمرين.

    (2) الشاهد المقصود هو [17 - رُبَّ نارٍ بِتُّ أرمُقُها ..... تَقضِمُ الهِنديَّ والغارا]. ومنهم من ينسب هذا البيت لعدي بن الرقاع العاملي (أموي)، لكنه من أهل دمشق المخالطون للنصارى غير العرب، والمخالطون لغسان وإياد وقضاعة في الشام الذين لم يؤخذ اللغويون عنهم اللغة لمخالطتهم الروم. أي أنّ المانع من الاستشهاد بهذا البيت حاضر في كلا الاحتمالين؛ لكن هذا لم يمنع الخليل من الاستشهاد به لأنه يدرك أنّ واقع العروض يختلف تماماً عن واقع اللغة كما قلنا، فلا يشترط فيها إلّا ما ذكرنا.

    نتابع: وقد زاد صاحب عروض قضاعة شرطا آخر في نظامه ألزم به نفسه، وهو أنه عدا عن الشرط بكون الشاعر يجب أن يكون من العصور المستهدفة، وصولاً لعصر بين الدولتين ولعصر الخليل نفسه؛ فيجب أن يتوفر في الشاعر المعاصر الخليل انتفاء مظنة تأثره بتقريرات نظام الخليل، وهذا الشرط ينطبق على أبي العتاهية المعاصر للخليل.
    والدافع الداعي لهذا الشرط هو أنّ المادة الخام محل البحث، والتي هي محل اهتمام صاحب عروض قضاعة؛ يجب أن تكون خالية من تأثيرات أيّ نظرية عروضية سابقة عليه تعاملت مع نفس هذا الواقع؛ فعروض قضاعة هو نظرية عروضية قائمة بذاتها، منافسة لنظرية الخليل وليست تابعة لها؛ حتى لو التقت النظريتان في بعض الأمور، التقاءً شكلياً في بعضها أو التقاءً حقيقياً.

    ومع أنّ الخليل كما رأينا قد فطن لكون أنّ واقع العروض يختلف تماماً عن واقع اللغة، لكني أعيب عليه وعلى طبقته، معاملتهم شواهد الشعر معاملة شواهد اللغة في بعض الأحيان، وذلك من جهة أنّ الشاهد الواحد في العروض يعتبرونه شاهداً كافياً على الناحية الإيقاعية أو الصوتية. (3)

    (3) انظر كدليل على ذلك شواهد الخليل عن الإدماء في الكامل والوافر، والتي استغرق "الإدماء" فيها كل البيت فانقلب الإيقاع إلى الرجز والهزج (الإدماء: أي الزحافات التكافؤية المختلطة، وهي: الوقص والخزل في الكامل، والعقل والنقص في الوافر).
    وانظر كذلك ما قاله الأخفش عن بيت شعر مفرد لابن الرُقيّات (أموي)، عند مناقشته لأحد تقريرات الخليل الباطلة بنظر عروض قضاعة، هذا التقرير الذي زعم الخليل فيه أنّ السبب الخفيف الوهمي المتخلف عن صناعة الوتد المفروق الوهمي بدوره، يجوز عليه الزحاف [زحاف الكف الباطل على "لن" من (مستفع لن)]؛ كيف أنّ الأخفش علّق قبول أو رفض هذا الزحاف على قضية اللغة، فقد قال: {ولم نجد ذهاب نون (مستفع لن) إلّا في شعر لابن الرُقيّات، وزعموا أنه كان سبق اللّـحن، فمن جعله إماماً جوّز حذف نونها، ومن لم يجعله إماماً لم يجوّز حذف ذلك} (العروض للأخفش، ص 155).

    أقول (أبو الطيب): فشواهد الشعر لا تعامل معاملة شواهد اللغة، ذلك أنّ الناحية العروضية وكذلك الناحية الصوتية من ضمنها؛ لا تستنج إلّا بالاستقراء الكلي للظاهرة عند أكثر من شاعر؛ ذلك لأن الناحية الإيقاعية على الأخص، لا تستنج من الأبيات المفردة، ثم أنّ القرائح غير معصومة؛ ولأن سلامة اللغة مقدمة على سلامة الإيقاع فيما لو تعارضا.
    فإذا كانت العرب في كلام الحياة اليومية كما قال ابن جني، قد تحملُ على ألفاظها لمعانيها حتى تُفسد الإعراب لِصِحّة المعنى (المحتسب، ج 2، ص 211)؛ فما بالك إذا كان ذلك في كلام الشعر الضاغط على القريحة الشعرية عند سكبه في القوالب المتوجة بالقافية، فهي ستضحي بالإيقاع أو بجودته المفترضة، من اجل سلامة المعنى فيما لو تعارضا.


  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    المشاركات : 2,235
    المواضيع : 384
    الردود : 2235
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الطيب البلوي القضاعي مشاهدة المشاركة
    عن- تقاطع عَروضَيّ الخليل وقضاعة
    جاء في البحث المعنون بـ " تقاطع عَروضَيّ الخليل وقضاعة" للأستاذ الكريم خشان، بعض الملاحظات؛ قد تساءل فيها عن رأي صاحب عروض قضاعة بشأنها [أبو الطيب البلوي القضاعي], كما أنّ هناك ملاحظات لي على بعض ما ورد في بحثه المصغر هذا عن عروض قضاعة، قد اتركها لمشاركة أخرى.


    فقد ذكر الأخ خشان أنّ الخليل وأبي الطيب البلوي متفقان على مرجعية العرب المعتد بنظمهم؛ وهذا كلام صحيح. فشعر العرب المعتد بنظمهم، هو المؤهّل كي تُستخرج منه القواعد الصوتية والإيقاعية عند إقامة نظام عروضي عربي له قوانينه العقلية.
    لكن الأخ خشان بعد أن أورد نقولاً عن هذه القضية، تساءل قائلاً: تبقى معرفة رأي صاحب عروض قضاعة في موافقته أو اختلافه مع الخليل بل الإجماع؛ حول من يُعتدّ بهم في اللغة عامة. والعروض والشعر ليسا بدعاً في اللغة كما قال.

    وأقول (أبو الطيب) رداً على جملة الأخ خشان بأن (العروض والشعر ليسا بدعاً في اللغة): إنّ الشروط التي فرضها اللغويون العرب على أنفسهم فيمن يؤخذ بلغته من العرب وممن لا يؤخذ بلغته منهم، هي شروط صارمة، إذ قد جاءت دفعاً لشبهة فساد لغة من كثرت مخالطته للأعاجم، فيتسرّب ذلك لمباحث اللغة العربية من نحو وصرف.
    ومع أنّ معرفة اللغة تسهّل على الباحث العروضي أبحاثه العروضية، لكن واقع العروض يختلف تماماً عن واقع اللغة؛ فالعروض هو قوالب صوتية إيقاعية لا يعنيها من أمر اللغة إلّا انسكابها في هذه القوالب. وقضية أنّ نطق الكلام العربي نطقاً صحيحاً أم ليس بصحيح، وكذلك قضية كون إنشاد الشعر إنشاد صحيح أم رديء؛ وكلا هذين الأمرين على علاقة باللغة؛ هي قضية منفصلة عن حديثنا هذا.
    وحتى تتضح هذه النقطة بوضوح تام فتزال شبهتها، لنفرض أنّ صاحب عروض قضاعة قد تصدى لدراسة العروض الفارسي، لمعرفة مدى التقاءه مع العروض العربي أو اختلافه عنه، من وجهة نظره؛ فلن يستلزم ذلك إلّا بالتعرف على فارسي متقن للغته عارفاً بعروض قومه، فيزودني بالترميز الصوتي للقوالب التي مضى عليها شعرائهم؛ وإذا لم يكن الشخص المعني عارفاً بالعربية من اجل التواصل بيننا، فيستعان بطرف ثالث كمترجم، فينحل هذا الإشكال وتختفي بذلك هذه الشبهة.
    ثم أنّ مباحث النحو والصرف وكذلك معاني المفردات، لا تلتقي بالضرورة مع مبحث العروض؛ فالعروض لا يقيم وزناً للمفردات لأن سلاسل الشعر العربي سلاسل متصلة (قراءة مدرجية). فالكميات الوزنيّة الإيقاعية التي يقاس بها عروض الشعر العربي، سواء كانت أجزاء نظام الخليل الثمانية لفظاً والعشرة حكماً، أم انساق قضاعة الأربعة؛ قد تتضمن الكمية الواحدة منها مفردة كاملة وقد تزيد عليها أو تُنقص عنها.
    ولذلك، فاللغة ليست علامة فارقة في العروض العربي؛ فالباحث العروضي إذا واجه مفردة لغوية اعتاص في ضبط تشكليها؛ فلا يعنيه معناها اللغوي إنما يعنيه ضبط تشكيلها لأنه هو المؤثر على استخراج الترميز الصوتي الصحيح لها. وكل ما عليه لحل هذا المعضل هو تجاهل هذه المفردة والانتقال للشطر الثاني أو للبيت الثاني، أو لقصيدة أخرى على نفس القالب؛ من اجل استخراج الترميز الصحيح للشطر من اجل محاكمته إيقاعياً؛ وتمهيداً لضبطه بقاعدة إيقاعية إن كان ثمة قاعدة تقف خلف ذلك.
    أمّا الباحث اللغوي فلا يستطيع ذلك لأن هذه المفردة اللغوية هي مدار اهتمامه أولاً وأخيرا، أي معناها أو ضبط تشكيلها الصحيح، أو الناحية الصرفية لها أو الإعرابية؛ فإذا قام الباحث اللغوي بالبحث في الشعر، فلا يسعه إلّا البحث عن هذه المفردة اللغوية بذاتها مهما كانت طبيعة القالب الشعري الذي حواها.
    والخلاصة أنّ الباحث العروضي عندما يحاكم النص الشعري عَروضياً، لا تعنيه جودة اللغة ولا الصورة الشعرية فيها؛ إنما يعنيه فقط دلالته الصوتية المجردة عن اللغة، ومِن ثم دلالته الإيقاعية. وبالتالي، فلا يشترط في قضية العَروض ما اشترط في قضية اللغة، فلا يشترط في العروض سوى أن يكون الشاعر محسوباً على العصر الجاهلي والمخضرم والإسلامي والأموي؛ على ما فعل الخليل. (دراسة في التأسيس والاستدراك، ص 161). وذلك من اجل ضمان أن يكون النظام العروضي المزمع إنشاءه عقلياً، منطبقاً عليه توصيف كونه نظام عروض عربي خالص.
    والخليل قد أدرك ذلك، فقد رأينا أنّ عدي بن زيد العبادي (جاهلي)، قد كان من ضمن الشعراء الذين كانوا محل استشهاد الخليل (1)، مع أنه من سكان الحيرة في العراق الخاضعون لحكم الفرس المخالطون لهم؛ وفوق ذلك هو من نصارى العرب. وشعر عدي بن زيد العبادي ينطق بكلا هذين الأمرين.


    (1) الشاهد المقصود هو [17 - رُبَّ نارٍ بِتُّ أرمُقُها ..... تَقضِمُ الهِنديَّ والغارا]. ومنهم من ينسب هذا البيت لعدي بن الرقاع العاملي (أموي)، لكنه من أهل دمشق المخالطون للنصارى غير العرب، والمخالطون لغسان وإياد وقضاعة في الشام الذين لم يؤخذ اللغويون عنهم اللغة لمخالطتهم الروم. أي أنّ المانع من الاستشهاد بهذا البيت حاضر في كلا الاحتمالين؛ لكن هذا لم يمنع الخليل من الاستشهاد به لأنه يدرك أنّ واقع العروض يختلف تماماً عن واقع اللغة كما قلنا، فلا يشترط فيها إلّا ما ذكرنا.


    نتابع: وقد زاد صاحب عروض قضاعة شرطا آخر في نظامه ألزم به نفسه، وهو أنه عدا عن الشرط بكون الشاعر يجب أن يكون من العصور المستهدفة، وصولاً لعصر بين الدولتين ولعصر الخليل نفسه؛ فيجب أن يتوفر في الشاعر المعاصر الخليل انتفاء مظنة تأثره بتقريرات نظام الخليل، وهذا الشرط ينطبق على أبي العتاهية المعاصر للخليل.
    والدافع الداعي لهذا الشرط هو أنّ المادة الخام محل البحث، والتي هي محل اهتمام صاحب عروض قضاعة؛ يجب أن تكون خالية من تأثيرات أيّ نظرية عروضية سابقة عليه تعاملت مع نفس هذا الواقع؛ فعروض قضاعة هو نظرية عروضية قائمة بذاتها، منافسة لنظرية الخليل وليست تابعة لها؛ حتى لو التقت النظريتان في بعض الأمور، التقاءً شكلياً في بعضها أو التقاءً حقيقياً.

    ومع أنّ الخليل كما رأينا قد فطن لكون أنّ واقع العروض يختلف تماماً عن واقع اللغة، لكني أعيب عليه وعلى طبقته، معاملتهم شواهد الشعر معاملة شواهد اللغة في بعض الأحيان، وذلك من جهة أنّ الشاهد الواحد في العروض يعتبرونه شاهداً كافياً على الناحية الإيقاعية أو الصوتية. (2)


    (2) انظر كدليل على ذلك شواهد الخليل عن الإدماء في الكامل والوافر، والتي استغرق "الإدماء" فيها كل البيت فانقلب الإيقاع إلى الرجز والهزج (الإدماء: أي الزحافات التكافؤية المختلطة، وهي: الوقص والخزل في الكامل، والعقل والنقص في الوافر).
    وانظر كذلك ما قاله الأخفش عن بيت شعر مفرد لابن الرُقيّات (أموي)، عند مناقشته لأحد تقريرات الخليل الباطلة بنظر عروض قضاعة، هذا التقرير الذي زعم الخليل فيه أنّ السبب الخفيف الوهمي المتخلف عن صناعة الوتد المفروق الوهمي بدوره، يجوز عليه الزحاف [زحاف الكف الباطل على "لن" من (مستفع لن)]؛ كيف أنّ الأخفش علّق قبول أو رفض هذا الزحاف على قضية اللغة، فقد قال: {ولم نجد ذهاب نون (مستفع لن) إلّا في شعر لابن الرُقيّات، وزعموا أنه كان سبق اللّـحن، فمن جعله إماماً جوّز حذف نونها، ومن لم يجعله إماماً لم يجوّز حذف ذلك} (العروض للأخفش، ص 155).


    أقول (أبو الطيب): فشواهد الشعر لا تعامل معاملة شواهد اللغة، ذلك أنّ الناحية العروضية وكذلك الناحية الصوتية من ضمنها؛ لا تستنج إلّا بالاستقراء الكلي للظاهرة عند أكثر من شاعر؛ ذلك لأن الناحية الإيقاعية على الأخص، لا تستنج من الأبيات المفردة، ثم أنّ القرائح غير معصومة؛ ولأن سلامة اللغة مقدمة على سلامة الإيقاع فيما لو تعارضا.
    فإذا كانت العرب في كلام الحياة اليومية كما قال ابن جني، قد تحملُ على ألفاظها لمعانيها حتى تُفسد الإعراب لِصِحّة المعنى (المحتسب، ج 2، ص 211)؛ فما بالك إذا كان ذلك في كلام الشعر الضاغط على القريحة الشعرية عند سكبه في القوالب المتوجة بالقافية، فهي ستضحي بالإيقاع أو بجودته المفترضة، من اجل سلامة المعنى فيما لو تعارضا.


    أخي وأستاذي الكريم
    قولك:" فلا يشترط في العروض سوى أن يكون الشاعر محسوباً على العصر الجاهلي والمخضرم والإسلامي والأموي؛ على ما فعل الخليل. (دراسة في التأسيس والاستدراك، ص 161). وذلك من اجل ضمان أن يكون النظام العروضي المزمع إنشاءه عقلياً، منطبقاً عليه توصيف كونه نظام عروض عربي خالص."
    يجيب عل تساؤلي. وعليه فنحن متفقان تماما حول هذه النقطة.


    ولا أختلف معك أبدا في أن وصف الوزن لا يتطلب معرفة اللغة أصلا. وتصديقا لقولك أنظر:
    https://sites.google.com/site/alaroo.../21-aalameyyah


    القدرة على وصف وزن الشعر في لغة لا يعني –وحده - القدرة على التقعيد لوزن الشعر فيها.
    وانظر إلى ما وقع فيه اللسانيون والعروضيون الغربيون من أخطاء في تقعيدهم للشعر العربي
    https://drive.google.com/file/d/1Tab...ttiv0hIBT/view
    وهو مما أقرك على موقفك منه.


    إنما التشبع باللغة فهما وإحساسا وإدراك إيقاع مما يلزم للتقعيد. ويكفي في هذا اتفاقنا على العصور التي يصح الاستشهاد (بوزن شعرها) لا ( بلغته ولا بنحوه).

    وهذا الاتفاق بيننا ضروري في تقييم ما أذكره مما قرأته في كتابك وأنقل المعنى وأرجو أن تصوبني " عروض قضاعة يشمل ما لم يتعرف عليه الخليل من إمكانات الأوزان التي تطابق ذائقة العرب وإن لم يصله أو يصلنا شعر عليها"

    يعني كيف نجمع بين قوليك بأهمية الشواهد وقبول أوزان لم يصلنا عليها شعر ؟

    حفظك ربي ورعاك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    الأخ خشان: بعد أن رضيت بإجابتي عن ما سبق وذكرته في تساؤلك، قلتَ في نهاية مشاركتك: (وهذا الاتفاق بيننا ضروري في تقييم ما أذكره مما قرأته في كتابك؛ وأنقل المعنى وأرجو أن تصوبني: عروض قضاعة يشمل ما لم يتعرف عليه الخليل من إمكانات الأوزان التي تطابق ذائقة العرب، وإن لم يصله أو يصلنا شعر عليها. يعني كيف نجمع بين قوليك بأهمية الشواهد وقبول أوزان لم يصلنا عليها شعر ؟).

    والإجابة الشافية على تساؤلك موجودة في كتاب (المنتج الجاهز)، لكنها فيه كانت مفرّقةً تحت أكثر من عنوان، وها أنا سأجمعها لك كاملة هنا مع بعض القرائن والأدلة الدالة عليها، فأقول: عبارتك الأولى وإن كانت صحيحة بالمعنى العام، أي في كون عروض قضاعة يشمل ما لم يتعرف عليه الخليل من إمكانات الأوزان التي تطابق ذائقة العرب، لكنها غير دقيقة فيما يخص الخليل ونظامه العروضي، أي قولك (يشمل ما لم يتعرف عليه الخليل من ذلك). واليك التصويب الدقيق للعبارة التي قلتها.

    فالقول بأن الخليل لم يتعرّف على إمكانات الأوزان التي تطابق ذائقة العرب، هو قول غير محرّر تماماً، ذلك أنّ الأساس الذي انطلق منه الخليل في إقامة بنيان نظامه العروضي، يتناقض مع هذه المقولة؛ فهو أساساً قد أقام بنيان نظامه العروضي على قدر ما وصل له من قوالب شعر العرب؛ وليس على أساس القوانين الصوتية والإيقاعية التي مضت عليها قرائح العرب،كما هو الحال في نظام قضاعة. وهذه القوالب هي ما شكلّت كيان نظام الخليل، النواة وغلافها.

    على أنه يجب التفصيل في مقولة "الأوزان" التي استعملها الأخ خشان، فالأوزان على نوعين: البحور وقوالب البحور. ذلك أنّ حصر بحور العرب هو غير حصر قوالب هذه البحور. فلا مفر للباحث العروضي الجاد من حصر البحور جميعها، لأنها قابلة للحصر قليلة العدد، ولأنها أركان عروضية ثابتة يتفرّع عنها قوالب؛ فالسلسلة لا تستحق لقب "بحر" إلّا إذا حققت عدة شروط إيقاعية، وليس جزافاً. والخليل وأبو الطيب قد حصرا البحور، على الرغم من بعض الاختلافات بين عروض قضاعة وعروض الخليل بهذا الشأن.

    الآن وبعد هذا التفريق نقول: إذا كان الخليل فعلاً قد أحصى 98% من القوالب التي جرى عليها نظمهم، لكن هذا لا يعتبر دليلاً لا للخليل ولا لغيره بأنه قد استوعب جميع إمكانات القوالب التي تطابق ذائقة العرب [وانتبه لكلمة "جميع" في السياق]؛ فإحصاء الموجود الموثّق شيء، وما يتيحه النظام من إمكانات أخرى حتى لو تظهر لها شواهد موثقة شيء آخر.

    ولذلك كان القياس في نظام الخليل محدود الإمكانات جداً، فالقوالب المستدركة عليه أو المستحدثة بعده، والتي لها مكان في نظامه، فهذه يشملها القياس، أمّا القوالب التي ليس لها مكان في نظامه فلا يشملها القياس، سواء كانت مستدركة عليه أم كانت مستحدثة بعده موافقة لذائقة العرب على حد توصيف الأخ خشان.

    وأوضح دليل على قولنا السابق هو مبحث العلل في نظامه، فالخليل لم يحسب حساب جميع إمكانات الأوزان معها إطلاقاً، وقد رأينا أمثلة متعددة على ذلك في كتاب (المنتج الجاهز). والسبب في ذلك أنّ علل نظامه قد صـمّمت أساساً على قدر ما وصل للخليل من قوالب شعر العرب كما قلنا؛ بحيث انه إذا استُدرك قالب على نظامه من العرب المعتد بنظمهم، ولم يكن له مكان في علل نظامه، تخلخل نظامه وصنّف هذا القالب بأنه من الشواذ ظلماً (راجع كتب العروض القديمة والحديثة وسترى مصداق ما أخبرتك به تواً).

    فمثلاً: من احد أهم قرائن د.عمر خلّوف في زعمه بأنّ اللاحق بحر مستقل بذاته، أنّ الخليل لم يذكره في نظامه، وأنه ليس له مكان في دوائر الخليل العروضية. فهذا الزعم بكون اللاحق بحر قائم بذاته غير صحيح برأي قضاعة؛ فاللاحق قالب تابع لبحر البسيط لكن بُنية نظام الخليل لا تستطيع استيعابه، ولا تستطيع دوائر نظام الخليل استيعابه كذلك. وبالتالي فلا مكان لقياسه بغيره في نظام الخليل؛ مع أنّ قصة اللاحق على الحقيقة هي نفس زعم الخليل بأن السريع بحر قائم بذاته مفصول عن الرجز؛ فالشرط الإيقاعي اللازم للحصول على اللاحق من البسيط، هو نفس الشرط الذي طبّقه العرب على القوالب التي فصلها الخليل عن الرجز تحت مسمّى السريع. ويتعذر ذكر هذا الشرط الإيقاعي هنا، لكن قد ذكرناه في كتاب المنتج الجاهز.
    اللهم أنّ السريع وجد له مكاناً في دائرة المشتبه التي صنعها الخليل على عينه، ليضع فيها كل ما رفض أن ينصاع لبنية نظامه التي استقر أمره عليها؛ فمن احد شروط استحقاق السلسلة على لقب (بـحر) في عروض شعر العرب، هو انتماءه لدائرة، إضافة لشرطين آخرين. أمّا اللاحق كقالب للبسيط، فلم يحالفه الحظ في انتماءه لدائرة في نظام الخليل. وهناك أمثلة أخرى غير اللاحق على ما ذكرناه.

    وحتى لو أراد الخليل حساب جميع إمكانات الأوزان معها [وانتبه لكلمة "جميع" في السياق]، التي تتطابق مع ذائقة العرب على حد وصف الأخ خشان؛ فلن يستطيع..؟ وهذا بعكس افتراض الدكتور محمد العلمي بأنّ نظام الخليل قابل للتطوير (دراسة في التأسيس والاستدراك، ص 116 - 117). والسبب في ذلك أنّ الأدوات التي استخدمها الخليل في صناعة نظامه، لن تسعفه في بيان ذلك. فنظام الخليل قام على فكرة الجزء وانتهى بها، والدائرة هي روح نظامه؛ فلا شرعية للجزء خارج دوائر نظامه؛ لكن الجزء يشير لواقع متوهّم وليس حقيقي، على الرغم من أنّ الخليل استطاع إقامة نظامه العروضي على فكرة الجزء. نقول هذا بدليل أنّ هناك سلاسل صوتية تامة تشابه سلاسل العرب في كونها أولية وخالية من العثرات؛ لكن فكرة الجزء في نظام الخليل سوف تعجز عن تجزيئها؛ محافظة على شرط صحة الجزء في نظام الخليل طبعاً [احتواءه على وتد وسببين على الأكثر]. وهذا بعكس فكرة النسق في نظام قضاعة التي تشير لواقع حقيقي وليس متوهّم. (راجع مختصر خريطة العقل: البنود 6- 8).

    وهذا ليس بمستغرب..؟ فليس مستحيلاً أن تعثر على فكرة قد تكون خاطئة أو باطلة، ومع ذلك قد تجد لها مكاناً في تطبيق عملي ما. فمثال الفكرة الخاطئة التي وجدت لها سبيلاً في التطبيق العملي هي فكرة الجزء في نظام الخليل كما قلنا. أمّا مثال الفكرة الباطلة التي وجدت لها سبيلاً في التطبيق العملي فهي فكرة الوتد المفروق والسبب الثقيل في نظامه، وكذلك فكرة المقطع التي يقول بها الأصواتيون. أمّا فكرة النسق في نظام قضاعة، فهي تشير لواقع حقيقي وليس متوهم كما قلنا (راجع المنتج الجاهز لعروض قضاعة).

    ولأن نظام الخليل قام أساساً على ما ذكرنا، ولأن فكرة الجزء تشير لواقع متوهم؛ ولأسباب أخرى متعددة لم نذكرها مع أهميتها البالغة؛ فلا يمكن الركون على القياس في نظام الخليل في استشراف جميع إمكانات الأوزان التي تتطابق مع ذائقة العرب.

    الآن وبعد فراغنا من تصويب عبارة الأخ خشان المذكورة، ننصرف للفقرة الأخيرة من كلامه المشار إليه، وهي قوله: (كيف نجمع بين قوليك بأهمية الشواهد وقبول أوزان لم يصلنا عليها شعر ؟).
    فأقول: تكمن أهمية الشواهد في كونها المادة الخام التي ينظر فيها العروضي عند إقامة النظام العروضي بحسب اجتهاده. ثم إذا استقام له النظام العروضي المزمع إنشاءه بناءً على الشواهد التي تحصّل عليها؛ بحيث استطاع توصيف معظم دقائق القوانين الصوتية والإيقاعية التي سار عليها الشعراء بحسب اجتهاده، بشكل محكم ومترابط وشامل ودون تناقضات؛ فيكون النظام العروضي قد قام على قدميه. وإذا استطاع هذا النظام تفسير معظم دقائق عروض الشعر العربي، فهذا علامة ثانية على متانة النظام العروضي الذي تم إنشاءه. وبالتالي سيستطيع هذا النظام العروضي من خلال القياس، استخراج جميع إمكانات الأوزان التي تتطابق مع ذائقة العرب؛ حتى لو لم تحضر الشواهد الموثقة عنهم على هذه الأوزان. وهذا ما يستطيعه نظام قضاعة ويعجز عنه نظام الخليل.

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    المشاركات : 2,235
    المواضيع : 384
    الردود : 2235
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    أخي وأستاذي الكريم أبا الطيب
    منذ بداية حوارنا قلت إني أقصد " بمنهج الخليل " المضمون الذي حواه العروض الرقمي.
    ومن هذا المنطلق - وبعيدا عن إشكالات المصطلحات - أقول مما فهمته منك لغاية الآن إننا متفقان حول المضمون كلّه أو جله. وألخص ذلك بأن معظم إمكانات منهج الخليل التي لم نشملها تفاعيلة تتعلق بما يلي :
    1...علل منطقة الضرب خاصة ما يتعلق ب 222 في الضرب
    ويشمل ذلك :
    اأ - التكافؤ الخببي الذي يجعل ممكنا ورود ضرب المنسرح ويتبعه ضرب مقتضبه على (مستفعلْ) كما في قصيدة أبي نواس :
    ذَكَّرَني الوَردُ ريحَ إِنسانِ .....أَذكُرُهُ عِندَ كُلِّ رَيحانِ
    إِن فاحَ لَم أَملِكِ البُكا فَإِذا .....ما اِهتَزَّ قامَ النَديمُ يَنعاني

    اب.. تحول مجزوء البسيط مستفعلن فاعلن ( مستفعلن ثم مستفعلْ ثم مستعِلْ)
    فيظهر نسب اللاحق شقيقا للمخلع حفيدي البسيط
    1جـ - قرابة السريع والرجز من اصل مستفعل في الضرب طيا وخبنا في مستفعلْ التي في الضرب (والعروض) هي نظيرة قرابة اللاحق والمخلع.

    2- ما يدعوه أستاذي خلوف بالمقصرات ( أبعاض البحور) فيما هو أقصر من المجزوء
    ****
    وربما هناك غير هذه من نقاط الالتقاء مضمونا بيننا مع اختلاف في المصطلحات وطريقة العرض.
    تتحدث عن قصور نظام الخليل بسبب اعتماده على الجزء
    أردد كثيرا التفاعيل مظهر تجسيدي ناجم عن نظام الخليل لتسهيل توصيله للناس. فالأصل النظام وليست التفاعيل.
    يعني في المضمون نحن تقريبا متفقان والفارق بيننا أنك تقول إن ما تكشفه من قصور (محدود) في التفاعيل يعتبر انتصارا على الخليل. وأنا أعتبر ما يسده الرقمي من قصور التفاعيل يعتبر ارتقاءً بفكرنا إلى الاقتراب من فهم تفكير الخليل وسد الثغرة التي تحدث عنها يقول عنها الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب
    العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."

    الدرس الثامن من دروس ساعة البحور يتقاطع كثيرا مع هذا الموضوع



    https://drive.google.com/file/d/1kaU...ew?usp=sharing
    الصور المرفقة الصور المرفقة