أحدث المشاركات
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 35

الموضوع: تعقيبات على كتب العروض

  1. #21
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي تعقيب جديد

    موضوع أكثر من رائع، ويا ليتك تضمه معا في ملف واحد منسق، كملف وورد منسق، ليمكننا الاحتفاظ به.

    واسمح لي أن اضيف هذا التعقيب على ما سطره أهل العروض في كتبهم ومقالاتهم. فقد جاء في "المعيار في أوزان الأشعار، والكافي في علم القوافي [المعيار]. تحقيق: محمد رضوان الداية. دار الأنوار - بيروت، ط 1، 1968 م. للشنتريني [السرّاج الشنتريني] (أبو بكر محمد بن عبد الملك السرّاج الأندلسي الشنتريني النحَوِيّ، ت 550 هـ)، تعقيباً منه على قالب مستدرَك على الخليل في الوافر، شاهده عليه هو قول العلاء بن منهال الغنوي:

    فليتَ أبا شَرِيكٍ كانَ حيّاً .... فيَقصُرَ حينَ يَنصُرَهُ شَرِيكْ
    مفاعلَتن مفاعلْتن مفاعلْ ... مفاعلَتن مفاعلَتن مفاعْ
    نعم، نعمم نعم، لا لا نعم، لا... نعم، نعمم نعم، نعمم نعم Ø

    ويَترُكَ مِن تَدَرُّئِهِ علَينا ... إذا قلنا لهُ هذا أبُوكْ
    نعم، نعمم نعم، نعمم نعم، لا ... نعم، لا لا نعم، لا لا نعم Ø

    أقول: فبينما أنه يمكن وصف عروضة هذا القالب في نظام الخليل، فإنّ ضربه مستحيل الوصف باستعمال مصطلحات نظام الخليل الحالية، فلم يخترع الخليل علة تحوّل مفاعلَتن //0 ///0 الى مفاعْ (//00).

    وهنا يتبين خطأ الشنتريني في وصفه لهذا القالب المستدرَك من خلال أدوات نظام الخليل، عندما قال أنه شذّ في ضربه الأول القَصْر (المعيار في أوزان الأشعار، ص 44). فهذا توصيف خاطئ بالنظر لبنية نظام الخليل.
    فعلة القصر تحذف ساكن السبب الخفيف آخر الجزء وتسكّن ما قبله؛ وعند تطبيقها على جزء الوافر (مفاعلَـتن)، المنتهي بسبب خفيف [وَهْمي]؛ فهذا سيوصلنا إلى مفاعلَـتْ [نعم نعم] وليس إلى مفاعْ ( نعم Ø)..! فحتى توصلنا علة القصر إلى مفاعْ ( نعم Ø)، فهذا لا يكون إلّا لو كان الضرب هو فاعلاتن أو فعولن حصراً. لكن جزء الوافر منتهي بـ مفاعلَتن كصورة قياسية بحسب تقرير الخليل، والصورة القياسية هي منطلق تطبيق العلة في نظام الخليل العروضي.

    وأظن أنّ الشنتريني قد غلب على ذهنه القول المتداول في الكتب وعلى ألسن العروضيين، عن قالب الوافر الاول الأكثر شيوعاً من بين قوالب الوافر، بأنّ عروضته وضربه هي (فعولن). فأجرى علة القصر على (فعولن) دون العودة للأصل القياسي التام منطلق عمل العلة، أي العودة إلى (مفاعلَـتن) السالمة.

    وقد دار جدال على هذا القالب بين أتباع نظام الخليل، لم يتمحور حول كونه موافق لنظام العرب أم غير موافق، فنظام الخليل يعجز عن البَتّ في ذلك كما يقول صاحب هلم عروض قضاعة؛ إنما تمـحور النقاش عنه حول هل بُني على الإطلاق أم على الوقف..؟ وهل كان بناءه على الوقف كان لتجنّب الإقواء أم لا..؟
    فلو بُني على الإطلاق فهذا معناه زيادة سبب حفيف للعجز [** سِواهُ: ** //0 /0]، وبذلك لن يَعود قالباً مستدركاً على الخليل، إنما يكون هو النوع الأول من الوافر. فكما ترى، فكل هذا الجدل إنما هو محاولتهم لإرجاعه لنظام الخليل، حتى أنساهم ذلك أن يناقشوا هل له مكان في نظام الخليل فيما لو بُني على الوقف حقاً أم لا؛ ومحمد العَلمي هو احدهم. (العروض والقافية- دراسة في التأسيس والاستدراك ص 197-198).

    وهذا القالب ليس شاذاً كما ادعى الشنتريني، فليس مستغرباً أن ينتج هذا القالب عن قريحة العرب، فهو يسير على القواعد التي سارت قرائحهم عليها. والقرينة المؤكِّدة لذلك، أنّ على هذا القالب نظم موثق للبريق الهذلي (مخضرم)، كما أن هناك قطعة ثانية على نفس هذا القالب لزياد الأعجم (أموي)، مطلعها (ألَمْ تَرَ أنَّـنـِي وَتَّـرْتُ قَوسِي ... لِأبْقَعَ مِن كِلابِ بنِي تَمِيمْ)، (من قصيدة عدّت ثمانية أبيات، ديوانه: ص 100).

    قال البريق الهذلي (مخضرم) - (من قصيدة عدّت 16 بيت، شرح أشعار الهُذَليين، ص 756):

    رمَيْتُ بِثابتٍ مِن ذِي نُمارٍ .... وأَردَفَ صاحِبانِ لَهُ سِواهْ
    مفاعلَتن مفاعلْتن مفاعلْ ... مفاعلَتن مفاعلَتن مفاعْ
    نعم، نعمم نعم، لا لا نعم، لا .... نعم، نعمم نعم، نعمم نعم Ø

    فأغْرى صاحِبَيهِ فقُلتُ مَهلاً ... فإنّ الموتَ يَأتِي مَن أتاهْ
    نعم، لا لا نعم، نعمم نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا لا نعم

    فأوْمَأْتُ الكِنانَةَ إنّ فيها ... مَعابِلَ كَالجَحِيمِ لَها لَظاهْ
    نعم، لا لا نعم، نعمم نعم، لا نعم، نعمم نعم، نعمم نعم

    ومِنكُمْ مَيِّتٌ قَبلِي فَأبقُوا ... على أدنى الثَّلاثَةِ مَن نَعاهْ
    نعم، لا لا نعم، لا لا نعم، لا نعم، لا لا نعم، نعمم نعم


    تفضل بقبول فائق التقدير لجهدك العظيم هذا.
    وانتهز الفرصة لدعوتك للاطلاع على نظرية قضاعة "علم عروض قضاعة"، التي تفوقت على نظرية الخليل بأشواط. فالخليل قد أقام نظامه العروضي على قدر ما وصل له من قوالب شعر العرب؛ وهذه القوالب هي ما شكلّت كيان نظامه، النواة وغلافها؛ بحيث انه إذا استُدرك قالب على نظامه من العرب المعتد بنظمهم، ولم يكن له مكان في نظامه، تخلخل نظامه وصنّف هذا القالب بأنه من الشواذ ظلماً. أمّا في نظام قضاعة فالأمر مختلف، فنظام قضاعة قام على القواعد الصوتية والإيقاعية التي سارت عليها قرائح العرب، سواء وردت القوالب موثقة عنهم أم أبدعها شاعر معاصر.

    هذا مع إقراري بأنه ليس هناك أقوى من نظرية الخليل العروضية إذا غابت نظرية قضاعة عن الساحة الصوتية والعروضية؛ هذا على حدّ زعم صانعها طبعاً (أبو الطيب القضاعي)، وهو زعمٌ لا ألزم به أحداً إلّا نفسي ومن تبعني.
    وإذا اشتركَ بعد ذلك ذوي النباهة والمعرفة بهذا الزعم، فسوف يثبت هذا الزعم لعروض قضاعة في الساحات الصوتية والعروضية؛ إذا شاء له الله ذلك طبعاً؛ فصحة الفكرة وقوتها ليست الشرط الوحيد لهيمنة الفكرة على الساحة المعنية، فما لم يقدر الله أتباعاً للفكرة يحملونها عن صاحبها، فستظل حبيسة كُتب صاحبها.
    تقبل تحياتي...

  2. #22
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الطيب البلوي القضاعي مشاهدة المشاركة
    موضوع أكثر من رائع، ويا ليتك تضمه معا في ملف واحد منسق، كملف وورد منسق، ليمكننا الاحتفاظ به.

    واسمح لي أن اضيف هذا التعقيب على ما سطره أهل العروض في كتبهم ومقالاتهم. فقد جاء في "المعيار في أوزان الأشعار، والكافي في علم القوافي [المعيار]. تحقيق: محمد رضوان الداية. دار الأنوار - بيروت، ط 1، 1968 م. للشنتريني [السرّاج الشنتريني] (أبو بكر محمد بن عبد الملك السرّاج الأندلسي الشنتريني النحَوِيّ، ت 550 هـ)، تعقيباً منه على قالب مستدرَك على الخليل في الوافر، شاهده عليه هو قول العلاء بن منهال الغنوي:

    فليتَ أبا شَرِيكٍ كانَ حيّاً .... فيَقصُرَ حينَ يَنصُرَهُ شَرِيكْ
    مفاعلَتن مفاعلْتن مفاعلْ ... مفاعلَتن مفاعلَتن مفاعْ
    نعم، نعمم نعم، لا لا نعم، لا... نعم، نعمم نعم، نعمم نعم Ø

    ويَترُكَ مِن تَدَرُّئِهِ علَينا ... إذا قلنا لهُ هذا أبُوكْ
    نعم، نعمم نعم، نعمم نعم، لا ... نعم، لا لا نعم، لا لا نعم Ø

    أقول: فبينما أنه يمكن وصف عروضة هذا القالب في نظام الخليل، فإنّ ضربه مستحيل الوصف باستعمال مصطلحات نظام الخليل الحالية، فلم يخترع الخليل علة تحوّل مفاعلَتن //0 ///0 الى مفاعْ (//00).

    وهنا يتبين خطأ الشنتريني في وصفه لهذا القالب المستدرَك من خلال أدوات نظام الخليل، عندما قال أنه شذّ في ضربه الأول القَصْر (المعيار في أوزان الأشعار، ص 44). فهذا توصيف خاطئ بالنظر لبنية نظام الخليل.
    فعلة القصر تحذف ساكن السبب الخفيف آخر الجزء وتسكّن ما قبله؛ وعند تطبيقها على جزء الوافر (مفاعلَـتن)، المنتهي بسبب خفيف [وَهْمي]؛ فهذا سيوصلنا إلى مفاعلَـتْ [نعم نعم] وليس إلى مفاعْ ( نعم Ø)..! فحتى توصلنا علة القصر إلى مفاعْ ( نعم Ø)، فهذا لا يكون إلّا لو كان الضرب هو فاعلاتن أو فعولن حصراً. لكن جزء الوافر منتهي بـ مفاعلَتن كصورة قياسية بحسب تقرير الخليل، والصورة القياسية هي منطلق تطبيق العلة في نظام الخليل العروضي.

    وأظن أنّ الشنتريني قد غلب على ذهنه القول المتداول في الكتب وعلى ألسن العروضيين، عن قالب الوافر الاول الأكثر شيوعاً من بين قوالب الوافر، بأنّ عروضته وضربه هي (فعولن). فأجرى علة القصر على (فعولن) دون العودة للأصل القياسي التام منطلق عمل العلة، أي العودة إلى (مفاعلَـتن) السالمة.

    وقد دار جدال على هذا القالب بين أتباع نظام الخليل، لم يتمحور حول كونه موافق لنظام العرب أم غير موافق، فنظام الخليل يعجز عن البَتّ في ذلك كما يقول صاحب هلم عروض قضاعة؛ إنما تمـحور النقاش عنه حول هل بُني على الإطلاق أم على الوقف..؟ وهل كان بناءه على الوقف كان لتجنّب الإقواء أم لا..؟
    فلو بُني على الإطلاق فهذا معناه زيادة سبب حفيف للعجز [** سِواهُ: ** //0 /0]، وبذلك لن يَعود قالباً مستدركاً على الخليل، إنما يكون هو النوع الأول من الوافر. فكما ترى، فكل هذا الجدل إنما هو محاولتهم لإرجاعه لنظام الخليل، حتى أنساهم ذلك أن يناقشوا هل له مكان في نظام الخليل فيما لو بُني على الوقف حقاً أم لا؛ ومحمد العَلمي هو احدهم. (العروض والقافية- دراسة في التأسيس والاستدراك ص 197-198).

    وهذا القالب ليس شاذاً كما ادعى الشنتريني، فليس مستغرباً أن ينتج هذا القالب عن قريحة العرب، فهو يسير على القواعد التي سارت قرائحهم عليها. والقرينة المؤكِّدة لذلك، أنّ على هذا القالب نظم موثق للبريق الهذلي (مخضرم)، كما أن هناك قطعة ثانية على نفس هذا القالب لزياد الأعجم (أموي)، مطلعها (ألَمْ تَرَ أنَّـنـِي وَتَّـرْتُ قَوسِي ... لِأبْقَعَ مِن كِلابِ بنِي تَمِيمْ)، (من قصيدة عدّت ثمانية أبيات، ديوانه: ص 100).

    قال البريق الهذلي (مخضرم) - (من قصيدة عدّت 16 بيت، شرح أشعار الهُذَليين، ص 756):

    رمَيْتُ بِثابتٍ مِن ذِي نُمارٍ .... وأَردَفَ صاحِبانِ لَهُ سِواهْ
    مفاعلَتن مفاعلْتن مفاعلْ ... مفاعلَتن مفاعلَتن مفاعْ
    نعم، نعمم نعم، لا لا نعم، لا .... نعم، نعمم نعم، نعمم نعم Ø

    فأغْرى صاحِبَيهِ فقُلتُ مَهلاً ... فإنّ الموتَ يَأتِي مَن أتاهْ
    نعم، لا لا نعم، نعمم نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا لا نعم

    فأوْمَأْتُ الكِنانَةَ إنّ فيها ... مَعابِلَ كَالجَحِيمِ لَها لَظاهْ
    نعم، لا لا نعم، نعمم نعم، لا نعم، نعمم نعم، نعمم نعم

    ومِنكُمْ مَيِّتٌ قَبلِي فَأبقُوا ... على أدنى الثَّلاثَةِ مَن نَعاهْ
    نعم، لا لا نعم، لا لا نعم، لا نعم، لا لا نعم، نعمم نعم


    تفضل بقبول فائق التقدير لجهدك العظيم هذا.
    وانتهز الفرصة لدعوتك للاطلاع على نظرية قضاعة "علم عروض قضاعة"، التي تفوقت على نظرية الخليل بأشواط. فالخليل قد أقام نظامه العروضي على قدر ما وصل له من قوالب شعر العرب؛ وهذه القوالب هي ما شكلّت كيان نظامه، النواة وغلافها؛ بحيث انه إذا استُدرك قالب على نظامه من العرب المعتد بنظمهم، ولم يكن له مكان في نظامه، تخلخل نظامه وصنّف هذا القالب بأنه من الشواذ ظلماً. أمّا في نظام قضاعة فالأمر مختلف، فنظام قضاعة قام على القواعد الصوتية والإيقاعية التي سارت عليها قرائح العرب، سواء وردت القوالب موثقة عنهم أم أبدعها شاعر معاصر.

    هذا مع إقراري بأنه ليس هناك أقوى من نظرية الخليل العروضية إذا غابت نظرية قضاعة عن الساحة الصوتية والعروضية؛ هذا على حدّ زعم صانعها طبعاً (أبو الطيب القضاعي)، وهو زعمٌ لا ألزم به أحداً إلّا نفسي ومن تبعني.
    وإذا اشتركَ بعد ذلك ذوي النباهة والمعرفة بهذا الزعم، فسوف يثبت هذا الزعم لعروض قضاعة في الساحات الصوتية والعروضية؛ إذا شاء له الله ذلك طبعاً؛ فصحة الفكرة وقوتها ليست الشرط الوحيد لهيمنة الفكرة على الساحة المعنية، فما لم يقدر الله أتباعاً للفكرة يحملونها عن صاحبها، فستظل حبيسة كُتب صاحبها.
    تقبل تحياتي...
    حياك الله أخي الكريم
    سعيد جدا بمشاركتك القيمة. وألف شكر.
    في روحك الطائيُّ يهمس والها = واهٍ وريثي في ندى الكلماتِ (أهداه لي : عبدالله العبدلي)

  3. #23
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي تعثيب آخر على كتب العروض

    جاء في كتاب القسطاس للزمخشري (ص 40) [ت/ 538 هـ]، قوله: "والرابع: المقطوف. والقَطْف: الحذف بعد العصب، حتى يصير مَفاعِلْ، ويردّ إلى فَعُولُنْ".

    أقول (أبو الطيب): مقولة أنّ علة القطف إنما هي علة الحذف بعد زحاف العصب، على ما قال الزمخشري وغيره، هي مقولة خاطئة بالنظر لأساسات نظام الخليل..؟

    فمنطوق علة القَطف كما قرّرها الخليل، والمتوافقة مع أساسات نظامه التي انطلق منها، هو أن القطف إسقاطٌ للسبب الخفيف من آخر الجزء مفاعلَـتن [//0 - //- /0]، ثم إسكان ما قبله [(العقد الفريد، ج6، 273)، (الغامزة، ص 106)].
    فنهاية جزء الوافر القياسي بتأصيل نظام الخليل هي الفاصلة الصغرى (///0) [مفاعلَـتن //0 - ///0 ]؛ وهذه الفاصلة في أساسات نظامه هي سبب ثقيل متبوع بسبب خفيف [وهْمِي]. وفي علة القطف قد تصادَف أنّ الذي سوف يسكّن هو المتحرك الثاني من السبب الثقيل؛ ما أدّى لتحوّل السبب الثقيل إلى خفيف في الظاهر [مفاعلَـتن //0 - //- /0 تؤول إلى //0 /0]، فأشبه ذلك عمل زحاف العصب الذي يحوّل السبب الثقيل إلى خفيف. ومن هنا نتجت هذه المقولة الخاطئة.

    فالمسبب الحقيقي لهذا التحوّل ليس زحاف العصب على السبب الثقيل، إنما علة القطف نفسها؛ فعلة القطف هي بنفس مفعول علة القطع في نظامه، اللهم أنّ علة القطع من نصيب الوتد المجموع، أمّا علة القطف فمن نصيب الفاصلة الصغرى في الوافر، أي إذا نحينا السبب الثقيل جانباً. فعلة القطع تحذف ساكن الوتد المجموع من آخر الجزء، وتسكّن ما قبله (العقد الفريد، ج6، 273).

    وهذا اللغط الحاصل هنا هو بسبب ارتهان الخليل وأتباع نظامه للحرف الصوتي في التاصيل والتفسير، على ما اشرنا في مقالتنا التي عنوانها (كيف أنشأ الخليل نظامه العَروضي فكان مترابطاً شاملاً..؟ السّر الدّفـين).

  4. #24
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الطيب البلوي القضاعي مشاهدة المشاركة
    جاء في كتاب القسطاس للزمخشري (ص 40) [ت/ 538 هـ]، قوله: "والرابع: المقطوف. والقَطْف: الحذف بعد العصب، حتى يصير مَفاعِلْ، ويردّ إلى فَعُولُنْ".

    أقول (أبو الطيب): مقولة أنّ علة القطف إنما هي علة الحذف بعد زحاف العصب، على ما قال الزمخشري وغيره، هي مقولة خاطئة بالنظر لأساسات نظام الخليل..؟

    فمنطوق علة القَطف كما قرّرها الخليل، والمتوافقة مع أساسات نظامه التي انطلق منها، هو أن القطف إسقاطٌ للسبب الخفيف من آخر الجزء مفاعلَـتن [//0 - //- /0]، ثم إسكان ما قبله [(العقد الفريد، ج6، 273)، (الغامزة، ص 106)].
    فنهاية جزء الوافر القياسي بتأصيل نظام الخليل هي الفاصلة الصغرى (///0) [مفاعلَـتن //0 - ///0 ]؛ وهذه الفاصلة في أساسات نظامه هي سبب ثقيل متبوع بسبب خفيف [وهْمِي]. وفي علة القطف قد تصادَف أنّ الذي سوف يسكّن هو المتحرك الثاني من السبب الثقيل؛ ما أدّى لتحوّل السبب الثقيل إلى خفيف في الظاهر [مفاعلَـتن //0 - //- /0 تؤول إلى //0 /0]، فأشبه ذلك عمل زحاف العصب الذي يحوّل السبب الثقيل إلى خفيف. ومن هنا نتجت هذه المقولة الخاطئة.

    فالمسبب الحقيقي لهذا التحوّل ليس زحاف العصب على السبب الثقيل، إنما علة القطف نفسها؛ فعلة القطف هي بنفس مفعول علة القطع في نظامه، اللهم أنّ علة القطع من نصيب الوتد المجموع، أمّا علة القطف فمن نصيب الفاصلة الصغرى في الوافر، أي إذا نحينا السبب الثقيل جانباً. فعلة القطع تحذف ساكن الوتد المجموع من آخر الجزء، وتسكّن ما قبله (العقد الفريد، ج6، 273).

    وهذا اللغط الحاصل هنا هو بسبب ارتهان الخليل وأتباع نظامه للحرف الصوتي في التاصيل والتفسير، على ما اشرنا في مقالتنا التي عنوانها (كيف أنشأ الخليل نظامه العَروضي فكان مترابطاً شاملاً..؟ السّر الدّفـين).
    بارك الله فيك أستاذنا الكريم.

  5. #25
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال الدكتور عبدالحميد السيد، في "الطريق المعبد" في مبحثٍ عن (أسماء حركات القوافي): (الخامس: المجرى: .......، وسميت بذلك لأنها مبدأ جريان الصوت بالدخيل، ومنشؤه). [ص: 217].

    قلتُ:هذا خطأ واضح، فقوله (الدخيل) تصويبه: (الروي). والروي والدخيل من حروف القافية. والروي حرف تبنى عليه القافية، وبه تسمى القصيدة، وهو قسمان: مطلق ومقيد، ويقال لحركة الروي المطلق_المتحرك_ المَجْرَى. والدخيل حرف صحيح يدخل بين التأسيس والروي، ولا يكون إلا متحركا، وحركة الدخيل يقال لها: الإشباع. وقال التنوخي في القوافي في تفسير تسمية حركة الروي: (وقيل لها مجرى لأن الروي يجري فيها).

  6. #26
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    في "الطريق المعبد" للدكتور عبدالحميد السيد:
    (1) ورد خطأ في خانة من خانات الجداول التي صنعها المؤلف، إذ قال: (جدول نوعي القافية: ................، جدول القافية المقيدة:

    (أقسام المطلقة)...........) [ص: 222]

    قلت: وتصويبه أن يقول (أقسام المقّيَّدة).

    (2) أورد المؤلف عند حديثه عن حدود القافية هذا الشاهد:
    (حصروا القوافيَ في حدود خمسة = فاحفظ على الترتيب ما أنا واصفُ
    متكاوس، متراكب، متدارك = "متوافر"، من بعده المترادف). [ص: 223]

    قلتُ: قوله: (متوافر) بالفاء تصحيف، تصويبه: متواتر.
    وقد جمعتُ لك أنواع القافية من جهة عدد حركاتها في كلمة:
    (سبكرف).
    س: متكاوس، ب: متراكب، ك: متدارك، ر: متواتر، ف: مترادف.



    (3) قال المؤلف في تعريف الإيطاء: (إعادة الكلمة، غير المتعذبة بلفظها، ومعناها في بيت من غير أن يفصل بين البيتين سبعة ابيات على الأقل). [ص: 223].

    قلتُ: قوله (المتعذبة) لعله يقصد بها: (المستعذبة).


    (4) قوله في عيوب القافية: (التجريد: هو تنويع الضرب في البحر الواحد، ...). [ص: 234].

    قلت: قوله (التجريد) بالجيم تصحيف، وتصويبه: (التَّحْريد) بالحاء.

  7. #27
  8. #28
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي


    "المدخل إلى تحليل النص الأدبي وعلم العروض" :
    تأليف: مصطفي خليل الكسواني، زهدي محمد عيد، حسين حسن قطناني.
    دار صفاء للنشر والتوزيع، عَمّان- الأردن، الطبعة الأولى: ٢٠١٠ م _ ١٤٣١ هـ.
    .................................


    (١) قال مؤلفو "المدخل إلى تحليل النص الأدبي وعلم العروض" : ( والرواية الثانية تقول: روي أن الخليل قيل له: هل للعروض أصل؟ قال: نعم، مررت بالمدينة حاجاً، فرأيت شيخا يعلم غلاما، يقول له: قل:
    نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا، (نعم لا)= نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا، نعم لا، (نعم لا لا)). [ص: ١٩٤]

    قلت:
    وقع خطأ في رواية بيت التنعيم، في قولهم:
    (نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا، نعم لا= نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا، نعم لا، نعم لالا)
    وصوابه بعد حذف التفعيلة الخامسة من شطري البيت، كالتالي:
    نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا = نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا
    وهذا وزن تام الطويل، على دائرته، وهو الذي ترجمه الخليل إلى:
    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
    فقول الشيخ للغلام: "نعم لا" = فعولن ، وتد مجموع ثم سبب خفيف. و "نعم لالا"= مفاعيلن، وتد مجموع وبعده سببان خفيفان.
    جاء في تاريخ آداب اللغة العربية: ( وروى الأخفش عن الحسن بن يزيد قال: سألت الخليل: هل للعروض أصل؟ قال: نعم، مررت بالمدينة حاجًّا، فرأيت شيخًا يعلِّم غلامه يقول له: قل:
    نعم لا/نعم لا لا/نعم لا/نعم لا لا = نعم لا/نعم لا لا/نعم لا/نعم لا لا
    فقلت له: ما هذا الذي تقول للصبي؟ فقال: هو علمٌ يتوارثونه عن سلفهم يُسمونه «التنعيم»؛ لقولهم فيه: نعم. قال الخليل: فرجعت بعد الحج فأحكمتها. )

    (٢) وقولهم : ( أما القروضي فغرضه الضبط والتصنيف ووضع المقاييس). [ص: ١٩٦].

    قلت:
    قولهم: (القروضي) تصحيف، وتصويبه: العروضي.



    (٣) وقولهم: (المنهوك: وهو ما حذف شطره وبقي على شطر واحد، ومثاله:
    مثل: يا خاطئا = ما أغفلك). [ص: ٢٠٤].

    قلت: هذا تعريف المشطور، وأما المنهوك فهو البيت الذي ذهب ثلثاه، فتعريفهم للمنهوك كان خطأ.
    وهنا مسألة:
    هذا الشاهد من شعر أبي نواس، من قصيدة مشهورة له، مطلعها:
    إِلَهَنا ما أَعدَلَك
    مَليكَ كُلِّ مَن مَلَك

    ومنها قوله:
    يا مخطئًا ما أغفلك
    عجِّل وبادر أجلك
    وَاِختُم بِخَيرٍ عَمَلَك
    لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك
    وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك
    وورد الشاهد في الكتاب، هكذا: يا خاطئا = ما أغفلك
    فالأمر لا يحتمل سوى واحد من ثلاثة احتمالات، هي :
    الأول: أن يكونوا تعمدوا المجيء بالشاهد هكذا: "
    يا خاطئا = ما أغفلك"، على هيئة المنهوك، وهذا العمل لا يصحّ. فما الشطر من منهوك الرجز، بل هو من مجزوء الرجز، كما رأيتَ، ووزنه:
    مستفعلن مستفعلن(في كل شطر)، وليس: مستفعلن (مرة واحدة) في الشطر. و(خاطئا) مثل (مخطئا) وزنا.
    الثاني: أن يكونوا نقلوا من غيرهم دون تمحيص؛ فوقعوا في المحظور، دون قصدٍ منهم، وهذا ليس مستبعدا.
    الثالث: أن يكونوا أخطأوا في كتابة الشاهد، مثلما أخطأوا في تعريف المنهوك. وهذا أقوى الاحتمالات عندي. والله أعلم.


  9. #29
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي


    جاء في "المدخل إلى تحليل النص": (ثالثا: علة جارية مجرى الزحاف: وتسمى التشعيث، وهي قطع رأس الوتد المجموع الموسط، وهي علة جارية مجرى الزحاف، وبهِ فاعلن - ب - ، تصبح فالن - - . فاعلاتن - ب - - تصبح فالاتن - - - ). [ص: 213].

    قلتُ:
    (١) لم يذكر أصحاب الكتاب من العلل الجارية مجرى الزحاف سوى علة التشعيث. وأغفلوا بقية العلل المشهورة ، مثل: الحذف في عروض المتقارب، والخرم، والخزم، والثلم، الخرب، الجمم.

    (٢) قولهم: (قطع رأس الوتد المجموع الموسط).
    قلتُ: فيه مسألتان:
    الأولى: قولهم(قطع رأس الوتد المجموع) هذا أحد رأيين، والآخر يرى أن الإسقاط يكون للحرف الثاني من الوتد. وهذا خلاف لا طائلة تحته.
    الثانية: قولهم(الموسط) أي المتوسط، وهو من عبارات ابن عبدربه الأندلسي في العقد الفريد، إذا قال في منظومته:
    (وبعده التشعيث في الخفيف ... في ضربه السالم لا المحذوف
    يقطع منه الوتد الموسّط ... وكلّ شيء بعده لا يسقط).
    والوتد الموسَّط الذي تقع فيها علة التشعيث تكون في (فاعلاتن) في الخفيف، والمجتث.
    وتعريفهم للتشعيث لا يشمل فاعلن، لأن فاعلن تتكون من سبب خفيف (فا) ووتد مجموع متطرف (علن) أي وقع في آخر التفعيلة، وليس متوسطا للتفعيلة كما في فاعلاتن.
    والصحيح في تعريف التشعيث أن يقال: الـتَّـشْـعيثُ: هوَ حذفُ أوَّلِ الوَتَدِ المجموعِ أو ثانيهِ.

    مبحث في أصل (فَعْلُنْ):
    تأتي فعْلن في ضرب البسيط وأصلها فاعلن بعد قطعها، ولأهل العروض في تفسير مجيء (فَعْلُنْ) في المتدارك ثلاثة أقوال، هي:
    (١) القول الأول: إنها مشعثَّة، وذلك بحذف أول الوتد المجموع أول ثانيه، من (فاعلن) فتصير إلى (فالُنْ) أو (فاعنْ)، ثم تنقل إلى (فَعْلُن)، تحسينا للفظ.
    (2) القول الثاني: إنها مقطوعة، والقطع هو حذف آخر الوتد، وتسكين ما قبله، فتصير (فاعلن) إلى (فاعِلْ)، وتنقل إلى (فعْلن)؛ تحسينا للفظ فقط.
    (3) والقول الثالث: إنَّ (فاعلن) خُبنت: (فَعِلن)، ثمَّ أضمرت: (فَعْلنْ).
    وهذا الخلاف لا طائلَ منه، ولكن لو أردتُ الترجيح بينها سأختار قول الفريق الأول؛ لأن التشعيث تغيير مفرد، وهو حذف أحد حرفي الوتد. أما القطع ففيه تغييران: الحذف والتسكين. والرأي الثالث أبعدها وأكثرها تكلفاً.

  10. #30
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي




    (١) قال مؤلفو "المدخل إلى تحليل النص الأدبي وعلم العروض" : ( العلة: إحداث تغيير في تفعيلة العروض أو الضرب بزيادة أو نقص. …..،
    والعلة قسمان:
    ا - علة قصر : وهي حذف ثاني السبب الخفيف وتسكين ما قبله …………،
    ب - علة مزدوجة أو أبتر وهي الحذف مع القطع ……..). [ص: ٢٠٩ - ٢١٠].

    قلت:
    الصواب أن يقولوا : ….. والعلة قسمان:
    أ- علة مفردة، مثل علة القصر ………
    ب- علة مزدوجة ، مثل البتر ……….



    (٢) قالوا: (جـ - القصر: اسقاط ثاني السبب الخفيف الأخير وتسكين ما قبله ، وبه مفاعلين ب - - - ، تصبح مفاعل ب - - ). [ص: ٢١١].

    قلت: قولهم: (مفاعلين) تصحيف، تصويبه (مفاعيلن). وقولهم (تصبح مفاعل)، والصواب أن يقال: (مفاعيلْ).

    سؤالي: هل ترد علَّة القصر في (مفاعيلن)؟

    نعم، كما في أحد أضرب الهزج.


    (٣) قالوا: (ط- البتر: علة مزدوجة تتاتلف من الحذف والقطع …..). [ص: ٢١٢].



    قلت: قولهم: (تتاتلف) تصحيف، صوابه: (تتألف).

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة