الأوزان العربية في بحر الطويل، التي لم يذكرها الخليل

الأوزان العربية في بحر الطويل، التي لم يذكرها الخليل


الباحث العروضي/ وصاحب علم عروض قضاعة: أبو الطيّب ياسر بن احمد القريـــــــني البلوي القُضاعي.


سنعرض أولاً جميع قوالب بحر الطويل العربية من منظور علم عَروض قضاعة ومصطلحات نظام قضاعة الضرورية في هذا الموضع، أي المتوافقة مع شروط العرب في النظم، بما فيها تلك القوالب التي أثبتها الخليل في نظامه. والتي يبلغ عددها 36 قالباً، لم يثبت منها الخليل للطويل في نظامه سوى ثلاثة قوالب.
ثم بعد ذلك سنعلّق عليها التعليق الشافي. ويستحسن بالقارئ لهذا الموضوع، إمّا أن يكون قد اطلع المقالة الأخيرة لنا في رابطة الواحة، والتي هي بعنوان "السر الدفين"، أو يكون قد اطلع على كتاب المنتج الجاهز لعروض قضاعة المتاح على الانترنت.

وقبل الخوض في هذا الموضوع، أريد أن ألفت نظرك إلى مصطلحَيّ "المضموم" و"المفتوح" في عروض قضاعة، خاصة إذا ارتبطا بمسمّى الطول المعين للسلسلة؛ لـِما لذلك من دور كبير في تسهيل الوصف. فالقالب المضموم هو الذي تساوى فيه الطول الكمي لكل من سلسلة الصدر وسلسة العجز. وسبق لنا في آخر مقالة (السر الدفين)، أن شرحنا المقصود بالناحية الكمية، وذكرنا فيها مسمّيات الأطوال في عروض قضاعة والمقصود بها. أمّا القالب المفتوح فهو الذي نقصَ فيه طول احد الشطرين عن الآخر بوحدة كمية واحدة فقط [قاعدة التوازن التي التزم العرب بها].

أولاً: القوالب الدارعة الطول في بحر الطويل:

وهي تنقسم إلى قوالب دارعة مضمومة، وقوالب دارعة مفتوحة. فالقالب المفتوح - كما قلنا - هو الذي نقصَ فيه طول احد الشطرين عن الآخر بوحدة كمية واحدة فقط. هذا مع ملاحظة أنه عند توصيف القالب بكلمة "مفتوح"، فإن الطول الأطول بينهما هو من يستصحب معه في القالب الطول الأقصر منه بوحدة، فالدارع المفتوح يستصحب معه طول الفارع كما هو حاصل هنا. أمّا الفارع المفتوح فهو يستصحب معه طول التام وليس طول الدارع، وهكذا نزولاً لطول الأحمر المغلق تلقائيا، هذا الذي لا يجب النزول دونه لأيّ سبب كان. والقالب المفتوح إمّا أن يكون مفتوحاً على الصدر، أي أن الطول الأقصر بينهما هو من احتل موقع الصدر. وإمّا أن يكون مفتوحا على العجز، أي أن الطول الأقصر بينهما هو من احتل موقع العجز.

أ) قوالب مضمومة تقتصر على طول الدارع في بحر الطويل:
هناك أربعة احتمالات صحيحة للقوالب الدارعة المضمومة في بحر الطويل؛ وسوف ترتفع إلى ستة قوالب صحيحة فيما لو أضفنا تلوين السكون للقطيف المعقود في العجز حصراً. وتعدّدها لستة احتمالات راجع لسببين، الأول: بسبب أن الطويل في مأمن من علل المهاد لكونه يبتدئ بعقدة قِفْل [المهاد تقريباً هو المنطقة بين الشطرين- راجع مقالتنا عن المهاد في رابطة الواحة]، فأقصى ما قد يجتمع من خطوات في مهاد الطويل بعد التعدين، هو ثلاث خطوات، وهذه لا تشملها علة العكرة المهادية. والسبب الثاني: أن الطويل الدارع جرسه قطيف [# لا لا]، والقطيف جرس محروم من الدلال، فهو إمّا متروك على حاله الأولي وإمّا معقود. لكن لم يوثّق عن العرب من هذه القوالب الدارعة المضمومة والصحيحة إيقاعياً، سوى قالبين، وقد أثبتهما الخليل في نظامه. مع التأكيد هنا بأن عدم ورود الباقيات الصحيحة إيقاعياً بنظرنا عن العرب، لا يطعن في صحتها الإيقاعية على ما سوف نشرح لاحقاً.

1 - الطويل ذو البيت الدارع المعقود. هكذا:
صدر وعجز معاً: نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم (ت= 14) [الجرس قطيف معقود]

وهذا القالب المضموم قد استخدمه العرب، وأثبته الخليل في نظامه، وجملة وصفه في نظامه هكذا: الطويل ذو العروضة التامة المقبوضة، وضربها مثلها. وأدناه مثال عليه:

a-30.jpg

معلومة: الذي يميز قوالب البحر بعضها عن بعض، هي الأطوال وتلوينات الأجراس. والتلوين هو أفعال القانونين الصوتيين المتاحة والممكنة، أي التكافؤ والخبب، على الجرس المعين، بما في ذلك خيار تركه على حاله الأولي. فلكل طول من البحر جرس مختلف عن الآخر، ولكل جرس تلوينه المخصص له في كل بحر، وليس فقط في بحر معين دون سواه. ولذلك، فجملة الوصف في عروض قضاعة، تركز على ذكر الطول وذكر التلوين المخصص للجرس فقط. فمعرفة الدائرة بمفهوم قضاعة التي يتبع لها البحر، ومن أين يبدأ اقتطاعه منها، وكم هو طول السلسلة المقتطعة، فهذا كفيل بمعرفة الجرس دون ضرورة للنص عليه. فالطويل بحر تكافؤي النظام، وجرس الطويل الدارع هو قطيف، فإذا قلنا في جملة الوصف "المعقود"، إضافة لذكر اسم الطول قبله [الطويل ذو البيت الدارع المعقود]، فكلمة "المعقود" تنصرف للقطيف دون حاجة لذكر جرس القطيف باسمه. فجرس القطيف له احتمالين اثنين فقط في نظام التكافؤ الصوتي، فهو إمّا أن يُعقد فيوصف بأنه "معقود"، وإمّا أن يترك على حاله الأولي فيوصف بأنه "متروك". وكلمة "البيت" في جملة الوصف تشير إلى أن الصدر والعجز مشمولان بهذا الوصف [أي هو قالب مضموم]، فالبيت بمفهوم نظام قضاعة هو المؤلف من شطرين حصراً. أمّا إذا اختلف وصف طول احد الشطرين عن الآخر [أي هو قالب مضموم]، أو اختلف تلوين كل جرس منهما حتى لو تساويا في الطول [أي حتى لو كان القالب مضموماً]، فنستعمل كلمة "الصدر" وكلمة "العجز" لتدل على تلوين الجرس المقصود في كل منهما، كما هو في الأمثلة القادمة.

2 - الطويل ذو الصدر الدارع المعقود، والعجز الدارع المتروك. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم (ت= 14). [الجرس قطيف معقود]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا لا (ت= 14). [الجرس قطيف متروك]

وهذا القالب المضموم قد استخدمه العرب، وأثبته الخليل في نظامه، وجملة وصفه في نظامه هكذا: الطويل ذو العروضة التامة المقبوضة، ولها ضرب صحيح سالم. وأدناه مثال عليه:
a-20.jpg


تنبيه: التصريع الذي يخل بتوازن صدر القالب المذكور له في جملة وصف القالب، هو حالة طارئة على القالب، يعود بعدها القالب في الأبيات غير المصرّعة، للالتزام بجملة وصفه المذكورة له.

3 - الطويل ذو البيت الدارع المتروك. هكذا:
صدر وعجز معاً: نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا لا (ت= 14). [الجرس قطيف متروك]

وهذا القالب المضموم موافق لشروط العرب في النظم، فبحر الطويل في مأمن من علل المهاد لكونه يبتدئ بعقدة قِفل كما قلنا. لكن لم يعثر على مثال حيّ عليه من عصر العرب المعتد بنظمهم. لذلك لم يثبته الخليل في نظامه، ولو أثبته فهكذا ستكون جملة وصفه في نظامه: الطويل ذو العروضة التامة الصحيحة، وضربها مثلها. (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن).


4 - الطويل ذو الصدر الدارع المتروك، والعجز الدارع المعقود. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا لا (ت= 14). [الجرس قطيف متروك]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم (ت= 14). [الجرس قطيف معقود]

وهذا القالب المضموم موافق لشروط العرب في النظم، فبحر الطويل في مأمن من علل المهاد لكونه يبتدئ بعقدة قِفل كما قلنا. لكن لم يعثر على مثال حيّ عليه من عصر العرب المعتد بنظمهم. لذلك لم يثبته الخليل في نظامه، ولو أثبته في نظامه فهكذا ستكون جملة وصفه فيه: الطويل ذو العروضة التامة الصحيحة، ولها ضرب مقبوض. (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن).

5 - الطويل ذو البيت الدارع المعقود والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم (ت= 14) [الجرس قطيف معقود]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم 0 (ت= 14). [الجرس قطيف معقود مضاف له تلوين السكون]

توطئة: قبل الحديث عن هذا القالب المسكون، أود أن ألفت نظرك إلى أن تلوين السكون المضاف لآخر وحدة صوتية في السلسلة، لا يؤثر على طولها الكمي، فالكم يقاس بالزخم الذي هو الحروف المتحركة فقط. ما يعني أن السلسلة بوجود تلوين السكون أو بغيابه، لها نفس الطول الكمي، وهذا هو سبب إدراج هذا القالب المسكون ضمن فرع "القوالب الدارعة المضمومة للطويل"، وسنرى نفس هذا الأمر يتكرر في فرع القوالب المفتوحة أيضاً. ولذلك كان إضافة السكون لنهاية السلسلة في نظام قضاعة، هو أمر مفصول عن الأنساق وطوالعها، وعن قضية التعدين والتلوين طبعاً. وإضافة تلوين السكون يندرج ضمن فئة التلوين في عروض قضاعة، ويسمّى "تلوين السكون".
لكن الأمر ليس كذلك في نظام الخليل بسبب ارتهان الخليل للحرف الصوتي في تفسير وتأصيل العلل كما اشرنا في مقالات سابقة؛ فهو لم يجعل إضافة السكون للجزء السالم، أو للجزء المعلول او المزاحف أو بهما معاً، علة قائمة وحدها على طول الخط؛ ما ساهم مساهمة فعالة في تعقيد مبحث العلة في نظامه. فالأصل في العلة هو الإنقاص من الطول انطلاقاً من الطول القياسي، وليس الزيادة عليه كما في علة الترفيل، ولا الأصل فيها هو إضافة السكون لنهاية الجرس كما في أربع علل في نظامه مخصصة لتوصيف لذلك (علة القصر- علة التذييل- علة التسبيغ- علة الوقف).

بعد اطلاعك على التوطئة أعلاه نقول: هذا القالب الدارع المضموم والمسكون لبحر الطويل، موافق لشروط العرب في النظم. فالذي جرت عليه العرب في استعمال تلوين السكون، هو أنه مخصوص بجرس العجز فقط؛ ولذلك فكلمة "المسكون" أينما وردت في جمل الوصف في نظام قضاعة، فيجب أن تنصرف لجرس العجز حصراً. وأن تلوين السكون لا يضاف لقافية الخطوة في القوالب، أي لجرس الخطوة أو للجرس المنتهي بخطوة كالقطيف المتروك؛ بل يجب أن يضاف تلوين السكون فقط للجرس المنتهي بوحدة العقدة أو الجدلة أو الربطة [هكذا: * نعم 0 ، * نعمم 0، * نعملم 0]، فهذا ما مضت عليه العرب بشأنه.
أمّا في نظام المشطور فقد تساهلت العرب مع تلوين السكون فأضافته لقافية الخطوة. والمشطور هو شطر عجز بدون صدر، ولذلك فجرس المشطور هو جرس عجز [أي هو ضرب بمفهوم نظام الخليل]، ذلك لأن محل القافية الأصيل هو جرس العجز. وسبب صنيع العرب هذا في القوالب والمشطورات، قد أقمنا عليه أدلتنا في الكتاب الأم لعروض قضاعة، وفندنا تلك الشواهد الشاذة عن ذلك، وفسرنا هناك كذلك، سبب تصرف العرب بتلوين السكون بهذه الطريقة.

وهذا القالب المسكون المقترح والصحيح، ليس عليه مثال حيّ عليه من عصر العرب المعتد بنظمهم؛ لذلك لم يثبته الخليل في نظامه. وجملة وصف هذا القالب يتعذر صياغتها في نظام الخليل، ذلك أن الخليل في نظامه لم يحسب جميع احتمالات إضافة تلوين السكون الممكنة الوجود، إضافة لارتهانه للحرف الصوتي في تفسير وتأصيل العلل كما قلنا. فالخليل لم يصنع مسمّى لعلة تضيف تلوين السكون على الجزء مفاعيلن بعد دخول زحاف القبض عليه (مفاعلن + 0).

6 - الطويل ذو الصدر الدارع المتروك، والعجز الدارع المعقود والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا لا (ت= 14). [الجرس قطيف متروك]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم 0 (ت= 14). [الجرس قطيف معقود مضاف له تلوين السكون].

وهذا القالب المضموم والمسكون، المقترح والصحيح، ليس عليه مثال حيّ عليه من عصر العرب المعتد بنظمهم؛ لذلك لم يثبته الخليل في نظامه. وجملة وصف هذا القالب يتعذر صياغتها في نظام الخليل كما قلنا في القالب السابق المسكون أيضاً.

ب) قوالب دارعة مفتوحة للطويل:
أي قد اشترك طول الدارع وطول الفارع في تأليفها (14 – 13 وحدة كمية: دارع - فارع)، فكان الصدر بطول الدارع والعجز بطول الفارع أو العكس.

وهناك أربعة احتمالات صحيحة للقوالب الدارعة المفتوحة في بحر الطويل؛ وسوف ترتفع لخمسة فيما لو أضفنا تلوين السكون للقطيف المعقود في العجز حصراً كقالب قائم بذاته. وعددها خمسة هو للسبب السابق ذكره، أي بسبب أن الطويل في مأمن من علل المهاد لكونه يبتدئ بعقدة قِفل، وبسبب أن الطويل الدارع جرسه قطيف، والقطيف جرس محروم من الدلال كما قلنا. ولأن تلوين السكون لا يضاف لقافية الخطوة في العجز كما قلنا. لكن لم يوثّق عن العرب من هذه القوالب الخمسة الدارعة المفتوحة، الممكنة الوجود والصحيحة إيقاعياً، سوى قالب واحد. مع التأكيد هنا مرة أخرى، بأن عدم ورود الباقيات الصحيحات إيقاعياً بنظرنا عن العرب، لا يطعن في صحتها الإيقاعية على ما سوف نشرح لاحقاً.

1 - الطويل ذو الصدر الدارع المعقود، والعجز الفارع المتروك. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم (ت= 14) . [الجرس قطيف معقود]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا (ت= 13). [الجرس خطوة متروكة أصالة]

وهذا القالب الدارع المفتوح على العجز للطويل، قد استخدمه العرب، وأثبته الخليل في نظامه، وجملة وصفه في نظامه هكذا: الطويل ذو العروضة التامة المقبوضة، ولها ضرب محذوف معتمَد. وأدناه مثال عليه:

a-4.jpg

2 - الطويل ذو الصدر الدارع والعجز الفارع المتروكين. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا لا (ت= 14). [الجرس قطيف متروك]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا (ت= 13). [الجرس خطوة متروكة أصالة]

هذا القالب الدارع المفتوح على العجز للطويل، موافق لشروط العرب في النظم، فبحر الطويل في مأمن من علل المهاد لكونه يبتدئ بعقدة قِفل كما قلنا. لكن لم يعثر على مثال حيّ عليه من عصر العرب المعتد بنظمهم. لذلك لم يثبته الخليل في نظامه، ولو أثبته فهكذا ستكون جملة وصفه في نظامه: الطويل ذو العروضة التامة الصحيحة، ولها ضرب محذوف معتمَد. (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعي).

3 - الطويل ذو الصدر الفارع المتروك، والعجز الدارع المعقود. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا (ت= 13). [الجرس خطوة متروكة أصالة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم (ت= 14). [الجرس قطيف معقود]

وهذا القالب الدارع المفتوح على الصدر هذه المرة، موافق لشروط العرب في النظم أيضاً، وذلك لنفس السبب المذكور سابقاً. لكن لم يعثر على مثال حيّ عليه من عصر العرب المعتد بنظمهم. لذلك لم يثبته الخليل في نظامه، ولو أثبته فهكذا ستكون جملة وصفه في نظامه: الطويل ذو العروضة المحذوفة المعتمَدة، ولها ضرب تام مقبوض. (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعي ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن).

4 - الطويل ذو الصدر الفارع والعجز الدارع المتروكين. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا (ت= 13). [الجرس خطوة متروكة أصالة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا لا (ت= 14). [الجرس قطيف متروك]

وهذا القالب الدارع المفتوح على الصدر أيضاً، موافق لشروط العرب في النظم كذلك، وذلك لنفس السبب المذكور سابقاً. لكن لم يعثر على مثال حيّ عليه من عصر العرب المعتد بنظمهم. لذلك لم يثبته الخليل في نظامه، ولو أثبته فهكذا ستكون جملة وصفه في نظامه: الطويل ذو العروضة المحذوفة المعتمَدة، ولها ضرب صحيح سالم. (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعي ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن).

5 – الطويل ذو الصدر الفارع المتروك، والعجز الدارع المعقود والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، لا (ت= 13). [الجرس خطوة متروكة أصالة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا نعم، لا #، نعم 0 (ت= 14). [الجرس قطيف معقود مضاف له تلوين السكون].

وهذا القالب الدارع المفتوح على الصدر، والمسكون بعد عَقد القطيف في العجز، ليس عليه مثال حيّ من عصر العرب المعتد بنظمهم؛ مع انه موافق لشروط العرب في النظم. ولم يثبته الخليل في نظامه لأنه لم يجد مثالاً عليه. وجملة وصف هذا القالب يتعذر صياغتها في نظام الخليل كما قلنا من قبل.

ثانياً: القوالب الفارعة الطول في بحر الطويل:
وهي تنقسم بدورها إلى قوالب فارعة مضمومة [13- 13: فارع - فارع]، وقوالب فارعة مفتوحة [13 – 12 : فارع- تام، أو العكس 12- 13]. لكن المشاهد أنّ العرب لم تستعمل طول الفارع في قالب فارع مضموم، ولا في قالب فارع مفتوح. فمع توفر الدواعي الإيقاعية لكي يستخدم العرب القوالب الفارعة الطول في بحر الطويل، وكذلك في بحر البسيط الشبيه في طوله ببحر الطويل؛ لكن العرب لم تقدم على ذلك، مما يدل على أن القوالب الفارعة الطول في بحر الطويل وبحر البسيط، هي قوالب نظرية. وما يدل كذلك على أن طول الفارع وطول الدارع أيضاً، هي أطوال استثنائية في العروض العربي، مخصوصة ببحري الطويل والبسيط فلا يُقاس عليهما إطلاقاً. وقد ناقشنا هذه القضية بعمق في الكتاب الأم لعروض قضاعة.

ثالثاً: القوالب التامة الطول في بحر الطويل:
وهي تنقسم بدورها إلى قوالب تامة مضمومة [12- 12: تام- تام]، وقوالب تامة مفتوحة [12 – 11 : تام – أثلم، أو العكس : أثلم - تام]. فالطول الأطول بينهما هو من يستصحب معه في القالب الطول الأقصر منه بوحدة كما قلنا. وطول التام هو الطول القياسي العام للبحر الذي مضى عليه العرب في كل بحورهم ما عدا بحرَيّ البسيط والطويل كما قلنا.

طويل تام (ت= 12): نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم [الجرس فتلة]
طويل أثلم (ت= 11): نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا [الجرس فَـتيل]

فالفَـتيل كما ترى، ناشئ عن قطع عقدة الفتلة في الطويل التام [ثقبها]. وهو جرس يتيم من الدلال كلياً بعكس القطيف؛ فهو يلازم تلوين "متروك" لا يفارقه أبداً، فلا يجوز إطلاقاً عَقد الفَـتيل أسوة بالقطيف. فمع أن القطيف والفتيل لهما نفس التنعيم الصوتي، فكليهما جرس وتر (# لا لا)، لكن القطيف ناشئ عن قنطرة (لا لا نعم) حذفت عقدتها، فظل اثر نسق القنطرة الإيقاعي حاضراً حتى عند عَقد القطيف في قالب معين، وهو ما سوّغ للقطيف أن يكون جرساً محروماً من الدلال كما رأينا وليس يتيماً. أمّا الفتيل فهو ناشئ عن قطع عُقدة الفتلة، فإذا ما تم عَقده فسوف ينمحق أي اثر إيقاعي دال على نسق الفتلة الذي نشأ عنه الفتيل. فالناحية الإيقاعية أهم كثيراً عند الشاعر العربي المعتد بنظمه، من الناحية الصوتية العامة المشتركة بين البحور أو بين الأجراس.
ونتيجة لذلك، فسوف يقل عدد احتمالات القوالب الصحيحة في حال كان التشكيل هو تام مفتوح، عنه فيما لو كان تاما مضموماً، وعنه فيما رأيناه سابقاً لـمّا كان القطيف هو الجرس عند طول الدارع. ولولا أنّ الطويل في مأمن من علل المهاد لكونه يبتدئ بعقدة قِفل كما قلنا، لكان عدد احتمالات القوالب الصحيحة للقوالب التامة الطول في بحر الطويل، لم يتعد احتمالا واحداً أو اثنين فقط.

أ) قوالب تامة مضمومة في بحر الطويل:
هناك أربعة احتمالات صحيحة للقوالب التامة المضمومة في بحر الطويل؛ وسوف ترتفع إلى ثمانية قوالب صحيحة فيما لو أضفنا تلوين السكون لجرس الفتلة متروكة أو مجدولة. وتعدّدها لثمانية احتمالات راجع لسببين، الأول: بسبب أن الطويل في مأمن من علل المهاد كما قلنا. والسبب الثاني: أن الطويل التام جرسه فتلة [# لا نعم]، والفتلة كالقطيف كليهما جرس محروم من الدلال، فهي إمّا متروكة على حالها الأولي وإمّا مجدولة. وفي كلا الاحتمالين يجوز أن يلتحم بهما تلوين السكون في العجز على شرط العرب في استعمال هذا التلوين.
ومع أنّ هذه القوالب الثمانية متوافقة مع شروط العرب في النظم، إلّا انه لم يوثّق عن العرب استعمال لها. كما لم يدرج الخليل أيّاً منها في نظامه. هذا مع التأكيد مرة بعد مرة، بأن عدم ورود أيّاً منها عن العرب المعتد بنظمهم، لا يطعن في صحتها الإيقاعية على ما سوف نشرح لاحقاً.
وقوالب تشكيل التام عموماً في بحر الطويل، أي المضمومة منها والمفتوحة [التي نحن بصددها]؛ لا مكان لها في نظام الخليل إطلاقاً..؟ فلم يصنع الخليل علة تحذف أربعة حروف من الجزء، ممثلة بسببين خفيفين متروكين [عيلن من مفاعيلن]، ليمكن الوصول بذلك لطول التام من الطويل. فأقصى مقدار قد تحذفه علة من حروف آخر الجزء في نظام الخليل، فيستطيع نظامه تحمله، هو ثلاثة أحرف فقط.

1 - الطويل ذو البيت التام المجدول. هكذا:
صدر وعجز معاً: نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم (ت= 12) . [الجرس فتلة مجدولة]
وعلى مثل هذا القالب نظم الشاعر اليمني المعاصر جَبر البعداني، قصيدة في قمة في الروعة، كما هو ظاهر في الصورة أدناه.

a-5.jpg

وهو نفس القالب الذي ثار عليه أبا الحسن العروضي (ت 342 هـ - الجامع/ 67)، لا لشيء إلّا لأن الخليل لم يذكره..! وإلّا لأنه لا مكان له في نظام الخليل..!

a-6.jpg

فعدا عن أن الخليل لم يصنع علة تحذف أربعة حروف من الجزء كما قلنا، وذلك كي يمكن توصيف طول التام في بحر الطويل، فإنّ توصيف هذا الضرب لهذا القالب، التوصيف الصحيح في نظام الخليل، سيواجه معضلة عويصة..؟ فهو بالإضافة لذلك، بحاجة إلى مفهوم الاعتماد في المتقارب وليس مفهومه الذي في الطويل؛ وذلك ليشير إلى ضرورة التزام قبض فعولن التي قبل العروضة والضرب [فعولُ مفَا //0 / //0]، لا على الاستحسان كما هو الحال في الطويل، بل على الوجوب كما هو الحال في المتقارب. وسبق أن ذكرنا هذا الكلام في مقالتنا في رابطة الواحة تحت عنوان (صعوبة نظام الخليل آتية من ذاته).

2 - الطويل ذو البيت التام المجدول، والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم 0 (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة مضاف لها تلوين السكون]

3 - الطويل ذو البيت التام المتروك. هكذا:
صدر وعجز معاً: نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم (ت= 12) . [الجرس فتلة متروكة]

4 - الطويل ذو البيت التام المتروك، والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم 0 (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة مضاف لها تلوين السكون]

5- الطويل ذو الصدر التام المتروك، والعجز التام المجدول. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة]

6- الطويل ذو الصدر التام المتروك، والعجز التام المجدول والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم 0 (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة مضاف لها تلوين السكون]

7- الطويل ذو الصدر التام المجدول، والعجز التام المتروك. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة]

8- الطويل ذو الصدر التام المجدول، والعجز التام المتروك والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم 0 (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة مضاف لها تلوين السكون]

ب) قوالب تامة مفتوحة في بحر الطويل:
أي قد اشترك طول التام وطول الأثلم في تأليفها (12 – 11 وحدة كمية)، فكان الصدر بطول التام والعجز بطول الأثلم أو العكس. وبذلك سينخفض عدد القوالب الممكنة في تشكيل التام المفتوح في بحر الطويل، قياساً عما كان عددها في تشكيل التام المضموم له؛ فعدد القوالب الصحيحة الممكنة في تشكيل التام المفتوح في بحر الطويل، هو ستة قوالب وليس ثمانية. وذلك لأن جرس الطويل الأثلم هو فَـتيل، والفَتيل – كما قلنا- هو جرس يتيم من الدلال كلياً بعكس الفتلة والقطيف؛ فهو يلازم تلوين "متروك" لا يفارقه أبداً، ثم أن الفَتيل إذا احتل جرس العجز في القالب، فلا يجوز له تلوين السكون، فتلوين السكون لا يضاف لقافية الخطوة في القوالب كما قلنا.

1 - الطويل ذو الصدر التام والعجز الأثلم المتروكين. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]

2 - الطويل ذو الصدر التام المجدول، والعجز الأثلم المتروك. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]

3 - الطويل ذو الصدر الأثلم والعجز التام المتروكين. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة]

4 - الطويل ذو الصدر الأثلم والعجز التام المتروكين، والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا نعم 0 (ت= 12). [الجرس فتلة متروكة مضاف لها تلوين السكون]

5 - الطويل ذو الصدر الأثلم المتروك، والعجز التام المجدول. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة]

6 - الطويل ذو الصدر الأثلم المتروك، والعجز التام المجدول والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، نعمم 0 (ت= 12). [الجرس فتلة مجدولة مضاف لها تلوين السكون]

رابعاً: القوالب الثلماء الطول في بحر الطويل:
وهي تنقسم بدورها إلى قوالب ثلماء مضمومة [11- 11: أثلم - أثلم]، وقوالب ثلماء مفتوحة [11 – 10 : أثلم – أحدب ، أو العكس : أحدب - أثلم]. فالطول الأطول بينهما هو من يستصحب معه في القالب الطول الأقصر منه بوحدة كما قلنا.

طويل أثلم (ت= 11): نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا [الجرس فَـتيل]
طويل أحْدَب (ت= 10): نعم، لا نعم، لا لا #، لا [الجرس خطوة متروكة أصالة]

والقوالب في هذا التشكيل الأثلم في بحر الطويل قليلة العدد جداً، ذلك أن جرس الطويل الأثلم فَـتيل، وهو جرس يتيم كما رأينا. وكذلك جرس الطويل الأحدب هو خطوة، وجرس الخطوة هو جرس يتيم أصالة، فليس هناك تصرف لقانون التكافؤ بها لكونها خطوة منفردة، فهي خطوة قفل، فعند عُقدة القفل يتوقف عمل قانون التكافؤ الصوتي. كما أنّ الشرم الذي هو حذف ساكن الخطوة نهاية الصدر، لا يعتبر من قبيل التلوين. كما لا يمكن حضور تلوين السكون في هذا التشكيل بكلا فرعيه، المضموم والمفتوح، ذلك أن الجرس في هذه القوالب سيكون إمّا خطوة أو منتهي بخطوة على الدوام [جرس خطوة أو جرس الفَتيل]، ولا يجوز إضافة تلوين السكون لقافية الخطوة في القوالب كما قلنا. هذا التشكيل بكلا فرعيه، المضموم والمفتوح، له فقط قالبين.

أ) قوالب ثلماء مضمومة في بحر الطويل:
بسبب ما ذكرناه آنفاً، فلا يوجد إلّا قالب وحيد في هذا التشكيل الأثلم المضموم. وهو:
1- الطويل ذو البيت الأثلم المتروك. هكذا:
صدر وعجز معاً: نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11) . [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]

ب) قوالب ثلماء مفتوحة في بحر الطويل:
أي قد اشترك طول الأثلم وطول الأحدب في تأليفها (11 – 10 وحدة كمية)، فكان الصدر بطول الأثلم والعجز بطول الأحدب أو العكس. وبسبب ما ذكرناه آنفاً، فلا يوجد إلّا قالبين وحيدين في هذا التشكيل الأثلم المفتوح، سينتجان عن التقليب التبادلي لموضع الصدر والعجز مكان بعضهما في كل قالب، بحضور تلوين متروك الإجباري هنا. وهما:

1- الطويل ذو الصدر الأثلم والعجز الأحدب المتروكين. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا (ت= 10). [الجرس خطوة متروكة أصالة]

2- الطويل ذو الصدر الأحدب والعجز الأثلم المتروكين. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا (ت= 10). [الجرس خطوة متروكة أصالة]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا لا (ت= 11). [الجرس فَـتيل متروك إجبارياً]

خامساً: القوالب الحدباء الطول في بحر الطويل:
وكما صرنا نعرف، فهي تنقسم بدورها إلى قوالب حدباء مضمومة [10- 10 أحدب- أحدب]، وقوالب حدباء مفتوحة [10 – 9 : أحدب - أخضر ، أو العكس : أخضر - أحدب].

طويل أحْدَب (ت= 10): نعم، لا نعم، لا لا #، لا [الجرس خطوة متروكة أصالة]
طويل أخضر (ت= 9): نعم، لا #، لا لا نعم [الجرس قنطرة تكافؤية النظام]

وعدد احتمالات القوالب الصحيحة في هذا التشكيل الأحدب بكلا فرعيه، أي المضموم والمفتوح، هو ضئيل بالقياس على ما سبق. ذلك أن جرس الطويل الأحدب هو خطوة، وجرس الخطوة هو جرس يتيم أصالة كما قلنا. كما أنّ جرس القنطرة للطويل الأخضر هو جرس حُـرّ الدلال، فعمل قانون التكافؤ الصوتي على القنطرة التكافؤية (لا لا نعم)، هو أربع خيارات هي:: تركها على حالها الأولي، أو عَقد وترها (نعم نعم)، أو جدل فتلة القنطرة (لا نعمم)، أو ربطها (نعملم). وأينما حلت القنطرة التكافؤية في جرس معين، فهذه الخيارات الأربعة تحضر تلقائياً معها، طبعاً مع تفصيل إضافي ليس هذا وقته. وإذا التحم تلوين السكون بجرس القنطرة في العجز، فهو لا يلغي أو يحدّ من دلال جرس القنطرة الحر. ونتيجة لذلك، فعدد القوالب الممكنة في هذا التشكيل بكلا فرعيه ستكون ضئيلة.

أ) قوالب حدباء مضمومة في بحر الطويل:
بسبب ما ذكرناه آنفاً، فلا يوجد إلّا قالب وحيد في هذا التشكيل الأحدب المضموم. وهو:
1- الطويل ذو البيت الأحدب المتروك. هكذا:
صدر وعجز معاً: نعم، لا نعم، لا لا #، لا [الجرس خطوة متروكة أصالة]

ب) قوالب حدباء مفتوحة في بحر الطويل:
أي قد اشترك طول الأحدب وطول الأخضر في تأليفها (10 – 9 وحدة كمية)، فكان الصدر بطول الأحدب والعجز بطول الأخضر أو العكس. وبسبب ما ذكرناه آنفاً، فلا يوجد إلّا قالبين في هذا التشكيل الأحدب المفتوح، سينتجان عن التقليب التبادلي لموضع الصدر والعجز مكان بعضهما في كل قالب، وسيرتفع عددها إلى ثلاثة عند إضافة تلوين السكون لجرس القنطرة في العجز مع الطويل الأخضر، كقالب قائم بذاته.

1- الطويل ذو الصدر الأخضر الحُـرّ، والعجز الأحدب المتروك. هكذا:
صدر : نعم، لا #، لا لا نعم (ت= 9) [الجرس قنطرة تكافؤية النظام، ولها تلوين "حر" الذي يجمع كل خياراتها القانونية كما قلنا (متروكة- معقودة- مجدولة- مربوطة)]
عجز : نعم، لا نعم، لا لا #، لا (ت= 10). [الجرس خطوة متروكة أصالة]

2- الطويل ذو الصدر الأحدب المتروك، والعجز الأخضر الحُـرّ. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا (ت= 10). [الجرس خطوة متروكة أصالة]
عجز : نعم، لا #، لا لا نعم (ت= 9) [الجرس قنطرة تكافؤية النظام]

3- الطويل ذو الصدر الأحدب المتروك، والعجز الأخضر الحُـرّ والمسكون. هكذا:
صدر : نعم، لا نعم، لا لا #، لا (ت= 10). [الجرس خطوة متروكة أصالة]
عجز : نعم، لا #، لا لا نعم 0 (ت= 9) [الجرس قنطرة تكافؤية النظام، ومضاف لها تلوين السكون]