أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: فنّ استخراج الترميز الصوتي من الشطر الشعري

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي فنّ استخراج الترميز الصوتي من الشطر الشعري

    فنّ استخراج الترميز الصوتي من الشطر الشعري

    صاحب علم عروض قضاعة: أبو الطيّب ياسر بن احمد القريـــــــني البلوي القُضاعي


    الملاحظ في كل من يسعى لتعلّم علم العروض العربي، سواء علم عروض الخليل أو علم عروض قضاعة، أو حتى الطرق الرقمية في العروض؛ أنه تستولي على ذهن الراغب بذلك قضية إتقان استخراج الترميز الصوتي الصحيح من الشطر الشعري، فيستعجل إتقانها حتى قبل أن يستوعب علم العروض.
    وهذه الرغبة المحمومة لإتقان ذلك، هي المعيق الأول لها وفي تحصيل علم العروض أيضاً..؟ ذلك أنّ هذا يضغط نفسياً وعقلياً على المتعلّم، فيجعله يملّ وييأس قبل تحصيل هذا العلم؛ فإتقان القراءة العروضية لاستخراج الترميز، إنما هو وسيلة لإتقان علم العروض، وليس هو الغاية من هذا العلم.

    كما أنّ مهارة استخراج الترميز من براثن النص الشعري الإملائي، وحتى من براثن المنطوق منه، هي ملَكَة تتحصل مع كثرة المِران لسبب سنشرحه بعد قليل. فإذا ما تعجّل العربي امتلاك هذه المهارة قبل هضم العلم، فهذا قد يُدخِل اليأس على النفس، وبالتالي قد يمنعه اليأس من تحصيل كلا الأمرين. أمّا لو أنّ المتعلم صرف كل جُهده في البداية لهضم علم العروض، فاستوعبه استيعاباً صحيحاً، فسوف يتفرغ ذهنه حينها لإتقان القراءة العروضية. إذ سيقف علم العروض حينها في صفه ليساعده في تحقيق هدف إتقان القراءة العروضية. فالقواعد العروضية سوف تدلك على الترميزات الصحيحة المتوقعة، حتى في نظام الخليل الذي طبعت الصعوبة نظامه ككل. أمّا استخراج الترميز مع قواعد نظام قضاعة، والحكم عليه صوتياً وإيقاعياً فوراً، فهو في منتهى السهولة.

    والسؤال هنا، لماذا يعتبر استخراج الترميز للمبتدئ أمراً صعباً حقاً، ومع كثرة المِران يصير ملَكة فتزول الصعوبة..؟

    فمع أنّ المطلوب من مستخرج الترميز هو أن يستعمل حاستَـيّ النطق والسمع، فتسجل يده ما نطق لسانه وسمعت أذنه، وتنبذ من الإملاء ما لم ينطقه اللسان وتسمعه الأذن؛ فيُفترض بهذا الأمر أن يكون سهلاً، ذلك لأنها ناحية حسية عقلية بحتة. لكن المشاهد أنّ مستخرِج الترميز المبتدئ يجد صعوبة في ذلك، حتى لو كان هو الخليل نفسه أو سيبويه أو الأخفش أو الزجّاج..!

    الشاهد: كبينة على صدق كلامنا السابق بشأن الصعوبة التي يجدها المبتدئ في استخراج الترميز، انظر مثلاً لِما يقوله إبراهيم بن السَري الزجاج [ت/ 311 هـ]، وهو تلميذ الأخفش، وهو من أهل اللغة ومن أوائل العَروضيين بعد الخليل، فهو يقول تحت (باب الساكن والمتحرك): {اِعلَم أنّ الذي ينظر في العَروض إن لم يعرف الساكن من المتحرك، لم يجز أن يعلّم العَروض}. أقول (أبو الطيب): ولأنّ الزجاج نفسه قد مرّ بمعاناة استخراج الترميز الصحيح كأيّ مبتدئ، قبل أن تصبح عنده ملَكة، فها هو يقدم تجربته ونصائحه للآخرين، فيقول:
    {ولا بد له في علمها من أن يكون صاحب عربية، وقد نظر في شيء من العربية. ومعرفة الساكن من المتحرك يُعلم بأن يمتحن الحرف، فإن ساغت لك ثلاث حركات فيه فهو ساكن؛ لأن حركتين إذا ساغتا فيه، والحركة التي لم تَسُغ فيه، كانت من حركته، فهو متحرك. فإن قال قائل: "ما تقول في الراء في (بُـرد)..؟ فقُل: هي ساكنة، والدليل على سكونها أنك تحركها بالضم والكسر والفتح فتقول في بُـرد: (بُـرُد وبُـرِد وبُـرَد). فبهذا عرفت سكون الراء **، فعلى هذا فقِس الساكن من المتحرك، وتعلّم المتحرك من الساكن} (كتاب العروض للزجاج، ص 136).
    هذا مع تسجيل اعتراضنا على فقرته التي يقول فيها [ولا بد له في عِلمِها من أن يكون صاحب عربية، وقد نظر في شيء من العربية]، فهي فقرة فضفاضة توحي بأنّ على متعلم العروض معرفة النحو والصرف. والحقيقة أنّ الأمر ليس كذلك، فهذا الشرط قد يكون صحيحاً بحق الشاعر الناظم بالعربية الفصحى، أمّا مع متعلم العروض أو العروضيّ، فالأمر ليس كذلك، إذ يكفي فيه أن يكون عربياً يفهم مدلولا الكلام العربي.
    فلو كان الأمر على ما يدّعي الزجاج، لَما تمكن أبو الطيب البلوي من فتق العروض العربي، واكتشاف حقيقته الصوتية والإيقاعية، وإخراج علم عروض قضاعة للوجود وهو لا يعرف النحو والصرف..! فمستخرج الترميز الصوتي لا يعنيه أن يكون الفاعل مرفوعاً بالضمة، بل يعنيه أن يكون محركاً وكفى، يساعده في ذلك أنّ تسكين حركته قد يعني التقاء ساكنين في الحشو في كثير من الأحيان، وهو ما لا يجوز نهائياً في الشعر العربي.



    توجيه: القول السابق في هذا الهامش، لا يعني أنه لا يجب على المؤلِّف في كتابه، الإشارة للقراءة العروضية في بداية طرحه لأبجديات علم العروض العربي، بل لا بد له من الإشارة إليها لكونها ناحية صوتية رئيسية يقوم عليها علم العروض، والذي هو علم صوتي في جانب كبير منه. فيشار لها بالأجمال مع ذكر أهم الملاحظات المهمة عنها، مع ضرورة تنبيه المتعلم إلى عدم حصر ذهنه بها إلّا بعد حيازة علم العروض واستيعاب قوانينه.
    هذا مع ضرورة أن تكون جميع أمثلة الكتاب الشعرية قد استخرج المؤلِّف ترميزها نيابة عن المتعلّم، من أجل مساعدته في تحقيق هذا الهدف. ولأن المتعلم إذا انتهى من هضم هذا العلم، فلا غنى له عن الرجوع لهذه الأمثلة للتمرن عليها، من أجل إتقان فن استخراج الترميز. وإذا وُضِعت تمرينات في الكتاب، فعلى المؤلِّف إرفاق حلولها في نهاية الكتاب أيضاً، لذات السبب؛ وليس كما تفعل كثير من كتب العروض الحديثة.


  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    فالسبب في هذه الصعوبة التي تحصل للمبتدئ، عدّة أمور، أحدها سبب جوهري، والباقيات أسباب فرعية. فالسبب الفرعي الأول المؤدي لذلك هو طبيعة الكلام المتصل بعضه ببعض [القراءة المدرجية]، والذي يـمحق الحدود الفاصلة بين المفردات والتراكيب اللغوية. وهذا هو نفس حال كلام الشعر العربي المتصل، والذي لا يجوز التلاعب بهذه الصفة فيه؛ ما يستلزم استخراج الترميز منه على نفس منوال الطريقة التي نظمته بها قريحة الشاعر العربي. أي باعتبار أنّ الشطر الواحد كيان إيقاعي قائم بذاته يمثل جملة مستوفية للمعنى على الأغلب. وهكذا، فإنّ الجهد المبذول في ذلك أصعب من الجهد المبذول في استخراج الترميز من كلمات لغوية قائمة وحدها منفصلة عن بعضها، كما يفعل علم الصرف.

    والسبب الفرعي الثاني لذلك، أنّ مستخرج الترميز إذا كان عارفاً بالقراءة والكتابة، فكانت في جوفه ملَكَه يقودها العُقيل وليس العقل، على ما أقول في نظرية آلية التفكير [لأبي الطيب البلوي] (1). أي تصبح القراءة والكتابة تلقائية بالكاد يلاحظ أثر العقل في قيادتها وتوجيهها. فإذا كانت في جوفه ملَكَه فسوف تكون عاملاً معيقاً في صوابية وسرعة استخراج ترميز الشطر الصوتي بسهولة، أي ستُحدِث تلك الصعوبة التي أشرنا إليها عند المبتدئ؛ ذلك أنّ سيطرة حاسة النظر على الإنسان أشد من سيطرة حاسة السمع.

    إشارة: العُقَيل هو رديف مساعد للعقل الوظيفي وليس بديلاً عنه إطلاقاً؛ فهو مكوّن عقلي آخر، وهو عقل داخلي في الإنسان غير العقل الوظيفي. يدعوه البعض بالعاقل الباطن، لكني أُسمّته العُقَيل على جهة التصغير لأسباب موضوعية جداً. ثم أنّ القوم الذين يقولون بالعاقل الباطن، لم يستدلوا على العقل الوظيفي، فكيف لهم أن يدركوا حقيقة العقيل وعلاقته بالعقل الوظيفي دون ثغرات..! وسبب إدراكهم وإدراكنا لوجود واقع العقيل، أنّ هناك إشارات أرسلها واقع العقيل لنا كاشفاً على وجوده، فالملَكات والحدس، هما أعظم دليل على وجود واقع العُقَيل؛ وكذلك نظم قرائح الجاهليين للشعر في ظل عدم وجود علم عروض عقلي يسترشدون بهديه، إضافة لأدلة أخرى على وجوده. (راجع مختصر خريطة العقل للمؤلف لمزيد من التفصيل).

    فقواعد الإملاء والقراءة في حقيقتها، هي ناحية اصطلاحية بين القُرّاء والكُتّـاب، ليس إلّا؛ ما يعني أنّ دلالتها الصوتية الحقيقية على المنطوق فعلاً ليست كاملة، ولا يمكن لها أن تكون كاملة بأيّ حال من الأحوال. ذلك أنّ إملاء أيّ لغة، وليس فقط العربية ذات الإملاء الأجود بينها؛ لا ولن يستطيع أن يعكس الصورة الصوتية الحقيقية للغة، مهما جَهِد مطـوّري الإملاء في تلافي هذا الخلل بين المكتوب والمنطوق؛ وهذا لأسباب سنشرحها في الوحدة الثالثة من الباب الأول (في الكتاب الأم لعروض قضاعة).

    وهذا ما يجعل الاصطلاح على قواعد الإملاء بين المجموع، هو الحل الوحيد لهذا المشكِل. ما يعني أنّ المكتوب لا بد أن يكون فيه اختلاف عن المنطوق لا محالة، قليلاً كان أم كثيراً. فالإملاء على ذلك، لن يخلو من أحرف تُكتب ولا تُنطق، وأحرف تُنطق ولا تُكتب. ومن رموز توضع فوق الحروف أو تحتها تقوم مقام الحرف صوتياً، من نحو علامة التنوين والشَدّة والممدود [ ّ ، ً ، ~].
    وبالتالي، فاستخراج حقيقة الصوت من الإملاء، والذي هو ناحية صوتية بحتة لا علاقة لها بالمعنى؛ ليس مثل فَـهْم مدلولها الصوتي المتشابك مع المعنى.

    بل أنّ الإملاء لكونه مصنوع على أساس المفردات المنفصلة [القراءة المفصلية]، ولا يمكن أن يقوم إلّا عليها؛ وهذا مغاير لطبيعة شعر العرب المتصل كما قلنا؛ فإنّ الصعوبة المذكورة في السبب الفرعي الأول سوف تنضاف لها. وبالتالي، فإنّ استخراج الترميز الصوتي من براثن النص الشعري الإملائي، وحتى من براثن المنطوق منه؛ سيشكل تحدياً صعباً للمبتدئ في تعلّم مهارة القراءة العروضية، فهي سوف تزاحم ملَكة إتقان استخراج الترميز التي يريد المبتدئ امتلاكها.

    والسبب الفرعي الثالث، أنّ المبتدئ في سعيه المحموم لإتقان مهارة استخراج الترميز الصوتي للشطر، قد يغفل عن حقيقة واقع استخراج الترميز من شطر الشعر والهدف منه، فيخلط بين القراءة العروضية والكتابة العروضية؛ فهما أمرين مختلفين عن بعضهما تماماً. فالغاية من تعلّم القراءة العروضية إنما هو فقط من أجل استخراج الترميز الصوتي المعبّر عنه بهذين الرمزين ( / ، 0 ) [المتحرك والساكن]، ذوات الدلالة الصوتية المجرّدة عن المعنى، وليس من أجل إتقان الكتابة العروضية اللغوية التي لا فائدة منها، بل هي كتابة طلسمية مجهِدة للعقل ومشوِّشة له.
    فالكتابة العروضية مضيعة للوقت والجهد، مربكة للذهن؛ ذلك أنّ الكتابة الإملائية في أصلها وهدفها وكما يفهما العقل، هي ترميز خطّي لمفردات لغوية دالة على معنى متفق عليه بين أفراد المجتمع الواحد. أمّا الكتابة العروضية فلا تدل على معنى، ولذلك فهي ستُجهد العقل بلا ناتج حقيقي من ورائها. والأخطر من ذلك، أنها ستعيق سعي المبتدئ للوصول بعملية استخراج الترميز إلى أن تصبح ملَكة عنده كما قلنا.


    الشاهد: ليس أدل على أنّ القراءة العروضية قراءة طلسمية، ما وقع فيه الخليل نفسه. فألفاظ أجزاء العروض لمن لم يسمعها من قبل، يظن أنّ قائلها مجنون أو مشعوذ، لكونها ألفاظاً غير مفهومة في اللغة [مستفعلن- متَـفاعلن،.. الخ]. فقد دخل عليه ولده وهو يقطّع العروض، في مرحلة صناعة لنظامه، فخرج إلى الناس وقال: إنّ أبي قد جُنّ، فدخل الناس عليه فرأوه يقطّع العروض، فأخبروه بما قال ابنه، فقال الخليل قاصداً ولده:

    لو كنت تعلمُ ما أقولُ عذرتَني ... أو كنت تعلمُ ما تقولُ عذلتُكا
    لكن جَهِلتَ مقالَتي فعذلتَني ... وعلمتُ أنك جاهلٌ فعذرتُكا

    (نزهة الألباء في طبقات الأدباء، ص 50)

    ومن الطرائف المؤلمة التي تؤكد هذا الزعم، أنه في ذي الـحُجة سنة 328 هـ، كان أبا جعفر المُرادي النـحوي المعروف بالنَحّاس، يوماً جالساً على درج المقياس على شاطئ النيل, وهو في أيام زيادته، وهو يقطّع بيتاً من الشعر. فقال بعض العوام: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد فتغلو الأسعار..! فدفعه برجله في النيل فلم يوقَف له على خبر (وفيات الأعيان، مج 1، ص 100).
    ومن طريف ما يروى عن التقطيع العروضي كذلك، من كونه قراءة طلسمية غير مفهومة [نقلاً عن (الغامزة، ص 235)]: ما حكاه الأصمعي من أنّ أعرابياً مبتدئاً كان يجلس إلى بعض الأدباء، وكلما أخذوا في الشعر أقبل بسمعه عليهم، حتى أخذوا في العروض وتقطيع الأبيات، ولّى عنهم وهو ينشد:

    قد كان إنشادُهُمْ للشّعر يعجِبُني ... حتّى تَعاطَوا كلام الزّنج والرومِ

    ولَّيـتُ مُنقَلِباً والله يعصمُني ... مِنَ التَـقَحُّمِ في تلك الـجَراثيمِ



    توصية: أوصي بعدم الخلط بين القراءة العروضية والكتابة العروضية، فلا يُـلجأ للكتابة العروضية إلّا من أجل بيان كيفية القراءة الصوتية للمتعلم، وتحت العنوان المخصص لذلك. أمّا أن تُـكتَب تحت كل بيت في الكتاب، فهذا إضاعة للوقت والجهد، وحرف للمتعلم [عن غير قصد منهم]، عن سعيه لامتلاك ملَكة استخراج الترميز.
    وهذا الخلط بينهما قد وقع فيه معظم العروضيين القدماء [وكثير من المعاصرين]، ظانين أنهم بذلك يحسنون صنعاً مع قارئ كتبهم. فالصواب هو كتابة الترميز تحت البيت مباشرة، أو حتى كتابة الأجزاء المؤلِّفة للشطر مع التغيير الحاصل فيها بدلاً من ذلك، أي دون إرفاق الكتابة العروضية الطلسمية في الحالتين.


  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    أمّا السبب الجوهري لهذه الصعوبة، فهو أنّ إنتاج أصوات وتراكيب اللغة في دماغ الإنسان، قد صار ملَكة أصلية فيه لا يتحكم بها العقل [على تفصيل معيّن]، وكذلك هو الأمر مع عضو النطق عند تأديته للكلام. فالدماغ تلقائياً يُنـتِـج ويدرك ما هو لازم لتأدية محتويات الكلام من الأصوات الدالة على معنى يفهمه المقابل، طبعاً بحسب قواعد اللغة ومفرداتها المخزنة فيه. فالدماغ ينـتِـجها ويدركها دون إعمال للعقل بكل جزئية صوتية من الكلام.

    أمّا مَهمّة إدراك مدلول الأصوات كأفكار وليس كأصوات مجرّدة، فهذا من شأن العقل؛ لأن اللغة وعاء العقل [راجع مختصر خريطة العقل للمؤلف]. وبالتالي، فمزاحمة العقل للدماغ بتحويل المفردات والتراكيب اللغوية إلى أصولها الصوتية الحقيقية مجرّدة عن المعنى، أي لغاية غير الغاية التي يقوم بها الدماغ تلقائياً، خاصة مع طبيعة كلام متصل بعضه ببعض كحال كلام الشعر العربي المتصل؛ لا يتم إلّا بجهد جهيد في بادئ الأمر، لكون أن الأمرين متعاكسين..؟
    ذلك أنك تريد من العقل أن يمارس مَهمّة جديدة عليه لا عهد له بها، فتطلب منه إدراك الناحية الصوتية الحقيقية للكلام دون ارتباطها باللغة؛ وفي هذا خروج عن الأصل الذي اعتاده العقل في التعامل مع اللغة. ولذلك، فلا بد من ترويض العقل على استخراج الترميز الصوتي ليعتاده فيصبح بعد ذلك ملَكة يقودها العُقيل بكل سلاسة ويُسر.

    ولعلك قد عرفت الآن أن الصعوبة التي يعانيها المبتدئ في ذلك، مبرّرة تماماً؛ وأنه لا غنى لك لتجاوز هذه الصعوبة إلّا بكثرة المِران. بل أن معرفتك لهذا السبب الجوهري لهذه الصعوبة، وللأسباب الفرعية لذلك، ستجعلك تسترخي فلا تظن أيها المبتدئ أنه شاذ عن الآخرين في هذا الشأن.

    وعلى ضوء فهم حقيقة القراءة العروضية، والهدف منها التي شرحناه آنفا؛ سأذكر لك فوائد في كيفية إتقانها، لا أظن أنّ كتاباً آخر فعلها، فهي ناتجة عن تجربة صاحب عروض قضاعة ومعاناته معها كمبتدئ. أمّا المدلول العروضي للترميز الصوتي الذي حصلت عليه من الشطر، وعلى فرض أنه كان صحيحاً؛ فهذا موضوع آخر. فهذا يلزمه أن تكون على دراية بقواعد علم العروض العربي، من خلال النظرية العروضية المعيّنة التي حاولت أن تشرحه. أي على دراية بنظام قضاعة أو بنظام الخليل. ألم أقل لك أنّ استخراج الترميز إنما هو وسيلة لإتقان علم العروض، وليس هو الغاية من هذا العلم. ومع ذلك، فالقدرة على استخراج الترميز بمهارة، هو بعض التطبيق العملي لعلم العروض العربي.

    وأدعوك الآن لتحميل باقي هذه المقالة الطويلة، والتي لا يمكن إدراجها هنا بسبب ان هناك معلومات موضوعة ضمن جداول تسهيلاً لعرضها واضحة أمام القارئ، ولا يمكن صنع جداول في صفحات هذا المنتدى. وتتضمن بقية هذه المقالة في الملف المذكور هذه العناوين:

    أ) خمسة أُطُر عامة، صوتية وإيقاعية، تضمن لك عدم الانحراف بعيداً عند استخراج الترميز.
    ب) كيفية التعامل مع الهمزات عند استخراج الترميز الصوتي للشطر.
    جـ) كيفية التعامل مع الحرف المشدّد، ومع اللام الشمسية والقمرية، عند استخراج الترميز الصوتي.
    د) طبيعة شعر العرب المتصل تفرض وضع قاعدة (التقاء الساكنين) نصب العين عند استخراج الترميز.
    1) ما ليس حرف مد إمّا يحرّك بالكسرة وهو الأغلب؛ وإمّا يحرّك بغير الكسرة وهو الأقل.
    2) ما كان حرف مد فإنه يحذَف.
    هـ): حـكم إشباع الكلمات المنتهية بهاء الغائب وميم الجمع، وتبنّـي أبو الطيب لرأي معيّن بشأن هاء الغائب.
    و) التنوين بين كلام النثر وكلام الشعر.
    ز) كيفية تصرّف شعراء العرب بضمير المتكلم ( أنــا ).
    حـ) كيفية تصرّف شعراء العرب بياء المتكلم.
    ط) كيفية تصرّف شعراء العرب بالضمير (هُو، هِي) .
    ي) متفرّقات.
    1- حروف إملائية تُزاد صوتياً لأنها منطوقة، لكن لا وجود لها في الإملاء.
    2- حروف موجودة في الإملاء، لكنها تُحذف لأنها غير منطوقة.


    رابط المقالة المقصودة على موقع Mediafire كملف pdf- الحجم 1.2 MB:
    https://www.mediafire.com/file/1fbne1txqu9cvq7/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25A7 %25D8%25A1%25D8%25A9_%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%258 4%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A 9_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%258E%25D8%25 B1%25D9%2588%25D8%25B6%25D9%258A%25D8%25A9-__%25D9%2581%25D9%2586%25D9%2591_%25D8%25A7%25D8%2 5B3%25D8%25AA%25D8%25AE%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%2 5AC_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25B1%25D9% 2585%25D9%258A%25D8%25B2_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8 %25B5%25D9%2588%25D8%25AA%25D9%258A_%25D9%2585%25D 9%2586_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25B7%25 D8%25B1_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25B9%2 5D8%25B1%25D9%258A.pdf/file

    رابط مبحث "مختصر خريطة العقل- 40 صفحة فقط"- على موقع Mediafire كملف pdf- الحجم 1.7 MB:

    https://www.mediafire.com/file/zrujc...%2584.pdf/file


    صفحة "علم عروض قضاعة" على الفيسبوك:
    https://www.facebook.com/AlQudayee/



    ودمتم برعاية الله.


  4. #4