سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه
تحية قطفتُها من قلبي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء آل بورنو
أيتها الحبيبة
يبدو أنك تمارسين هذه الطقوس مع كل من تعرفين و تحبين ؛ بت أرى ذلك الحزن الذي تلبسينه عباءة المارج من قمم النار حتى لا تراه أعين الأهل و الخلان .. و لكنه يحرق قلبك كل حين !
كنت للحظة أظنك كما ظنك بنفسك : " كرم " الثانية ، فتتمسكين بأهدابي لحظة الرحيل ، لأراني تلك الطفلة التي تملأ الدنيا ضجيجاً متى ما مس الحريق فروع قلبها لتمسحي برفق دموعي بمنديل حرصك !
فأينا ؛ أنا و أنت و الأب و الزوج و الحبيب و الأخوة و الأخوات و كل الأمهات ؟!
متى يا أسماء ينتهي بنا الطريق إلى بعض .. بعض ما نرجوه ؟
متى يا حبيبة ؟
شقيقتـي الحبيبـة،
الطقوس، لعلّهـا غير كافيـة أبداً !
أما سؤالكِ : متـى ؟! أتعرفينَ أنّ سؤالَكِ هذا سرقَ من عينيّ دمعتيْـن ؟! متى ؟! صدقاً وحقاًّ ليسَ هنـا يا حوراء، بلْ عندَ الملك أرحم الراحميـن ,. الدار الدنيا كلها تعَب ونصَب، والخيرٌ كلّ الخير عند لقاء الحبيب سبحانـه !
لمْ أكنْ أعتقدُ يوماً، أبداً أبداً ! أنّي قد أصبح لقمةً سائغـةً للوجـع، يلهو بي كيفما يشاء ! لكنْ .. لعلّ ما ينفضُ عنْ قلبي المتعَب لسعاتِ الأوجاع، أنّي موقنةٌ بأنّ ربّي معي، وأنه تعالى ما ابتلاني إلاّ ليكفرّ ذنوبي التي ملأتْ عنان السّماء، بل وملأتْ ما بينَ السماء والأرض ! أعرفُ أنّ كلّ ما أصابني خيرٌ، الحمد للـه عدد خلقـه، ورضاء نفسـه، وزنة عرشه، ومداد كلماتـه بل وأكثـر ..!
صدقيني يا حوراء، لاوجعَ سيفكّ قيودَنـا إلاّ حين ترحل الرّوحُ إلى بارئها ! لنْ نجدَ أرحمَ علينا من الرحمن أرحم الراحميـن ! أدركُ تمامَ الإدراكِ أنه لن يُسلِمَنـا للوجع، كما أسلمنا لـه هذا الزمنُ المرّ ! ورغمَ ذنوبنا، سيكون بنا رحيماً، بلْ أراه سبحانـه يُعدّ لنا- برحمتـه التي وسعتْ كلّ شيء- ما يعوَّضنا به عن كل الخيباتِ والأحلام المغتالـة، عنْ كل نبضةٍ جرحَها بشَـر !
شقيقتي، كوني بخيرٍ، وثقي أنّي بخيرٍ مادمتِ والأحباب كذلك، لافرّقني ربّي عنكِ أبداً..
فداكِ وأبي نفسي !
محبّتي كما تعرفين
وألف طاقة من الورد والندى