مضتْ مصر تبحث عن حلمها
فتاها وفارسها المنتظرْ
فتىً يوقظ الحلمَ في مصرنا
ويمضي بها للعلا والظَّفرْ
يعيد البناء الذي شادَه ُ
بناة الحضارة عبر العُصُرْ
هي الأُمُّ تبكي فراقَ اْبْنِهـا
وقد أرَّقَ الجفنَ طولُ السَّهرْ
فتى مصرَ كمْ غِبتَ عنها وكمْ
شكت مصرمن طول هذاالسفرْ!
فتاكِ العُرَابِيُّ أو أدْهَـمٌ
كما الليث بين الوحوش زأَرْ :
فلسنا تراثا لمستعمرٍ
وشعبك يا مصر ما زالَ حرّْ
فتاكِ الذي ردَّ أعداءهُ
ومن طمعوا فيك عبر العُصُرْ
فرد الفَرَنْسيسَ لمـّا غزَا
وفي عين جالوتَ ردَّ التَّتَرْ
وكم عانتِ الجهلَ أُوربَّةٌ
وعمّ الظلام بها واعتصَرْ
فلولا حضارتنا أشرقَت ْ
عليها لما صعدتْ للقمرْ!!
أكبّوا علي اللغز في لهفةٍ
وفكُّوا رموزًا حواها الحجَرْ
نعم قرأوا لرشيدٍ حجَـرْ
ولكنْ نسوا أنّنا من سَطَرْ !!
سلوا أزهر النور كم نوّرتْ
منابرُهُ وأطلَّتْ فِـكَرْ ؟!
وفلاَّحها يبذر الحب بال
عزيمة حتى يطلّ الثمَرْ
أحبَّكِ شمسًا أضاءت لهُ
أحبك في ليلهِ كالقَمَرْ
أحب أريج الربيع الذي
تفتَّح َ فيه شذِيُّ الزَّهَرْ
أحب دفيء الشتاء الذي
له لذَّةٌ رغم برد المطرْ
أحبَّ رباها ونيلاً جرى
ليسقي البوادي ويسقي الحضَرْ
فراح يلوِّن أرجاءها
بلون الحياة البهيّ الخَضِرْ
ويروي حكاية شعبٍ بها
كريم الطباع عريق الأُصُرْ
أقام السدود ليحمي القرى
إذا النيل غطى الربا وغمرْ
فروّض ما ثار من نيلها
و جمّع فائضه المنهمر
وفي ماء بحريك يجري دم ٌ
دمٌ لشهيدك لمَاّ عبَرْ
فلاقى دماً لم يزل عطرهُ
دمًا لفتاكِ الذي قد حَفََرْ
توافى الدَّمان فسارا معًا
يدًا بيدٍ ليقصّا الخبَرْ
فتى مصر يا عابر الهول قدْ
أعدت لها ذكريات الظفرْ
وسيناء كبَّر فيها الثَّرى
وقبَّلَهُ العابرُ المنتصِرْ
نهار الصيام مضى والفتى
على سهل سيناء والمنحدَرْ
يراقبُ أجنادهم مثلما
يراقبُ ليثٌ قطيع البقَرْ
ولم يجد صهيونَ " بارليفهمْ "
ولم تغن أطماعُها "جُولْدَمَرْ"
فتى مصر في كل دارٍ بها
أحبكِ يا مصرُ منذ الصغَرْ
تربىّ علي حبها لم يهنْ
هواها لديه برغم الخطَرْ
فتاك المعلم في درسهِ
فتاك الطبيبُ الذي قد سهرْ
فتاك المزارع في حقلهِ
فتاك المقاتلُ وسط الخطَرْ
فإنا جميعا فتاك الذي
أحبك في الصفو أو في الكدَرْ