يَا عَاشقًا كَمْ أَذابَهُ الوَجَعُ وَفيهِ كُلّ الجِراح تَجتَمِعُ أَلمْ تَزَلْ فِي الدُّرُوبِ تَبحَثُ عَنْ ذَاكَ الذِي بِالوصَالِ يَمتَنِعُ وَأنتَ تَدرِي بَأنَّ مَنْ رَحَلُوا عَلَى النَّوَى والخِدَاعِ قَدْ طُبِعُوا أَمَا أَرَاكَ الفِراقُ مَوعِظَةً لَمَّا تَغَشَّى فُؤادَكَ الهَلَعُ نَادَيتَ نَادَيتَ لَمْ يُجِبْ أَحَدٌ وَلَيسَ إلَّا صَدَاكَ يسْتَمِعُ حَتِّى بَسَطْتَ الكُفُوفَ فِي وَلَهٍ وَالنَّار مِنْ رَاحَتيكَ تَندَلِعُ والدَّمع مِنْ مُقلَتَيكَ تَذْرِفُهُ لَعلَّ عَنكَ الهُمُوم تَندَفِعُ فَلَا شَفَاكَ البُكَاءُ مِنْ وَجَعٍ وَلَا تَوَلَّى وَغَادَرَ الوَلَعُ إَلَى مَتَى والحَنَين تَحبِسُهُ حَتَّى تَكادُ الضُّلوع تَنْصَدِعُ عَجبِتُ كيفَ الحَيَاةَ ضِقْتَ بِهَا وَلمْ تَزَلْ للجِراحِ تَتَسِعُ وَمَا شَكَوتَ الهَوانَ ثَانِيَةً وَقدْ تَفَشَّى بِروحِكَ الجَزَعُ كَأنَّمَا القَلبُ مِنْ تَرَقُّبِهِ عَلَى مَكانِ الحَبِيب يَطَّلِعُ فَمَدَّ حَبْلَ الرَّجَاء يَحْسبُهُ مِنْ كَثرَةِ الشَّوقِ لَيسَ يَنْقَطِعُ
المنســرح