|
لي جارَةٌ لْونُ البحارِ بعينِها |
ورمُوشها كالنخْلِ للشُطآنِ |
كَمْ راودَتْها في ضَميري أضْلُعي |
وكمِ استعذتُ الله مِنْ شيطاني |
بِبَراءةِ الأَطْفالِ تَجْرِي حلْوةٌ |
فضحَتْ جمالَ الكَونِ في شرياني |
ّ |
لاشيئ أجملَ مِن مليحةِ قصتي |
ضِحْكاتُها عِنديلُ أطْرَبَ مُهْجَتي |
همْسٌ يُشابِهُهُ الصدى أحيَانِي |
عَذْراءُ دونَ البدْرِ يبدو عُمرها |
والبدْرُ دونَ جمالِها الفَتّانِ |
غابتْ عنِ الأنظارِ قُرّة عَيْنِها |
فَبَكى رصيفُ الحيِّ والجُدْرانِ |
فسألتُ بِنْتي أينَ غَادةُ حَيِّنا |
فَتَلَعْثَمتْ في ردّها لثواني |
هيَ لا تغادرُ يا أبي من بيتِها |
وتغيبتْ عَنْ صفِّنا لِزمانِ |
قالت مُعلِّمَةُ الحسابِ أزورُها |
فأبى وليُّ الأمرِ أن تَلقاني |
قَابلتُ بعْدَ العَصْرِ والِدُهَا بدى |
كالمستَدينِ مُطأطِأُ الأعيانِ |
فسألْتهُ مالي وحقُّ صداقتي |
مالي أراكَ اليوم كالحَيْرانِ |
فبكىْ بِحُضْنيْ كالصّغيرِ بِحُرقةٍ |
هَدّأتُهُ وأخذتُهُ دِيواني |
رشفَ العصيرُ وقالَ أكْتُم سِرّنا |
ياجارُ والجيرانُ لِلْجِيرانِ |
كَلْبٌ حقِيرٌ قد تفَرّدَ بِابنتي |
غنّى عليها الحُبَّ في نَيْسانِ |
حتّى إذا سَلَبَ العفافَ بِخسةٍ |
تَرَكَ الفتاةَ وفرّ كالجُرْذانِ |
أرجوك يا جَاري أتَسْتُرُ عِرْضُها |
خذها عروسا دونما أثمانِ |
فبكيتُ مِن قلبيْ وقُلتُ هيَ ابنتي |
العارُ عاريْ إنّ لِي إبنانِ |
فاخترْ عرِيسَا واشترِطْ مهْرا لها |
مهْرٌ يليقُ بآيةِ الرحمنِ |
هيَ طِفلَةٌ والذنْبُ ذنْبُكَ يا أخي |
ماسٌ نفيسٌ دونما بيبانِ |
فتَنَبّهُوا إنّ الجمالَ لوحدهِ |
أغْلى مِنَ الألْماسِ في الميزانِ |
مُذْ ذاكَ والقمرُ البديعُ بِبَيْتِنا |
تِلكُم حكاية آيةِ الرحمنِ |