المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي
تذكرت أن أهل درعا و يمكن الرمثا عندهم الشاي درجات :
1 - ساي ........ فاتح قريب من الزهورات
2 - شاي ........ أغمق قليلا من قشر البصل الأحمر
3 - تشاي ........ شاي خمري غامق
4 - ظاي ........... أسود , وهو أقوى من البنج ... يشبه ( الأكرك عجم )
على سيرة الأكرك عجم , هربنا خمسة من الدورة في العسكرية و نزلنا حلب و ذهبا لنجلس في ( قهوة ) مقابل قلعة حلب , و كان معنا زميل من ( دوما - دمشق ) , فجاء النادل ( الجرسون ) : ماذا يشرب الشباب ؟
زميلنا الدوماني : خمس كاسات أكرك عجم
النادل : مع أراكيل ( نراجيل ج. نرجيلة ) ؟
الدوماني : لالا
فنظر النادل و علامات الاستغراب على وجهه ( و كانه ما ظبطت معه أكرك عجم بدون أركيلة )
لم يكد النادل يمشي خطوتين أو ثلاث , حتى ناداه زميلنا الدوماني : وينك أبو الشباب !
وقف النادل و التفت إلينا : ؟
الدوماني : يرضى عليك كاسات الشاي تكون كبيرة ..
النادل
كبيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
الدوماني : هز رأسه بالإيجاب و هو يبتسم ..
عاد النادل إلينا : يا أستاذ أنت متأكد أنك بدك الشاي بكاسات كبيرة ؟
الدوماني : شبك مستغرب ؟ شو بحياتك ما شفت حدا بيشرب الشاي بكاسة كبيرة ؟؟
النادل : بلى , بس هاد أكرك عجم
و بعدين الكاسة غالية شوي .
الدوماني : و لا يهمك قديش بدك ؟
و طلب النادل مبلغا نستطيع أن نشتري به حلة شاي ( من العادي )
بلا طول سيرة جاء الشاي ...
و كنتُ أول من تناول الكأس ليشرب الأكرك عجم الذي كنا نسمع به , و رشفت رشفة كبيرة ....... و ...
هووووووووووووووب ..... ماذا حصل ؟؟؟!!!؟؟؟!!!!؟؟؟؟؟؟!!!!!!
اسودت الدنيا في عيني و كدت أختنق , فشربة الشاي وقفت في حلقي فلا هي تريد الدخول و لا بإمكانها الخروج لأن لساني ( نمَّل ) تخدر و لم أعد قادرا على تحريكه في جوف فمي الذي انكمش غشاؤه و جف و كأنّ الماء سُحِب منه كله فجأة .... و لما ( بظّت ) جحظت عيناي و أشرفت على الهلاك اختناقا أشرت لأحدهم أن يضربني ( دُمّاج ) بقبضته على أعلى ظهري , و فعلًا فعل , و أنقذني لأنني استطعت التنفس .....
و صدقوني لم أغتظ من شيء قدر غيظي من النادل الذي كان يراقبنا عن كثب و يضحك ....
سألني الأصحاب : ماذا حصل ؟ قلت لهم الشاي ! قالوا : مسموم ؟ قلت لا , و لكن لا تشربوه , كأنه ( أصنص ) الشاي ..
لم يصدقوا فتذوقوه بطرف ألسنتهم , ثم طلبوا إبريقا من الماء ليغيروا الطعم ....
بعد قليل رأينا النادل يأتي بكاسات شاي صغيرة ذات الخصر و كمية الأكرك عجم فيها إلى ثلثها , و كل كأس و معها أركيلة .
هنا عرفنا سبب استغرابه من طلبنا في البداية , و قد تيقن أننا ( غشم طشم) ...
لا تسألوا ما حل بصاحبنا الدوماني الذي كان صاحب الدعوة , نام مخدرا ( ..... من الضرب الذي أصابه ) .
الأكرك عجم : توضع كمية كبيرة من حشيشة ( حثل ) الشاي في كمية قليلة من الماء و يغلى كثيرا حتى يصبح أسود بالفعل , و يوضع في خزان تحته نار هادئة , و غالبا يوجد مثل هذا في الاستراحات المنتشرة بين المدن , و الذي يطلب شايا , يصب له النادل قليلا في قعر الكأس من الأكرك هذا , و يضيف باقي الكأس ماء ساخنا , فيصبح شايا عاديا , و كأنه عوض عن كيس الشاي الذي نضعه في كأس الماء الحار ....
تنذكر ما تنعاد .......