إهداء إلى أمِّي الحبيبة
-حفظها الله-
" أمَّـاهُ " يا أحلى نداءٍ لـحنهُ ** بيـن الشفاه يدقُّ من قـلْبِي
لا ..لا تردِّي الآن يا أمي دعي ** هذا النداءَ يطيرُ باللُّبِّ !
كبر الصبيُّ ولم يزل صبًّا لها ** يصبو إلى فيضٍٍ من الحبِّ
فأبِيتُ في عيْنَيْكِ ما ملَّ الكرى** جَفْني هنيءَ البال والجنْبِ
فالفرش من جفنيكِ والأنوارُ من عينيكِ والأسوارُ من هُدْبِ
ما أجمل الدنيا إذا رَضِيَتْ وما **أحلى الحياة إذا ثوَتْ قرْبِي!
فأبثُّها همِّي وما فعلتْ بِـيَ الْـآلام من خطْبٍ إلى خطْبِ
فَيَصِيرُ همِّي همَّهَا عجبًا لها :** أبِها الخطوبُ وهولُها.. أمْ بِـي ؟!
وبرقَّةِ الدِّفء اسْتَراحَتْ راحَـةٌ** فوق الجبين فأذهبَتْ كرْبِـي
وإذا بها تمضي همومي كلها ** كالملح يمضي عنك بالذَّوْب
كالنور من بعد الدُّجى والماء من بعد الظَّما والبدر في الدَّرْبِ
فإذا جبنتُ عن العزائم لم تزلْ ** توري الزناد تهيج لي حرْبِي
وإذا بعدتُ عن المقاصد لم تزلْ ** تطفي اللَّهيب فيرعوي غَرْبِي
واذا اعتدلتُ تبسَّمتْ وترنَّمتْ ** ببلاسمٍ من ثغرها العذبِ
الـأمُّ عنـوان الحنان ودرب نورٍ للجِنـان ورحمةِ الـرَّبِّ
د. محمد أبو كشك
27-9-2015