|
نَعدو إلى التِّلقاءِ غَضْبةَ ثائرٍ |
|
|
وتَلَهُّـفَ الأعداءِ لا الأحبابِ |
وكأنّنا خَصْمانِ في أرضِ الوَغَى |
|
|
تُدمِي العيونَ طبائعُ استِذْآبِ |
فتَودُّ تَخمِشُ مُهجتي أَظفارُها |
|
|
وتَودُّ تَنهَشُ جِيدَها أنيابي |
فإذا بها تَغفو بِصدري طِفلةً |
|
|
كيمامةٍ تَنسابُ في أَسْرابي |
وتَقولُ تَكرهُني، فأَلثِمُ خدَّها |
|
|
وتُذوبُ بينَ دُموعِها أهدابي |
وبلحظةٍ نَصفو بِغيرِ مَلامةٍ |
|
|
وأُذِيقُها هَمْسي ولَحنَ تَصابي: |
بيني وبينَ الشِّعرِ سِربُ بلابلٍ |
|
|
يَرنو إلى عينيكِ باستغرابِ |
أدنو ولا أدنو ويَنداحُ المَدَى |
|
|
ألوانَ طَيفِ مُذهِلِ الإطرابِ |
يا أنتِ يا أَبَدِي بِكَونٍ صاغَهُ |
|
|
نِسبيّةُ الأبعادِ والأَحقابِ |
يَنسابُ عِطرُكِ في شهيقي مُنبِتًا |
|
|
سُدُمًا مِن الرَّيحانِ والأعنابِ |
ماذا سأفعلُ في كواكبِ لهفتي |
|
|
منّي تَفِرُّ لِحُسنِكِ الجذّابِ؟ |
تتناثرُ الأقمارُ بينَ حُطامِها |
|
|
عندَ انعكاسِ ضِيائِكِ الزِّريابي |
إنّي جعلتُ العُمرَ ليلةَ عاشقٍ |
|
|
أغزو سماءَكِ باحتراقِ شِهابي |
لا تَسأليني: أينَ آخرُ حُبِّنا؟ |
|
|
ما الضوءُ يَبلغُ منتَهى إعجابي |
ويَرُوعُ قلبي أنْ تلاشتٍ مِن يَدِي |
|
|
هلْ كُنتُ مجنونا حَضنْتُ سَرابي؟! |
فإذا بها ذابتْ بصدري نَبضةً |
|
|
تَسرِي إلى الشِريانِ والأعصابِ |
يا كيفَ نَعشقُ حينَ نُعلنُ كُرهَنا |
|
|
يا كيفَ تَنزِعُ رِيحُها أبوابي |
لا ليسَ حُبًّا.. ذاكَ شيءٌ بينَنا |
|
|
يَخفَى عنِ الشعراءِ والكُتّابِ |
لا تَسألوني كيفَ أحضُنُ عِطرَها |
|
|
أو كيفَ راقصَ طَيفُها أثوابي |
أو كيفَ حولي حلّقتْ أشياؤها |
|
|
والحُورُ تَشدو عازفاتِ رَبابِ |
أو كيفَ أنظرُ في الجِدارِ شُرودَها |
|
|
فأُقبّـلُ الأحجارَ باستعذابِ! |
أو كيفَ في سُهدي أُتمتمُ بِاسْمِها |
|
|
عَذْبًا فأَسْـكَرُ عنْ لهيبِ عَذابي |
أو كيفَ أَرسُمُها جَناحَ فَراشةٍ |
|
|
وشِفاهَ نَبْـقٍ واخضرارَ الغابِ |
ورحيقَ فَجرٍ وابتسامةَ زهرةٍ |
|
|
وتَعانقَ الأشجارِ واللَّبلابِ |
أو كيفَ في عُنفٍ أُمزّقُ شِعرَها |
|
|
لو قدْ أغارُ لأتفهِ الأسبابِ |
أو حينَ أَكرَهُها وأَلعنُ هَجرَها |
|
|
أو حينَ أهجو شَعْرَها بِغُرابِ |
وأَسُبُّ خدّيها بِنزفٍ مِن دَمِي |
|
|
وأُغيمُ ناعسَ بدرِها بِسَحابي |
فتَظلُّ تَرميني بِحُمقِ تَوَهُّمي |
|
|
وتُعيِّرَنِّي كيفَ طاشَ صوابي |
وتقولُ تُبغِضُني، فأُعلِنُ أنّها |
|
|
مِلْكي وأنَّ زُهورَها بِتُرابي |
وأقولُ إنّي سوفَ أَكسِرُ كِبْرَها |
|
|
وأَجُرُّها جَبْرًا إلى مِحرابي |
ولَسَوفَ تَشدو لي بألفِ قصيدةٍ |
|
|
تَرجو تَذُوقُ هَوَايَ باستعتابي |
ولَسَوفُ أَربِطُ قلبَها بِسلاسلي |
|
|
وجدائلِ الأزهارِ في سِردابي |
حتّى تَبوحَ بِكلِّ ما ضَنَّتْ بهِ |
|
|
وتُقِـرَّ حبّي لحظةَ استجوابي |
تَروِي الجَوَى بالدمعِ ثمَّ تُذيقُني |
|
|
شَهدَ الخُضوعِ بِثغرِها الكذّابِ! |
ولسوفَ... أُقسمُ سوفَ... وَهْيَ تَغيظُني |
|
|
وتُهدِّدَنْ قلبي بِكلِّ عِقابِ |
أعلنْتِ ساعةَ صفرِنا فتَخيّري |
|
|
أرضَ التحدّي والتقاءَ حِرابِ |
نَعدو إلى التِّلقاءِ غَضبةَ ثائرٍ |
|
|
وتَلَهُّـفَ الأعداءِ لا الأحبابِ |
فيَضُمُّ شَطُّ البحرِ هادرَ مَوجِها |
|
|
ويَذوبُ حِصنُ الرملِ في تَرحابِ! |
لا تسألوني.. ذاكَ شيءٌ بينَنا |
|
|
يَعلو على الأسماءِ والألقابِ |
هيَ حسْبُ تلكَ، وذا بعينيها أنا |
|
|
سِرٌّ عَصِيُّ الشرحِ والإسهابِ |
أناْ حسبُ أهواها بِكلِّ عيوبِها |
|
|
أناْ قدْ فُتِنتُ بِسِحرِها الخلاّبِ |