|
مَهْما كتبْتُ ، فَلَنْ تَرْقى كتاباتي![](clear.gif) |
لأنْفُسٍ صَافحتْ جُندَ السَّمواتِ ! |
سَما لَهمْ مَنزلٌ يحكي الذُّرى ترَفًا![](clear.gif) |
لِذا تناهَوْا بألطافِ الإشاراتِ |
أشارَ فجْرُ شموخٍ نحَوَهم طَرَبًا![](clear.gif) |
فطابَ بالرّاحِ رَيْحانُ ابتهالاتِ |
للهِ ، للحُبِّ ، للأشواقِ ، تندبني![](clear.gif) |
عيونُ آدابهم : قُمْ للمناجاةِ |
معانقًا نَسَماتِ القُرْبِ ، مؤتنسًا![](clear.gif) |
بالنّور والوصْلِ من وَحْيِ النِّهاياتِ |
واكتُبْ عن البَهجَةِ المُثلى بلا وَجَلٍ![](clear.gif) |
واكِبْ رَحيقَ خلودٍ بالصَّفا آتِ |
دَعِ القَصيدَ ، فقد وافتْ روائعَنا![](clear.gif) |
أحلى الأناشيدِ عن مَحْوٍ وَإثباتِ ! |
وَشَنَّفَ السَّمْعَ لحْنٌ ليس يدركهُ![](clear.gif) |
مِزمارُ داوُدَ ، أو سَجعُ الحَماماتِ |
بهِ تهيمُ وجوهُ الحُسْنِ ناضرةً![](clear.gif) |
إليه ناظرةً تحدو عن الذَّاتِ |
مَهْما كتبتَ فما تدنو مواصفَها![](clear.gif) |
أم هلْ رأيتَ جِنانًا وَسط جنَّاتِ ؟ |
رياضُ معرفةٍ تاقتْ منعمَّةً![](clear.gif) |
لصادقٍ ذي وَلاءٍ للحضاراتِ |
فكيف في لغةٍ تصبو معارجُها![](clear.gif) |
وما اسْتطابتْ سِوى تِرْبِ الصَّباباتِ ! |
فاسْتَعْلمي وانظري ما لاح في أفُقي![](clear.gif) |
من أدمعٍ نَثَرُوها فرطَ إخباتِ |
فإنْ رُزقْتِ دنوًّا من رَفارفِهمْ![](clear.gif) |
تَواضَعي ، واسكُبي سِفْرَ المودَّاتِ |
بهم تَولَّتْ عَوادي الدَّهرِ مُدبرةً ،![](clear.gif) |
تذوَّقَ الوَرْدُ تِرْياقَ المسَرَّاتِ |
بهم تراقصَ نبضُ القلبِ ، وانشرحتْ![](clear.gif) |
صدورَ مَن فَقِهوا عذبَ المروءاتِ |
بهم تلذُّ قوافي الشِّعرِ يغبطها![](clear.gif) |
رَوْضُ الأكابرِ في دَوْح الثنيّاتِ |
وليس يوقفُ جرْيَ الماءِ ذو حسدٍ![](clear.gif) |
أو ظنُّ مُلتفتٍ من غير آياتِ |
أو عاذلٌ مُنكرٌ لمَّا يجدْ عملًا![](clear.gif) |
غير التنطّع في ظلِّ الشُّجيراتِ !! |
هذي سحائبُ ودّي بَرْقُ رَوْنقها![](clear.gif) |
يهفو إلى وِردها مَسكُ الرواياتِ |
مهما كتبتُ فلا تخبو شمائلُها![](clear.gif) |
لأن مصدرَها غيثُ السَّمواتِ |
فما انْتَبَهْنا ، ولا دَرّتْ بيادرنُا![](clear.gif) |
حتّى سَقانا الهَنا ، من فَيْضِ واحاتِ |
فَأينَعَتْ فِكَرٌ ، ما نالها بشرٌ![](clear.gif) |
وعانقتْ درَرٌ زَهوَ الخَميلاتِ |
فاقرأْ على أهلِها أندى السَّلامِ وَقلْ![](clear.gif) |
يا باركَ اللهُ أبطالَ المُلمّاتِ |
لا أوحشَ اللهُ ربْعًا منكمُ أبدًا![](clear.gif) |
ولا أضَرَّ بنا طولُ المسافاتِ |
كم من جَوَادٍ تغنّى باسمِ رَوْعتِها![](clear.gif) |
بَلْ كمْ خليلٍ به طابتْ قصيداتي |
شوْقًا ، وحبَّا ، وَإبداعًا ، وَمكرُمةً![](clear.gif) |
ما خِلتُ من بعدها تبقى جِراحاتي ! |