بسم الله الرحمن الرحيم
الشِّعْرُ أصدقه - والشعر أكذَبُه
د. ضياء الدين الجماس
الصِّدقُ دِرْعٌ يقي مِنْ سَهْمِ غدّار = والتِّبرُ مَعْدِنُه في أرض أبرار
والبَرُّ صائغُه بالدُّرِّ زيَّنَه = أهداه تكرمةً حصناً لأحرار
من ارتداه تُقًى يَسلمْ بِمَغْنَمِه = من كلِّ جائحة أو كيد مكّار
إياكَ من كذِبٍ في الكذْب فاتنةٌ = تأتي مستَّرةً زيفاً كأزهار
لكنها حُلُمٌ إبليسُ زينها = كي تصطلي بلظى البهتان والنار
كنْ صادقاً بتقًى تغنم بجنَّتِه = إياك من كذب في طيف أشعار
فالشعرُ أصْدَقُه تِبْرٌ به دُرَرٌ = فانثره في ظُلَمٍ نوراً بأنوار
والشعرُ أكْذَبُه ريحٌ مزيفة = نقرٌ على وترٍ في ظلِّ مزمار
وهْمٌ على نغَمٍ يحلو لسامِعِه = فإنْ صحا راشداً بئس الهوى العاري
خيرُ الصلاة على من كان أصدقنا = ماقال شعراً ولكن قول جَبّار
والصدقُ دَيْدَنُه يهدي الورى حُلَلاً = ستراً لعارية من ثوب مختار