|
لِمَ هذا الصُّدودُ ، أنتَ حبيبي ؟ |
أنتَ تَغريدتي لدرْءِ الوَجيبِ |
أمْ تخطَّيتَ حَدَّ صَبْرِ انتمائي ؟ |
أمْ نسيتَ الرَّحيقَ قبلَ المَغيبِ ؟ |
أمْ أنينُ السِّنين ، أم ذاك حظّي |
لِمَ هذا الصُّدودُ قلبَ الأديبِ ؟ |
كم فَزِعْنا إلى دروبِكَ زحْفًا |
دون مَنٍّ ، وَحقِّ ذكرى الدُّروبِ |
وَشرَيْنا من الغوالي دنانًا |
سَلْ دموعي عن مُجرياتِ الطيوبِ |
ما نكثْتُ الوعودَ ، ما كنتُ بدْعًا |
من ظلال القريضِ ، لا والرَّقيبِ |
بل حَببْتُ الرياضَ محضَ وفاءٍ |
يومَ هِمْنا بأنسِها المَندوبِ |
يومَ صُمْنا عن الشُّكوكِ وصَلَّتْ |
مُقلةُ الفجْر في ضمير النَّسيبِ |
لِمَ هذا الصُّدودُ ، قلْ لي بصدْقٍ |
كيف جَفَّتْ منابعُ التطريبِ ؟ |
إيْ وعهدِ الألى أقاموا ضريحًا |
حول شدوي ، شققْتُ نبضَ الجيوبِ |
مُنْذُ أنْ أدبَرتْ لِحاظكَ عنَّا |
واحْتَمَلْنا مواجعَ التَّأنيبِ |
يا أصيلَ الوداد : وصلُكَ حِرْزٌ |
لا عدمناهُ في حَنينِ الأريبِ |
فانتظرْ مَوكبَ الجوى ، بل بقايا |
من نشيجٍ أوْدَعْتُهُ في النَّخيبِ |
........ |
يَتُها الرُّوحُ : للعتابِ وجاعٌ |
ما صدودي ، وما تبثُّ الحكاياتُ |
بخافٍ عن الذكيِّ اللبيبِ |
كذبةٌ كبرى أنْ لغيركِ صرحٌ |
في فؤادي ، فخَلِّ عنكِ ضروبي !! |
إنَّما للحليمِ سِرُّ إشاراتٍ |
بها تنتفي مَظانُّ الغريبِ ! |
قبلَ أنْ تسْتبيحَ مَهْدَ الأماني |
هَمْهماتٌ تردُّ لُطفَ القريبِ ! |
ما عَهِدْنا خلا هواكِ نعيمًا |
يمنحُ الحَرْفَ بهجَةَ التَّهذيبِ |
ما فقهنا إلاّ دروس مباهاةٍ |
تغنّي عنِ الهَوى وَالحبيبِ |
تسْتثيرُ الصَّفاءَ ، تكسو جُماني |
بانهمارٍ يلِذُّ للموهوبِ |
يتُها الرُّوحُ ذا بيانُ خليلٍ |
وخيالٍ ، وَوَمضةٍ من لغوبِ ! |
فاقرأيني السَّلامَ يومَ غدوّي |
مَعْ دعاءٍ يردُّ كيد الذنوبِ |