|
عاتباتٌ يا نُسيماتِ الليالي |
|
|
أن بَدا طَيفُ حَبيبي في خَيالي |
تَتوالَينَ تِباعًا كَي تَرَيـْـ |
|
|
ـنَ الّذِي قَدْ حازَ عَنْكُنَّ انشِغالي |
ذَكَّرتْني رِقَّةٌ فيكُنَّ شا |
|
|
لاً كَما تَنْعمنَ في ريشِ الرِّئالِ |
راغِدًا ما بَيْنَ جِيدٍ مَرْمَرٍ |
|
|
وخُصَيْلاتٍ مِنَ التِّبْرِ المُسالِ |
وعَبيرٌ ضاعَ في آثارِكُنَّ |
|
|
كنَفْحِ الطِّيبِ في دارِ الغَوالي |
فَإذا أَغمَضْتُ مِنكُنَّ جُفُو |
|
|
نِي رَأَيْتُ الرُّوحَ تَسْري في المِثالِ |
تَسْتَثِرنَ الغُصْنَ بالأوراقِ يُغْـ |
|
|
ـري بهَمْسٍ .. أَيُّ مَكرٍ واحتِيالِ |
وكَأني بَيْنَها أَلْمَحُ بَدْ |
|
|
رًا تَوارَى خَلْفَ بَدْري في الأعالي |
وأراهُ خاسِفًا مما به |
|
|
يَشْتكي لِلَّيلِ من ظُلمِ الجَمالِ |
هَلْ تُواريهِ سَحاباتٌ حَيا |
|
|
رى تَلاشَتْ هَيْبةً عِنْد الجَلالِ |
أَمْ تُواسِيهِ نُجومٌ غائرا |
|
|
تٌ عَراها مِثْلَهُ وَهْجُ اللآلي |
تلك في أبْراجِها نِيلتْ وهَـ |
|
|
ـذِي قَضَى طُلّابُها دُون النَّوالِ |
دُونَها ثَغْرٌ جَرَى مِن كَرْمَتَيْــ |
|
|
ــهِ مَزيجُ الرَّاحِ والماءِ الزُّلالِ |
تَخْلِسُ العينينِ مِن سُكْرِهِما |
|
|
وَرْدَةٌ يُمْنَى وأُخْرى في الشِّمالِ |
وسماءانِ كبحرينِ انْطَوتْ |
|
|
في عَلِيلاتٍ وحُفَّتْ بالنِّصالِ |
كَمْ غَريقٍ أَزْهَقَ النَّفْسَ بِها |
|
|
وصَرِيعٍ خَرَّ مِنْ غَيرِ قِتالِ |
لا تُرَعْنَ اليَومَ مِمَّا راعَني |
|
|
إنمَّا أَفصَحْتُ عَنْ بَعْضِ الخِصالِ |
يا نُسيماتِ الهَوا طِبْنَ هَوًى |
|
|
وتَعالَيْنَ أُحَدِّثْكُنَّ مَالي |
ذاك مَنْ لُمْتُنَّني في عِشْقِهِ |
|
|
مَلَكٌ يَختالُ في ثَوْبِ الغَزالِ |
صائِدٌ غَيْرُ مَصِيدٍ أَصْيدٌ |
|
|
بارِعٌ في الحُسْنِ مَوْفورُ الدَّلالِ |
ما تحَمَّلْتُ النَّوى عَنْ حَيِّهِ |
|
|
أَيَغِيبُ الطَّيفُ عَنِّي .. ما احْتِمالي |
أَكَثيرٌ أَنْ يُزارَ الـمُبتلىَ |
|
|
مِنْ طَبِيبٍ .. وَيْحَ قَلْبي لَوْ يُبالي |
زادَني إِنْ عادَني فِيهِ جَوىً |
|
|
ما شِفَاءُ الصَّبِّ إِلّا بالوِصالِ |