لي عودة إن شاء الله للتكملة ........ و الرد على أسئلتك
حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .
في ديننا الحنيف كل شىء مباح إلا إذا خالف الشرع.
الأصل في الأمور الإباحة ما كان ضمن نطاق الشريعة من الأمور الدنيوية و ليس ما كان ضمن نطاق الشعيرة من الأمور الدينية ! , فمثلاً لدينا في هذا الزمان ألاف الأنواع من العصائر
نستطيع أن نقول أنها كلها مباحة ما لم يكن هنالك مانع شرعي كأن تكون مصنوعة من مكونات الخنزير ...., و في نفس الوقت لدينا ألاف الشعائر الدينية في هذا الزمان من فرق تنتسب
إلى الإسلام و من فرق خارج دائرة الإسلام لا نستطيع أن نقول كلها مباحة لأن الأصل في الأمور الإباحة ! فالشعائر توقيفية حسب ما جاءت بها النصوص الشرعية .
وما الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلا اجتماع المسلمين على ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والقاء الأناشيد في مدحه وذكر سيرته العطرة وعند نهاية هذه الاذكار يقوم بعض العلماء بالوعظ وتذكيرهم بتقوى الله واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي النهاية يقوم صاحب المجلس بتقديم الطعام أو ما لديه من الهدايا
من الواضح أنك لست مطلعاً عما يجري في ما يسمى احتفالات المولد بما أشار إليه الأستاذ عبده الزبيدي ..., و لكن مع ذلك لماذا نحصر تلك الأمور التعبدية التي أشرت لها في ذكرى المولد ؟ هل الأجر عند الله يكون أعلى من الأيام الأخرى ؟
لماذا مثلاً لم تجعلوها في ذكرى بعثة النبي أليس مولد الإسلام أهم من مولد النبي نفسه ؟ أو ذكرى نزول القرآن ؟ أو ذكرى أخر أية نزلت و تم بها الدين ؟ ....... ؟
أما قول إنه لم يعمل به الصحابة والتابعين من قبل فالله جل جلاله لم يبعث نبيه للصحابة فقط بل بعثه للبشرية أجمع.
و أمر بقية البشرية بإتباعهم على ما كانوا عليه من غير زيادة و لا نقصان ,
جميع أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يحتفلون بالمولد النبوي الشريف في بلاد الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي مصر (في الازهر الشريف) وفي اليمن، وقطر والكويت والامارات العربية وسوريا والعراق ولبنان، واندونسيا والمغرب وتونس والجزائر وكافة الدول الإسلامية . هل هؤلاء جمبعهم لا يعرفون الحلال من الحرام ؟........ أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا تجتمع على ضلالة، ومن شذ شذ في النار.
لو كان هناك إجماع كما تزعم لما فتحت هذا الموضوع من أصله , فمثلاً الأمة مجمعة على أن صلاة العصر أربع ركعات هل تجد من فتح موضوعاً يحاول أن يثبت فيه أن صلاة
العصر أربع ركعات ؟ فتحك لهذا الموضوع و مهاجمتك لمن يعارض الجواز هو إعتراف ضمني منك بعدم وجود الإجماع , و الدول التي ذكرتها لا تخلو ممن يقول بعدم الجواز فكيف
استقام عندك الإجماع ؟! أنصحك بقراءة مراتب الإجماع لابن حزم الأندلسي لتفهم ما هو الإجماع ., أما إذا قلت أن الأكثرية مع الجواز قلت لك إن الأكثرية لم تكن يوماً معياراً للفصل بين الحق و الباطل .... قال تعالى :
"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ "
[/FONT][/SIZE]