الزنانة اللعينة
أقصوصة بقلم : نزار ب. الزين*
[align=right] عاد ذكر الحمام إلى عشه في أعلى الشجرة الباسقة ، حاملا بعض الطعام ، فتحت فراخه أفواهها إلى أقصى ما تستطيع ، و أخذ – من ثم - يلقمها واحدا إثر واحد ، و بينما كان منهمكا في تغذية صغاره ، حانت منه إلتفاتة إلى أنثاه و قد ترقرقت عيناها بالدموع : " ماذا يحزنك يا حياتي ، بيوضك فقست عن أربع فراخ رائعة الجمال وافرة الصحة ، و الغذاء متوفر رغم كل الظروف الصعبة و حالة الحصار ، فما يبكيك ؟ " سألها معاتبا ، فأجابته بصوتها الحزين : " أثناء غيابك ، قدمت الزنّانة و إغتالت شابا في الثلاثينيات أمام أعيننا و أعين أطفاله ؛ فخافت فراخنا و ارتجفت هلعا ، فلجأت إلى جناحيًّ تحتمي بهما ، و ظلت كذلك رغم إبتعاد الزنانة اللعينة ؛ فإلى متى سنحتمل هذا الرعب و الإرهاب ؟ " .
صمت لفترة كان خلالها يمعن التفكير ، ثم أجابها مقترحا : " لن يطيب المقام بجوار هذا الجدار اللعين ، أو فوق أشجار قطعوا عنها الماء ، أو أرض ينتهكها أعداء الحياة كل حين ؛ فما أن يشب الصغار عن الطوق و تتعلم الطيران ، حتى نهاجر إلى الجانب الآخر ! فهو أكثر أمناً " فصاحت وجلة : " أبداً لن أذهب بفراخي إلى هناك ، حيث يسود الصقور و أصحاب الزنانات القاتلة ! " .
من قال أن الطيور غبية ؟!
--------------------
* نزار بهاء الدين الزين
مغترب من أصل سوري