لمَ انتَ هنا؟
ألستَ خائفاً أن لا تعودَ مرة ثانية أيها القارء إلى بيتك واهلكَ الا بشقّ الأنفس,,هل أغراكَ العنوان,,هل تريد أن تعرف من انا ,وماذا أريد أن أقوله لك؟
سأفعل ..لكن عليكَ في أوّل الأمر أن ترتدي شيئاً على عينيكَ خشية الشرر الذي سيتطاير عليكَ من الآلات الحديثة للتعذيب في وزارة الداخلية فهم يفعلونها حسب تعليمات من قدّمها لهم هدية أو على الحساب العام الذي وثّق في مذكرة التفاهم الجديدة "من دولٍ صديقة "
تقدّم للأمام ..ستجد علامة مكتوب عليها ...NO PHOTOS حاذر فلا كاميرات لكي يهنأالجميع بعطلة جيّدة في هذا المكان ,,!
لا أعرف كيف أكتشفوا أمرنا في هذه الاعماق ,,ربما اكتشفت لأنه لم يسع هناك مكان للباب فالغرفة 4*4 ..ويصيّف فيها اكثر من 30 شخص !!!
لا كهرباء لا ماء لا أمكنة للراحة! ,,ولا حتى نوم كما ينام خلق الله ممددين على ظهورهم ..الليل أسوأ أم النهار ؟ لستُ أدري فلسنا نعرف متى يكون الليل ومتى يكون غير الليل فكل شيء هنا يدل على ليلٍ فقط!
الكل هنا أخوة ومشتركون في كل شيء حتى في قتل البعوض"وهو الوحيد الذي يزورنا أكثر حتّى من نسمة الهواء ,,
عن نفسي ..اخذتني القوّات الأمريكية من بيتي دون تهمةٍ سوى أنني نائم بين أولادي وأحتضنهم بقوّة !
لستُ أفرّق جيّداً إن كانت هذه فعلاً وزارة عراقية أم أنها كباقي المعتقلات ..فلا شيء مختلف ,,الديسكو,,,والمقالع .,ومكبرات الصوت التي تنطلق في الآذان مباشرة بعد اخذ غفوة من شدّة الألم ! والاكياس التي تغطّي الرأس فقط! ...لا شيء مختلف ,,,,,,صدقني !
أعتقدتُ أنهم احضروا معهم ديمقراطيّة لكنّهم خيبوا أملي فلم يحضروا الديمقراطيّة فقط بل أحضروا كل مستلزماتها من "مرابط للأيدي " وحروف الهجاء الأنجليزيّة المزدوجة كــ SHT UP ..GO HEL..وأحضروا أيضاً مكاسر للعضام وأشياء لتدعيم الديمقراطية في البلد الذي لا يعرف الديمقراطية إلا بهذه الطريقة!
ووزارة الداخلية تزخر بها,,,
أخرج أرجوك قبل أن تبقى هنا ,,واخبر أهلي أنني حتى وإن خرجتُ من هنا معاقاً ! لن أعود للبيت ,,سأهرب إلى مكان ما ليس فيه " ديمقراطية "
..............
مجرم بحب العــراق