..
منذ أيام وهي تتلوى في البيت، مرة رأسها وأخرى معدتها، طيب يا حلوة خدي علاجا وريحينا من همك، ليش تتمغطي وتتأوهي على الرايحة والجاية، بحبك والله بحبك، لكن لا تخربي مزاجي، هل تريدني أن أنتحر ردت بعصبية، لماذا الانتحار كفانا الله الشر وأعوانه، أخذت كثيرا من الحبوب ولم أستفد، هل تريدني أن أصبح مدمنة؟
مدمنة! حبوب!.. مخدرات!! رحنا للسجن خلص.. إذا لم تفدك الصيدلية التي عندك فلماذا تحتفظين بها، بل وتضيفين إليها كل يوم مزيدا من الهبل؟
يا أميرتي.. دخلنا في البرد، والبرد غدار، لكنه ليس بقدر البشر، فهو يعطي إنذارا وإعلانا قبل أن يدخل الدار، يا بنت الناس وكيف حال الأولاد؟
يعني أنت مهتم بالأولاد وتاركني أتعذب! لا تهتم لشيء إلا لنفسك وأولادك، أنا عمري ما شفت معك يوما دافئا، كلها صقيع على برد
شو أخبار الزهورات والأعشاب يا وردتي؟ أذكر أني أحضرت الكثير منها، وين صارت
ها هي هناك ملقاة في الخزانة لا نشربها كلها مرار في مرار، لولاك لكنت رميتها للزبالة من زمان، أنت الوحيد الذي يتذكرها في البيت
نعم مرار لكنه ليس امر من هذه الحياة، كيف يعيش المشردون في الخيم وتحت المطر وفي أكناف الثلج؟ أخبريني
بدك تروح لشغلك ولا نعمل عرس؟
يا إلهي ماذا أجرمت الآن أنا، دعيني أخرج للعمل عشان أجيب لكم لقمة أكل، لا أريد منك فطورا ولا حتى سندوش فلافل، ولا كوب شاي بدون سكر، يكفيني سكرك في حياتي.. وخليني وحدي في العذاب...
مضيت وأنا أفكر..رحم الله آباءنا جميعا، رغم ضيق ذات اليد وقلة الحيلة والعلم فقد كانوا يعيشون بسعادة وقناعة أكثر منا
كانت أمراضهم أقل من أمراضنا، لأنهم كانوا أقرب للطبيعة من جيلنا
الطبيعة فيها الشفاء لكل داء، فيها الدفء والمحبة والنقاء، وفيها العذاب لمن غدر، كيف تعذب الحياة من غدر يا هذا؟ صه أنت لا تعرف شيئا، يقول الحاكم إذا أردت أن تتخلص من شخص معارض فسلمه منصبا خدماتيا وحاسبه عليه، .. كلام في الهواء، ألايكفي غدرهم بين البشر ومن ثم يتسللون للدوائر لينهبوا أكثر وأكثر..
هل تشكو من هم؟ اجلس بين السهول والأشجار واسمع تغاريد العصافير حتى ترتاح
أو اذهب إلى البراري وراقب وراقب الماء والهواء، ومخلوقات الله التي أودعها عظيم الأسرار
أو حلق ليلا بين النجوم، تعرف على دروبها ومخابئها على ضوء القمر، لن يزعجك أحد
لكنهم سبحان الله رغم أنهم عرفوا كافة الأعشاب الطبيعية، إلا أنهم لم يستخدموها بشكل فعال
قررت أنا العبد الفقير إلى الله استخدام ( الجعدة) في علاج بعض الأمراض الناتجة عن البرد
ستقولون هي أصلا تستخدم لهذا الغرض، سأرد نعم، كانت تستخدم للجسد، لكنها لم تستخدم يوما لأمراض هذا العصر
هي تمتص البرد من الجسد، ولكن هل تمتص البرد من المشاعر؟
هي تقضي على الالتهابات في الجسد، فهل تقضي على التهابات العقل؟
هي تعيد التوازن للجسد، فهل تعيده إلى تفكير طبقة المثقفين المزيفة؟
ربما لن نجد الإجابة حتى نجرب
وحتى ذلك الحين
أهديكم ضمة جعدة