من دفتري القديم
وَقفَ القريض على فمي وَتَمنَّعا
................................ فزجرْتُهُ "وسحبْتُهُ" فتقطّعا
وَتناثرتْ أبياتُهُ من عقدِها
.............................وتبعثرتْ حينَ انتَفضْتُ مُقَرِّعا
وطفقْتُ أجمَعُها الحروفَ بلهفَةٍ
...............................وعلى النقاطِ ألُمُّها متَسرِّعا
جمَّعْتُ جيشَ خواطري في فيْلَقٍ
..................................فتَقهْقَ رتْ أجنادُهُ وتوزَّعا
طأطأتُ رأسي نقمَةً وتَوتُّرا
........................وجَمعْتُ بعضي في الفِراشِ تَرَبُّعا
ووضعْتهُ في راحَتَيَّ تذمُّراً
..............................ورَميْتُهُ عن كاهلي فتصدَّعا
كانتْ حروفُ الجرِّ ترْصُدُ حالتي
..........................وعُيونُ فعْل الأمرِ ترْمُقُني معا
أخواتُ "إنَّ" و"كان" جئنَ لِنجْدَتي
..........................و"الحال" منصوباً عليَّ تَرَفَّعا
"الفعْلُ" يْملأُهُ الأسى متلَعْثِمٌ
........................إذْ غابَ "فاعِلُهُ" فأطْرَقَ مدمِعا
وهناكَ يقْبَعُ "فاعِلٌ" في صمْتِهِ
............................لمْ يدْرِ درباً للهُدى فتَقَوْقَعا
وعلى الوسادَةِ "نقْطَة" عنْ حرْفِها
........................ابتَعَدَتْ فكانَ نصيبُها أنْ تُقْمَعا
بيتُ القصيدِ على الملاءَةِ لمْ يَزَلْ
.............................يرنو إليَّ مؤمِّلاً أن يُرْفَعا
واللّيْلُ .. حتى اللَّيْلُ نامَ "فوقْعَتي
.....................طينٌ" وجلْدي بالبَعوضِ تَرصَّعا
واستيْقظتْ ضادي.. فأيْنَعَ حرْفُها
.....................وَنَما القَصيدُ عَلى فَمي وتَفَرَّعا
وضَعَ النِّقاطَ على الحُروفِ وضَمَّها
................عِقْدُ القريضِ.. وكانَ فجْري أمْرَعا
كانَ الضِّياءُ يلوحُ حينَئذٍ وكنُـ
.................. ـتُ على شَفا وجَعٍ فطارَ وأقْلَعا