|
كَتَبَتْ على خَجَلِ وَلَيْسَتْ مُذْنِبَة |
تَغْرِيْدَةً كَادَتْ تكونُ مُهَرَّبَةْ |
وَكَأنَّهَا بِالخَوْفِ تَطْلُبُ حَاجَةً |
فَسَألتُهَا مَنْ أنْتِ ؟ قَالَتْ: مُعْجَبَةْ |
قُلْتُ: اطْلُبِيْ ، قَالَتْ: فَقُلْ عَنِّيْ إذَنْ |
مَجْنُونَة أوْ شِئْتَ غير مُؤدَّبَةْ |
فَكَتَبْتُ رَدًّا قُلْتُ فِيْهِ ــ لَكِ الَّذِيْ |
تَبْغِيْنَهُ ، مَا لَمْ تَكُونِيْ عَقْرَبَةْ |
قَالَتْ: وَهَلْ سُمِّيْ سوى حُبِّي الذي |
لو لا احْتِرَاقِيْ لَمْ أكُنْ لِأُسَرِّبَهْ |
هُوَ ذَلِكَ الخيلُ الجموحُ بِمُهْجَتِيْ |
يَعْـدُو ، يُثِيْرُ لَوَاعِجِيْ كَالأتْرِبَةْ |
إمَّا تُشَارِكنيْ حَيَاتكَ ، أوْ أمُتْ |
كَالهِيْمِ عَنْ ظَمَأِ إليكَ مُعَذَّبَةْ |
إنِّيْ أُرَاسِلُ دونَ شَكٍ وَرْدَةً |
حَمْرَاءَ في ثَوْبِ العَفَافِ مُحَجَّبَةْ |
عَذْرَاءَ في عُمرِ الزُّهُـوْرِ جَمِيْلَةً |
وَلَطِيْفَةً ، وَرَشِيْقَةً ، وَمُهَذَّبَةْ |
وَسَألْتُهَا عَنْ إسْمُهَا ، فَتَحَفَّظَتْ |
حَتَّى أُوَافِقُهَا على ما تَطْلُبَهُ |
لَكِنَّهَا واللهِ تَعْــــرِفُنِيْ كَمَـــا |
لو أنَّهَا كَانَتْ بِذَاتِ المَقْــرَبَةْ |
أيْضًا وَتَعْرِفُ زَوْجَتِيْ وَبُنَيَّتِيْ |
ما لَا أُصَدِّقْهُ ، وَلَسْتُ مُكَذِّبَهْ |
لَمَا نَظَرْتُ إلى حَدَاثَةِ سِنِّهَا |
انْعَقَـدَ اللِّسَانُ وَغَادَرَتْنِيْ الأجْوِبَةْ |
غَادَرْتُ صُنْدُوْقَ الرَّسَائِلِ بَاحِثًا |
عَنْ كُوبِ مَاءٍ بَارِدٍ كي أشْرَبَهْ |
إنْ قُلْتُ : أقْبَلُ أبْشِرِيْ ، فَحَقِيْبَتِيْ |
في مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ غير مُرَتَّبَةْ |
أوْ قُلْتُ عُذْرًا فالجبان أنا إذَنْ |
لا لَنْ أفِرّ ، وَلِلرُّجُوْلَةِ مَرْتَبَةْ |
الأمْرُ جِـــدٌّ ، وَالفَتَاةُ مُجِــدَّةٌ |
وَأنَا أمُـرُّ بِمَوْقِفٍ مَا أصْعَبَـهْ |
مَنْ لِيْ بِمُفْتٍ حَاذِقً فَلْيُفْتِنِيْ |
إنْ لَمْ يَكُنْ شَرْعًا ، إذَنْ بِالتَّجْرُبَة |