مولاي
يا من يرى سِري ولستُ أراهُ
وله انحنت عبر الزمان جباه
وله الخلائقُ سَبحتْ وتَبَتَّلتْ
وكسا وجوهَ الكائناتِ سَناهُ
والكون مُنفطرٌ على أوصافه
نُقشتْ على جنباته أسماهُ
في كل شيءٍ نجتلي آياته
وبكل شيئ نستبين علاهُ
لولاه ما سال الضيا ولا انبرى
هذا الجمال بروعةٍ لولاه
فطر الوجود لغاية وأحاطه
بجلال نور جمالهِ وكساه
مافي الخلائق ذرة ٌخلقتْ هبا
الأرضُ والأحياء والأمواهُ
انظر إلى ورق السنوسن هل لها
في مثل حسن جمالها أشباهُ
يا من له وجب الكمال تفرداً
والكل يرجو فضله وهداهُ
والمحسنون تسابقوا في لهفة
شوقا إليه وفرحة بلقاه
حقق لكل مؤمل ما يرتجي
وأجب لمن يدعوك كل دعاه
وأعن ضعيفاً في رضاك مؤملاً
وامنحه يا مولايَ كل رجاه
وأضئ به ليل الحياة وخصه
بجوار طهَ المصطفى وضياه
واجعله معتصما بحبلك مُوثقا
بالعروة الوثقى بكل عراهُ
وامنحه وصلك ياكريم فإنهُ
قد عثَّرته عن الوصال خُطاه
واغفر له كل الذنوب ومدهُ
برعاية تشفي بها أدواه
مولاي إني قد أتيتك راغبا
والقلب يطمع أن ينال مناه
فامنحه يامولاي وثبة مخلص
يرقى بها من أرضه لسماهُ
ألبسه يا ألله حلة عزةٍ
واجعل مرادكَ فيَه ما يهواهُ
وامنحه رحمتك العظيمةَ علَّها
تمحو أكنَّتَهُ وليل أساه
وأزل بفضلك ران كل غشاوة
حجبته عنك لكي يذوق هناهُ