آمنتُ بالأمْس منذ السَّبيِ ما حَضَروا
................ولا تَبدّى مِنَ التاريخ ما سَطَروا
فكلُّ إفكٍ يديرُ اليوم أسهُمَهُ
.................والبنكُ يصرفُ للشذّاذ ما أمَروا
حلّقْ وَعيْنكَ زرقاءٌ يَمامَتُها
..........وانظرْ إلى الفأس هل يبْدو بها الأثرُ؟
فلا هُموا شهدوا في التيه أزمتهم
..............ولا بفرعونَ في سيناءَ قد زُجِروا
هلا سألتَ ترابَ الخزْر عن كذبٍ
.............للروس معرفةٌ.. والنهرَ ما عبَروا
والماءَ ما شربوا من غَرْفةٍ بيَدٍ
................ولا هُمو عرَفوا داودَ أو قَهَروا
يَبوسُ كانَ هُنا كنعانُ حاكمها
...........والجذرُ أهلي فلا تصغي لما ابتكَروا
لا يُرْهِبنّكَ رأس الإثمِ جعجعةً
..............هُو الرّهابُ ومنهُ الموْتُ والخَطرُ
لا تخْشَ نارَ جنونٍ باتَ يَصنُعُها
.................لهيبُها في نَواصيهم سَيَسْتَعِرُ
لئن أبى فزمام الأمر يملكه الـ
....................أباةُ والحقُّ بالإيمان ينتصرُ
فاسللْ يقينَكَ مثل السيفِ تشهرُه
..............وارفعْ جبينك.. لا خوْفٌ ولا حَذَرُ
*****
في الأرض روحٌ وريحانٌ سيزدَهر
...........والأمسُ ولّى.. غَداً "للوعْدِ" ننتظرُ
"العشبُ" أينعَ رغمَ القيد في يده
..................لا نارَ تحرقُه فالشعبُ ينتصرُ
في غزَّةَ الأسْدُ عيْن الله تحرُسُهم
..........كالجذرِ في العمقِ يخشى نارَهمْ أشرُ
ذي سنة الله فالأيام قابلةٌ
.................يأتي على يَدها الموْلودُ يعتذرُ
للقدسِ يجري كأنّ النار تتبعه
............ليرضعَ الثديَ في الأقصى ويَفتخرُ
للبرتقالِ به الأشجار مثقلة
.............حُبْلى بلَوْنِ خُدود الشمسِ تنتشرُ
وَلستُ باليائس المنكود تسكنني
................نارُ الغيابِ ولا بالوَهْمِ أنحصرُ
هُو اليَقينُ بوَعْد الله يطربُني
..............لكنه الشوقُ.. فيَّ الشوْقُ ينفَجرُ