الموشح الأول
ﺿَﺎﺣَﻚَ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭَ ﻟﺜْﻢُ ﺍﻟﻨَّﺴَﻢِ
ﻭﻫْﻮَ ﻳﺒْﻨﻲ ﺍﻟﻌُﺶَّ ﻓﻮْﻕَ ﺍﻟﺸَّﺠَﺮ
ﻳﻐﺰﻝُ ﺍﻟﻌﺶَّ ﺑﺜﻐﺮٍ ﻧﻬِﻢِ
ﻭﻛﺄﻥَّ ﺍﻟﻘَﺶَّ ﺧﻴْﻂُ ﺍﻹﺑَﺮِ
ﻋُﺸّﻪُُ ﻓﻲ ﺭﺳﻤﻪِ ﺍﻟﻤﻨْﺴَﺠِﻢِ
ﺭﺍﺳِﺦٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺼﻦِ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺠَﺮِ
ﻓَﺮْﺷُﻪُ ﻗﺶٌّ ﻭﺭﻳﺶٌ ﺍﻟﺮَّﺧﻢِ
ﻭﺃﻣﺎﻡَ ﺍﻟﺒﺎﺏِ ﻓﺮْﻉُ ﺍﻟﺜﻤﺮِ
ﻟﻢ ﺗَﺴﻞْ ﺃﻧﺜﺎﻩُ "ﻫﻞْ ﻣﻦْ ﺧﺪَﻡٍ"؟
ﺑﻞ ﺭﺃﺕْ ﻓﻴﻪِ ﺷﺮﻳﻚَ ﺍﻟﻌُﻤُﺮِ!!
ﻟﻢ ﺗﺴﻞْ ﻗﺼﺮﺍ ﻋﺪﻳﺪَ ﺍﻟﺤﺸَﻢِ
ﻟﻢ ﺗﺴْﻞ ﻣﻬﺮﺍ ﺃﻟﻮﻑ ﺍﻟﺼُّﺮَﺭِ
ﺑﻞ ﻛﻔَﺘْﻬﺎ ﻗﺸَّﺔُ ﺍﻟﻤﺒﺘَﺴِﻢِ
ﻭﺭﺃﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻨﻮﺯَ ﺍﻟﺪُّﺭَﺭِ
ﺃﺳﻤﻊَ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥَ ﺻﻮﺕَ ﺍﻟﻨﻐَﻢِ
ﺛﻢ ﻧﺎﻡَ ﺍﻟﺠﻔْﻦُ ﺑﻌﺪَ ﺍﻟﺴَّﻬَر
الموشح الثاني
ﺿﺎﺀَ ﻧﻮﺭُ ﺍﻟﺸَّﻤﺲِ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈُّﻠَﻢِ
ﻭﻛﺴﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝَ ﻟﻮﻥَ ﺍﻟﺬﻫﺐِ
ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻨَّﻬْﺮَ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤُﻠُﻢِ
ﻓﻲ ﻧُﻀﺎﺭٍ ﺳﺎﺋﻞٍ ﻣُﻨْﺴَﻜِﺐِ
ﻭﺟَﺮَﻯ ﺍﻟﻨَّﻬْﺮ ﺑِﺼَﻮْﺕِ ﺍﻟﻨَّﻐَﻢ
ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺸَّﻂَّ ﺑِﻤَﻮْﺝٍ ﻟَﺠِﺐِ
ﻭﺭﺅﻭﺱُ ﺍﻟﻨَّﺨْﻞِ ﻋﻨْﺪَ ﺍﻟﻘِﻤَﻢِ
ﺗﺴﺘﺒﻲ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮُّﻃَﺐِ
ﻭَﻛُﺮُﻭﻡٌ ﺣَﻮﻝَ ﺩُﻭﺭِ ﺍﻟﻜَﺮَﻡِ
ﺗُﻜْﺮِﻡُ ﺍﻟﻀَّﻴْﻒَ ﺑِﺪُﺭِّ ﺍﻟﻌِﻨَﺐِ
الموشح الثالث
صاحَ ديكُ الصُّبحِ وقتَ السَّحَرِ
بصياحٍ فاقَ صوتَ الطَّرَبِ
سلَّ منْ كفَّيْهِ بيِضَ الظُّفُرِ
كمليكٍ ظافرٍ بالقُضُبِ
وبِشَذْرٍ مدَّ طرفَ البصرِ
في رداءٍ من شذورِ الذَّهَبِ
ريشهُ البرَّاقُ مثل الشَّرَرِ
مسدلٌ من رأسهِ للذَّنَبِ
وله عرْفٌ كتاج الدُّرَرِ
أحمرٌ ذو ألسنٍ كالَّلهَبِ
يا له من سيِّدٍ مفْتَخِر
في ثيابٍ نَيِّرَاتٍ قُشُبِ
أيقظَ الأطيارَ فوق الشجرِ
صوتُهُ لَمَّا علا من كثبِ
قبَّلَتْ أفراخَها في حَبَرٍ
ومضتْ تسعى بجدِّ الطَّلَبِ
بلَّلَ الأغصانَ سيلُ المطرِ
وحمى الأفراخَ عشُّ الحطَبِ
عُشُّهُمْ في مأمنٍ من خطرِ
وعليهمْ كسوةٌ من زَغَبِ
وبدَتْ أفْعَى بسعيٍ حذِرِ
تَرْمُقُ الأفراخَ فوقَ القُضُبِ
تلْتَوِي بالغدرِ عندَ الغُدُرِ
ويُحاكي الجلدُ لونَ العُشُبِ
وَالْتَوَتْ فِي جَرْيِهَا كالنَّهَرِ
وعلا منها فحيحُ الرُّعُبِ
أدركَ الأفراخَ قبلَ الكَدَرِ
قَانِصٌ قدْ حامَ حولَ الْهِضَبِ
وصغار العشِّ دونَ الْخَبَرِ
في سباتٍ هانيءٍ أو لعِبِ