|
ثَقافتُنا تَخْتالُ مَا بينَ حَالِمِ |
وَبَينَ دَخَيلٍ مُغرمٍ بالدَّراهِمِ |
قدِ اجْتَمَعَا ، فَارتَدَّ يَبْغي وَجَاهةً |
مُسَيْلَمَةٌ ، واغترَّ أفْقُ الضَّياغمِ |
رأوْا بِذْلَتي الخَجْلى فسَاروا تهكُّمًا |
ولم يَلحَظوا يومًا غزيرَ المَعالِمِ |
فَإنْ لَبِسوا الحقَّ الصُّراحَ بِباطِلٍ |
وَلو نَكثوا عَهدًا تليدَ العَظائمِ |
فبيني وَبين البَيْنِ سورُ مَحجِّةٍ |
منَ الفضْلِ بيضــــاء المدى والدعائمِ |
تُرى أينَ آفاقُ الأصالةِ حينما |
عيونُ هُداها رَفْرفتْ بالمكارمِ؟ |
رَحيقَ زَمانٍ لمْ تَنَمْ وَمَضَاتُهُ |
ولا أبِقَتْ منها مُتونُ الرَّواسمِ |
وحَدِّثْ عنِ الدُرِّ المُضيءِ وَلمسَةٍ |
بها الحُسْنُ جَلاّبٌ ظِلالَ البراعِمِ |
فديتُكَ نبضَ القلبِ إحساسَ صادقٍ |
إذا غبتُ عنهُ صانَ ذكرى عَوالمي |
فما يجْحَدُ المعروفَ وجدانُ طيّبٍ |
ولا قتلَ الإنصافَ توصيفُ عالِمِ |
ولا فَقِهَ الإيثارَ ميزانُ غافلٍ |
يعيشُ رياءً في امتداحِ الحمائِمِ |
فَأحْسِنْ لمَنْ جَهْلاً أساءَ بظنِّهِ |
لكي تَلْمسَ الإحسانَ حُبًّا بلائِمي! |
لأنّي - وَعَينُ الطيرِ تقْفو مَوائدي - |
عشِقْتُ حياءَ الجاهِ قبل العَزائِمِ |
فؤادي تناهى بالعَطاءِ مُغرِّدًا |
ومَا كان يسْتعْطي لحونَ الغَمَائمِ |
وخلفي مَجاهيلُ الحَياةِ تركْتُها |
عَجِلتُ إلى الأخرى نقيَّ المواسِمِ |
فلا تنسَ أصدافًا غداة نظمتُها |
قلائدَ ودٍّ من ربيعِ المَكارمِ |
فلا ريبَ تفنى الكائناتُ فلا ترى |
بيومِ ورود السَّامقينِ مغانمي |
حيال جَمالٍ رائقِ ومُرقْرقٍ |
بهِ نَطَقَتْ باسمي سماءُ المياسمِ |
وَهذا أنا ، فاجعلْ هواكَ مُثقَّفًا |
من الشَّرْقِ ، إذ يجني بهاءَ النسائمِ |
وهذا أنا ، فاحملْ جراحَ عواذلي |
تعلَّقْ بزيتوني ، وواحِ الروائمِ |
ونخلِ الحمى مَعْ ياسمين مروءةٍ |
بها الحالُ مبهورٌ ، شفيفُ المباسمِ |
وَلا تلتفتْ إلاّ لشِعْرِ أميمةٍ |
ثقافتُها تاقتْ لوصْفِ التَّقادمِ |
إذا الليلُ تاهتْ في الرُّبوعِ دموعُهُ |
وطالت معاناةٌ ، فكُنْ خيرَ ناظمِ |
ففي ملتقى الإيمانِ فيض دلالةٍ |
وومْضِ إشاراتٍ ، وإفضالُ راحمِ |