تُرَى هل يستجيب الله لي ويجعلني مرةً أخرى سبباً في حياتك؟.. أعطيك اليوم من دمي، وأدعو الله بأحرّ دموعي أن يحييك لي..
آه كم أتمنى أن أحتضنك كما لم أفعل من قبل.. أن أعوضك كل ما فاتك من حبي وحناني.. أقَبّل رأسك وأعتذر لك.. أرجوك لا تمت فأنا أريدك..
أه يا حبيبي كيف طاوعني قلبي وتحرك لساني بذاك الدعاء في كل صلاة؟.. كيف ظننت أنني بموتك سوف يستريح ضميري المعذب بك؟ كيف؟ أرجوك لا تمت..
أرجوك افتح عينيك.. أعدك أنك لن ترى الوجه العابس الذي اعتدت أن تراه.. سأبتسم لك.. أقسم أني سأبتسم لك.. وسوف أهمس لك إني أحبك .. أحبك جدا.. وأنني لم أكرهك يوما.
كان الجميع يعجبون من قسوتي عليك وقد كنتَ أصغر أبنائي وأجملهم وأذكاهم.. وكنت أنت تعجب وتتساءل في صمت: لماذا تقَبلين اخوتي ولا تقبلينني؟ تبتسمين في وجوههم ولا تبتسمين لي؟ تحبينهم ولا تحبينني؟ كانت عيناك تتسولان مني نظرة رضا وكنتُ دائما أنهرهما وأردهما خائبتين.. يالخيبتي اليوم وأنا أتسول منك نظرة.. ولو كانت نظرة غضب.. نظرة واحدة منك تخبرني أنك ما زلت على قيد الحياة ..
ياللمفارقات العجيبة.. كم تشبه خيبتي اليوم خيبة الأمس عندما فشلت كل محاولاتي للتخلص منك بينما كنت أنت عالقاً بي متمسكاً بحقك في الحياة.
" يكفينا من الأبناء ثلاثة.. لا صحتي ولا أحوالنا المادية تسمح بطفل رابع"
هكذا كنتُ أختلق الحجة لأقنع زوجي، فكان يستغفر ويقول:
" لا تقولي هذا يا امرأة.. مَنْ خَلقه متكفل برزقه ورزقنا معه.. "
وكنت أصرخ بكل إصرار
" لا أريده ..أتسمع؟ لا أريده. "
ولكن إرادة الله دائما هي فوق إرادتنا.. جئت أنت وجاء معك رزق كثير.. ولكني ظللت لا أريدك..
آه شتان ما بين دعائي لك اليوم ودعائي الأمس أن يغفر لي ربي خطيئتي وأن تموت ثمرتها التي كانت هي أنت..
(من وحي فتوى)