|
تَوَسَّلْتُ بالماضي ، فَغَارَتْ مَنَابِعُهْ |
وَغُمَّ على قَلبي ، فَأجْفَتْ صَنائِعُهْ |
فلمْ يَبْقَ للأكفانِ غيرُ قميصِ مَن |
إذا جَنَّ وَقْتُ النَّزعِ تَبْلى مَدامِعُهْ |
وَأوْمَأْتُ للسَّلوى غداة نَشيجُها |
تَسَوَّرني ، وَالشَّكُّ هاجَتْ زوابعُهْ |
فعُدتُ - كما كانَ الأصيلُ – مُبَلْبَلًا |
وَبتُّ أساقي مَن سَقتْني سَواجِعُهْ |
ألا أيّها البَيْنُ المُعَتِّقُ لوْعَتي |
أنِخْ عن ضَميري حين تَهْمي نوازعُهْ |
دوامُكَ حالٌ من مُحالٍ عرفتُهُ |
وَقَيْدُ الليالي من وَقيدٍ مَهايعُهْ |
وما بانَ إلاّ بالحَياءِ تمنُّعي |
ولا أسَفٌ إلا الذي ما أمانعُهْ |
رَمقْتُ عيونَ الصَّبرِ فاحتجَّ مَغربٌ |
فكيفَ بشَرْقِيٍّ تَحِنُّ مَطالعُهْ؟ |
شببْنا وشبْنا ، لا وجيه يعودُنا |
ولا عارضُ التِّحْنانِ آبتْ منابعُهْ |
تجَهَّمَ ظلُّ الكونِ وانداحَ في الَّلظى |
فحَادتْ عن الدَّربِ الطَّويلِ شوارعُهْ |
إذا ما هَزَزْتُ الجذعَ عُدْتُ كما الصَّدى |
يُفتِّشُ عن ذاتٍ تَقَرُّ مرابعُهْ |
وَتُسقطَني في الجُبِّ أحلامُ يقظةٍ |
وحظُّ دِلائي أحرَقَ البِشْرَ طالعُهْ |
متى رَقَّ ترْنيمٌ يحارُ جَنانُهُ |
على أيِّ مُزْنٍ تستقِلُّ مَواضِعُهْ |
يُودِّعُ ألحانَ الحنينِ صبابةً |
هُتوفَ المعاني ليس تنبو ودائعُهْ |
كَوِرْقِ الهوى واساكَ عَرْفُ نواحِهِ |
متى رَجَّعَ المَغزى تميلُ سَواجِعُهْ |
فيا ليتَ أوطارَ الإباءِ تمدُّني |
بأسبابِ زهوٍ تحْتويني طلائعُهْ |
فقد شبَّ وجدٌ في مثابات مجدها |
به أخلَجَتْ عيناهُ واحتار شارعُهْ |
توسَّلْت بالماضي ولو فَتَّ صرحَهُ |
شِقاقٌ بعيدٌ لا تطاقُ توابعُهْ |
فهذي عيون الأولين غريبة |
وهذي قوانين السباة تخادعهْ |