المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. أحمد سالم
في إحصاء العلمي تم النظم على المتقارب التام 307 مرة من 9654 مرة , بنسبة 3%
والمتقارب بوزنيه ( التام والمجزوء ) يتبع قاعدة التكرار الثنائي والفاصلة الموسيقية ,فوزن مجزوء المتقارب هو : فعولن فعولن فعو
حيث تتكرر التفعيلة فعولن مرتين ثم تأتي التفعيلة الثالثة وقد حذف سبب من آخرها لتصنع الفاصلة الموسيقية
ووزن المتقارب التام يزيد على المجزوء بـ (فاعلن ) وهي أيضا فاصلة موسيقية ويصبح وزنه :
فعولن فعولن فعو فاعلن = فعولن فعولن فعولن فعو
فالعروض في المتقارب التام على صيغة ( فعولن فعولن فعولن فعو ) , وإنما تأتي على (فعول) كعلة تجري مجرى الزحاف ولها شرط , أن يكون واوها حرف لين ممدود وهو الأغلب أو ياء ساكنة وهو قليل , ولأن أكثر ما تأتي على فعو قلنا أن أصلها الحذف ولأنها لا تأتي على فعول إلا بالوصف الذي ذكرناه ولأن الأصل في العروض أنها مظنة للوقف المؤقت ولا يوقف على متحرك فإننا نقول أن العروض فعول تكون ساكنة الواو واللام .
في كتاب موسوعة موسيقى الشعر عبر العصور والفنون صـفحة 571 يقول الدكتور عبدالعزيز نبوي :
وأكثر ما يبنى العروض على فعو (فعل) ويجوز مجيء بعض أعاريض القصيدة الواحدة على فعول ُ (بضم اللام) أو فعول (بتسكين اللام) ومثال ذلك قصيدة الأعشى التي أولها :
أأزمعت من آل ليلى ابتكارا *** وشطت على ذي هوى أن تزارا
ثم يذكر احصاء للأعاريض فيقول :
جاءت أعاريض البيت على فعولن للتصريع , أما بقية أبيات القصيدة وعددها 69 بيتا فجاءت أعاريضها على وزن :
(1) فعو : 62 بيتا ( بنسبة 90%)
(2) فعول ( بتسكين اللام ) : 7 أبيات ( بنسبة 10%) إن سكنا الحرف الأخير من صدر كل بيت منها
ثم يذكر الأبيات السبعة وأرقامها في القصيدة
7 - وأن أخاك الذي تعلمين
14 - ................ اليدين
16 - ............... السقاة
45 - ............... تجيء
46 -................الحياض
55 - ...............الجنوب
64 - ............... الحساب
كما نلاحظ فإن الأعاريض السبعة 10% جاءت كلها على فعول , واوها حرف لين في ستة منها , وواحدة فقط ياء ساكنة ( اليدين )
ويذكر في صـ 573 إحصاء لقصيدة أخرى للأعشى من 29 بيتا والتي أولها :
ألم تنه نفسك عما بها *** بلى عادها بعض أطرابها
(1) فعو : 25 بيتا (بنسبة 86%)
(2) فعول : 4 أبيات ( بنسبة 14%)
وأعاريضها ( السديس , العيون , القطاف , المسيح ) على فعول , واوها حرف لين
ويقول : ومثلها قصيدته التي أولها :
أجدك لم تغتمض ليلة *** فترقدها مع رقادها
وعدد أبياتها 55 بيتا
(1) فعو : 50 بيتا (بنسبة 90%)
(2) فعول : 5 أبيات (بنسبة 10%)
هذا بالنسبة لأصل الوزن وأصل عروضه , وأما بالنسبة للزحافات :
فلا يدخل مجزوء المتقارب إلا قبض فعولن الأولى وأما فعولن الثانية يجب أن تكون سالمة , وأما المتقارب التام فيدخل القبض فعولن الأولى والثانية فقط , ويجب أن تكون الثالثة سالمة , وذلك للحفاظ على الثقل النسبي للفاصلة الموسيقية في نهاية الوزن؛
فمن خصائص الفاصلة الموسيقية أنها لا تندمج مع ما قبلها من الوزن , فساكن السبب قبلها لا يزاحف خلافا لما يزعمه الخليل والعروضيون
( ولا نحتاج للقول أن ساكن الوتد قبل الفاصلة الموسيقي لا يزاحف فالكل متفق على ذلك )
وهذا ما يفسر لنا عدم زحاف الأسباب التالية :
مجزوء المتقارب : فعولن . فعولن . فعو
..................... //ه/ه . //ه/ه . //ه
المتقارب التام : فعولن . فعولن . فعولن . فعو
................... //ه/ه .//ه/ه . //ه/ه . //ه
السريع فاعلن : مستفعلن . مستفعلن . فاعلن
................. /ه/ه//ه . /ه/ه//ه . /ه//ه
مجزوء المديد : فاعلاتن . فاعلاتن . فعولن
.................. /ه//ه/ه . /ه//ه/ه . //ه/ه
اختصرنا القول في هذه الأوزان وأشقاء الأوزان لم نذكرها هنا لضيق المقام , ونوهنا لذلك حتى لا يؤخذ الاختصار حجة علينا فالتفاصيل ذكرناها في فقه العروض ؛
لكن يجدر بنا ذكر السبب في أن الشاعر العربي لم يستخدم الهزج إلا مجزوء , فهو لنفس السبب الذي ذكرناه
لأن مفاعيلن في الهزج لا يدخلها إلا زحاف القبض فلو جاء الوزن على
مفاعيلن . مفاعيلن . فعولن
//ه/ه/ه . //ه/ه/ه . //ه/ه
فسوف تمنع الفاصلة الموسيقية فعولن السبب قبلها من الزحاف , ويصبح للوزن على طوله موضع زحاف واحد وهو كف مفاعيلن الأولى فقط ,
والوزن يحتاج لموضعين للزحاف الحسن على الأقل ليسهل النظم عليه .
وهذا ما يفسر لنا مجيء الفاصلة الموسيقية فعولن في نهاية الوافر وعدم مجيئها في نهاية الهزج , بالإضافة لعوامل أخرى لا يتسع المقام لذكرها
وشاعرنا وأستاذنا الكريم / عبده فايز الزبيدي
قد هبط بموسيقى قصيدته (قطعته) عندما اتبع عروض الخليل فاعتقد أن أصل العروض فعولن , وأن القبض يدخل كل تفاعيل المتقارب , فظهر ذلك في :
( 1) دخول القبض على فعولن الثالثة في موضعين ( هبوب غبار ) و ( يقال صحيحا )
( 2) كما جاء بالعروض سالمة في ( غبارٍ ) و ( كلام ٍ) و ( صحيحاُ )
وقد وقع من قبله المتنبي في مثل ذلك عندما نظم قطعة على الرمل التام صحيح الضرب , معتمدا على أصل الوزن في دوائر الخليل , ونحمد الله أن المتنبي لم ينظم على الرمل غيرها , وإلا لكان حجة يصعب مع مثله معارضتها .
دمت شاعرنا الكريم الفاضل في خير وسعادة