ورضيعا ً كنت بمنزلها
تذكرني في المهد وليدا
وبنات الفكر أغازلها
كي أُنجب منهنَّ قصيدا
ربَّات الشعر أنازلها
فيقعن سجوداً وشهودا
وصبيا ً تبدع أفكاري
تخلق معشوقا ًمن طيني
فأبثُّ الرُّوح بأشعاري
فيذوب شجونا ً لحنيني
زيَّنت الحب بأسراري
شوقاً لفؤادٍ يحييني
أتعبتُ السيرَ مسافات
أتفحص وجها ًيعجبني
أبحث في كل الطرقاتِ
عن سحر جمال ٍ يسلبني
يسرقني كل النبضاتِ
وبنار العشق يعذبني
ظهرت لؤلؤها يتبسمْ
ترمي بشباك غوايتها
مزمور العُشَّاق يُرنَّمْ
تعلو آهات أحِبَّتها
هرولتُ مصل ٍ ومتمتمْ
طمعا ً في نور هدايتها
ودخلتُ المحراب لأسجدْ
فشربتُ الخمر وما أسكرْ
قالت أوثانِيَ فلتعبدْ
وعلى أنصابِيَ فلتنحرْ
في غار الشهوات تهجدْ
والحبَّ الخالد فلتهجرْ
فذبحتُ الحب ولم أرحمْ
سيلاً من دمع مآقيهِ
وسمعت صغيري يتألمْ
ما كنت نبيلا ً أفديهِ
قد مات الشعر ولا أعلمْ
جسدا ً للشعر أواريهِ
وأخيرا ً في ظلمة يأسي
من وجع الذنب و آلآمي
تخرج أحلامٌ كي تُنسي
وجعا ً في رحم الأيامِ
تأتي عابرة من أمسي
تنفث في روعي إلهامي