احذرْ وَهِّيئ لغدْر الدهرِ سنبلةً
......................تغني البيادرَ في الايّام ذاتَ مطرْ
واملكْ زمامكَ حصْناً إذْ تلوذُ به
..................يُجلي القتامَ ويُنمي في المَلاذِ شَجرْ
***
الشوْكُ في الورْدِ يُدْمي والدِّماءُ على
..................كفِّ الزَّمانِ تَمسُّ الوُرودَ مَسّ سقرْ
لا عينَ تبصرُ والأنظارُ خاشعَةٌ
.................وَتهمةُ الورْدِ - يا ولْداهُ - غضُّ نظرْ
***
ها نحنُ تسلبنا الأوْهامُ كلَّ هُدىً
......................لنورَ تقلبه الأضغاثُ خَسفَ قَمرْ
والدارُ تخطَفُ والإنسانُ في خَدَرٍ
......................والكلُّ يَنْظرُ كالأعمى بغير بَصرْ
لا سحرَ يُلمَحُ والتضليلُ مُحتَكِرٌ
.................والعَيُّ والغَيُّ والسمْسارُ ...فعلُ بشرْ
***
في وَعْينا عبثوا والنارُ من عبث الـ
....................جُناةِ تحصُرُنا فالوَعيُ غابَ وَضرْ
في حيْصَ بيْصٍ الرُّؤى ما زالَ عاقلنا
.........................يزورُ قارئة الفنجان كلّ سفرْ
هناكَ عندَ "غُروب الشمسِ" يسألُها
...........عنْ عوْدة الوَعْيِ "والمْهْدي" فَضَلَّ وَغرّْ
***
للبوصَلاتِ عُيونٌ باتَ يوهمُها الـ
...................خداعُ فالشرقُ غرْبٌ للجهاتِ أسَرْ
للقدْسِ بوصلة أخرى انشقَّ عقرَبُها
.................عن الجِهاتِ وَفي الأقصى أقامَ مَقرْ
تمدُّ قبّته للناسِ إصبعَها
....................تشيرُ نحوَ خيوط النورِ فيهِ تسُرْ
فسطاطهُ يفتح الأبوابَ مُحتضناً
......................أهلَ الإباء وأهلَ الله دونَ حذرْ
همُ الحُماةُ جنودُ الحقِّ ما غُلبوا
.....................سيضحكون كثيراً فالأخيرُ يُسَرْ