براعة وتكثيف في نقد الواقع
بنص قوي التعبير جميل التصوير أجاد رسم عالم الحلم حيّا مقنعا
أهلا بك أديبنا في واحتك
تحاياي
قراءة في مقال الحيوانات تنطق وتتكلم حقيقة أم خيال؟» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الطمع يقل ما جمع.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد إسماعيل سلامه »»»»» ((..جمرُ الدمعِ..))» بقلم هبة الفقي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» يد طفلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات في مقال البحث عن الكنوز المفقودة .. ما بين العلم والسحر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» شقوة» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»» همسة!» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»» يا رُوح روحي» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»»
نص ثري بالتوصيف يلوح بالعذابات القادمة
ولكنه منذ الحظة الأولى ومن العنوان اشار الى غزة
حتى لو لم يتم ذكرها فغاب عنصر المفاجأة
شكرا لك
رأى حلما صور الحقيقة التي أعلنها الصهاينة في غزة في زمان هزائم العرب
الحمد لله الذي قدر لحماس النصر عليهم
قصة جميلة
وتصوير الحلم رائع
شكرا لك
وصف دقيق ولغة قوية
شكرا لإمتاعنا
في بعض الأحيان تحمل الأحلام لغة مرمزة ـ وفي أحيان أخرى
تعطي رؤية مفصلة تتكرر في الواقع بحذافيرها
ومن خلال الحلم استطعت أن توصل بشاعة
ما حدث في غزة.
أبدعت وأجدت.
نص يحاول أن ينقل لنا مجريات العملية العسكرية التي شنها الشيطان على قطاع غزة في فلسطين من يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009.
رصاص مصبوب
قصة بقلم:
مصلح أبو حسنين
شاهد في نومه أنواء غريبة شاهد السماء الباهتة المكفهرة التي تحجبها بين الفينة والفينة سحب تهطل لهبا أحالت الليل البهيم نهارا وهبت الرياح تعتصر كل من في طريقها وتنفث رائحة الموت والبحر هائج مائج يطارد البشر والحجر والشجر أمواجه عاتية مرعبة ولونها بلون الدم تفاقم الوضع وأتى الموج على الأخضر واليابس اقتلعت أشجار الزيتون وذبلت زهور النرجس وغارت بيوت في القعر بمن فيها واستحالت ابتسامات البشر بكاء وعويلا صحا من نومه منزعجا اعتدل في جلسته استعاذ بالله من الشيطان الرجيم تفل على يساره ثلاثا . . . . قبيل الظهر بقليل قامت القيامة في غزة . . .
........................................
تكرر الفعل شاهد مرتين ولم يفصل بينهما بفاصل طويل يبرر استخدامه مرة أخرى، وكان ينبغي التنويع في استخدام الأفعال لتتنوع الأحداث، وأشير إلى أنه ربما كان الأولى أن يستخدم القاص الفعل: (رأى) للرؤية في النوم (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) . وأما الفعل: (شاهد) أي شاهدَ الشَّيءَ: رآه وعايَنه. على وجه الحقيقة.
إلا إذا أردنا أن نأول سبب استخدام القاص للفعل (شاهد) على أن البطل في نومه قد رأى رؤية صادقة لا كابوسا مرعبا وأضغاث أحلام، وأن ما يراه النائم من شدة الكابوس لن يستطيع أن يوازي حقيقة الواقع المرير في غزة ولا حتى في أبشع الأحلام، حيث لايستطيع العقل رغم قوته في التخيل أن يصل إلى هكذا حالة راهنة يعيشها شعب مقاوم للاحتلال.
ربما كان زمن القصة نهارا، حيث كان البطل نائما في الصباح حتى اقتراب الظهيرة، حينها استيقظ من نومه لما رآه في الحلم (صحا من نومه منزعجا ... قبيل الظهر بقليل) إلا أن القاص يقول أن البطل شاهد أنواء،والأنواء: جمع نوء، وهو النجم، والاستسقاء بالأنواء: أن يطلب من النجم أن ينزل الغيث،ويبدو أن البطل كان يترقب خيرا وأملا مما رآه إلا أن تلك الطائرات جاءته بقاصف مدمر. ومن هنا أقول أن القاص قد أبدع في وصفه ومقاربته للحدثين واستخدم المفردة بدقة.
أظن أنه كان الأولى استخدام كلمة ريح بدلا من رياح كما ورد في القصة، (وهبت الرياح تعتصر كل من في طريقها) والأصح استخدام ( ما ) الموصولة لأنه تشير إلى كل ما ليس بعاقل، وأما لفظة (من في طريقها) فتستخدم للعاقل من الأشياء، والعاصفة تدمر كل ما في طريقها من كائنات وموجودات، فهي لا تميز بين حي أو جماد، ولا تختار ما تريد أن تضره أو أن يسلم منها شيء. وهذا حقا ما يفعلها الشيطان الصهيوني: (طارد البشر والحجر والشجر)
و حيث أن القرآن الكريم استعمل الريح للشّر أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشّرات كما في قوله تعالى في سورة الأعراف (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 57).
وكذلك في سورة الحجر (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ 22). وفي سورة سبأ (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ 12)
لقد وفق القاص في استخدامها لمفردات مثل: (باهتة و مكفهرة وتهطل)، حيث يقول القاص بأن البطل قد (شاهد السماء الباهتة المكفهرة التي تحجبها بين الفينة والفينة سحب تهطل لهبا) بهت اللّون تغيَّر ونقص زهوُه .وهكذا أصبحت السماء من زاهية إلى مظلمة، و تَغَيَّرَ الطَّقْسُ وَاكْفَهَرَّتِ السَّمَاءُ : تَجَهَّمَتْ ، أظْلَمَتْ ، اِسْوَدَّتْ اِكْفَهَرَّ الجَوُّ وَتَرَاكَمَ الغَمَامُ ، ولم يكن ذلك بسحاب بل طائرات العدو التي تقصف بصواريخها. وهطل بشكل عظيم متفرق على كل أنحاء البلاد.
أما استخدام مفردة سحب، لربما كان الأولى استخدام غيوم حيث أن السحابة ربما كانت ممطرة وربما لا، كما أنها تمر سريعا ولا تحجب الرؤية، وأما الغيوم فهي من قولنا غُمَّ الهِلال على الناس غَمّاً: سَترَه الغَيمُ وغيره فلم يُرَ.
إلا إذا أراد القاص أن يشير إلى أن السحاب يمر مرور الكرام وأن هذه الطائرات المقاتلة رغم بطشها إلا أنها لن تهز من استقرار نفوس الأحرار في غزة، إلا أن هذا التأويل فيه تكلف، حيث أنه يصف سطوتها في هذه الأجواء وينبغي استخدام مفردات البطش والغطرسة.
واستخدم القاص ذبول (زهرة النرجس) لربما يشير إلى الطبيعة الجميلة في غزة والتي تشتهر بهذه الزهور الفواحة، وتبدل حالها إلى ساحة معركة ودمار، إلا أنه ينبغي الالتفات أن زهرة النرجس تعتبر رمزا للغرور والأنانية، كما في الأساطير اليونانية حيث أن "نرسيس" كان يتأمل جماله الذي افتتن به حتى غرق في النهر ومات، ونبتت زهرة النرجس في موقع غرقه
ع ع ع عباس علي العكري
التعديل الأخير تم بواسطة عباس العكري ; 09-12-2016 الساعة 09:49 AM