على هامش يوم الأم؛ أبي الحبيب
كُلَّ يَوْمٍ أَرْتَقِي شَوْقَاً إِلَيْهِ
مَا زِلْتُ أَعْشَقُ قُرْبَ نَهْرٍ أَرْتَوِي مِنْ شَاطِئَيْهِ؛
مُسْتَقْبِلًا دِفْئَ الْحَنَانِ بِضِحْكِ طِفْلٍ يَشْتَهِي:
عَزْفَ الْأَنَامِلِ ذَاتَ لَهْوٍ جَانِبَيْهِ.
*
لَوْ أَنَّنِي أَعْطَيْتُهُ ظَهْرِي نَهَارَاً لاهيا؛
أَبَدًا يَجِيءَ اللَّيْلُ حَتَّى أَنْثَنِي عَوْدَاً إِلَيْهِ.
مُتَوَضِّئًا مِنْ وَجْهِهِ نُورَ الْحَيَاةِ وَزَهْوَهَا؛
ومُقَبِّلاً حُبَّاً يَدَيْهِ.
*
لَكِنَّنِي…
مَا كُنْتُ أَفْقَهُ أَنْ يُسَافِرَ فِي عُجَالَةِ زَاهِدٍ؛
مِنْ غَيْرِ عَوْدٍ أَوْ رَسُولٍ مِنْ لَدَيْهِ.
مِنْ دُونِ مَا أَشْكُو الْحَنِينَ إِلَى الْحَنَانِ بِمُقْلَتَيْهِ؛
مِنْ دُونِ مَا أَحْنُو عَلَيْهِ
مُسْتَشْرِفًا مِنْ قُبْلَتِي عِرْفَانَ بَرٍّ سَابِغًا؛
يَحْدُو ابْتِسَامًا مِثْلَ عَرْفِ الزَّهْرِ خَضَّبَ وَجْنَتَيْهِ.
لَأْلَاؤُهُ لَمْسُ الْحَنَانِ عَلَى بَنَانٍ نَيِّرَاتٍ فِي يَدَيْهِ.
*
مَا كُنْتُ أَفْقَهُ أَنَّنِي سَأَبِيتُ وَحْدِي ذَاتَ يَوْمٍ حَالِكٍ؛
وَبِذَاتِ لَيْلٍ لَنْ أَبِيتَ مْوَسِّدًا رَأْسِي فُؤَادًا كَانَ يَعْزِفُ لَحَنَ أُغْنِيَةِ الرَّحِيلِ بِنَبْضَتَيْهِ.
وَلِذَا سَأَمْسَحُ دَمْعَ مُقْلَتِيَ الْهَتُونَ وَأَنْزَوِي؛
وَأَلُوذُ بِالأَمَلِ الْوَسِيعِ إِلَى رَحَابَةِ نَاظِرَيْهِ.
وَإِلَى لِقَاءٍ؛ فِيهِ أَنْظُرُ نُورَ جَبْهَتِهِ الزَّكِيَّةِ؛
كُلَّ يَوْمٍ أَرْتَقِي شَوْقَاً إِلَيْهِ.
.