وقف الهَزارُ على السِياجِ وغرَّدا
.................................................. ..... فأزال عن قلبي الهمومَ وبددا
وأعاد لي مرحَ الشبابِ بِشدوِهِ
.................................................. ..........وتلاهُ قلبي بالنشيدِ فأنشدا
ما كان ظني أن أعودَ إلى الصِبا
.................................................. .. أو أن أتوقَ إلى الغِناءِ على المدى
للهِ درّكَ من صغيرٍ مُنشِدٍ
.................................................. ...... غنّى فأطربَ ثم رفَّ فأسعدا
فسألتُهُ مُتعجِباً من شدوِهِ
.................................................. .... قلْ لي بربِكَ واتخذْ عندي يَدا
أهيَ السعادةُ سرُّ شدوِكَ والغِنا
.................................................. ....... أم أن ذلك كي تُعزَّ وتُحْمَدا
لمّا يئستُ من الجوابِ رجوتهُ
.................................................. .............فأجابني لكنه ما حددا
إذ قال حبي للرياضِ وزهرِها
.................................................. ...... أشدو به للعاشقينَ قصائدا
هذي الحقولُ بِسحرِها وجمالِها
................................................ والنايُ يصدح في الفيافي والصدى
وربيعُ نيسانٍ وأتسامُ الربى
.................................................. .. والنورُ والصُبْحُ النديُ المبتدا
وتقولُ جهلاً بعد ذلكَ كلِهِ
.................................................. ..... إني أغنّي كيْ أُعَزَّ وأُحْمَدا
هلاّ ترى ظلَ الخميلةِ وارِفاً
.................................................. . وزهورُها قد زانها قطرُ الندى
هلاّ انبهرتَ بذي الحدائقِ مرةً
.................................................. .. والوردُ فوقَ غصونِها قد ورّدا
هلاّ اغتنمتَ من الزمانِ صفاءه
.................................................. ..... وعلمتَ أن زماننا ما خَلّدا
عِشْ في الجمالِ وللجَمالِ ولا تَعِشْ
.................................................. ........ مُتَجهِّماً ومُنكِّدا ومُنكَّدا
من لم يَعشْ هذا الجمالَ وسحرَهُ
.................................................. . صدِّقْ بأنَ حياتَهُ ذهبتْ سُدى