بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا ليل الصب
ما حظيت قصيدة في الشعر العربي مثلما حظيت هذه القصيدة وماصادفت قبولاً وإجماعاً على جودتها
وعلو مكانتها واستقبال الشعراء لها كالذي وقع لها .. فلقد عارضها ثلاثة وتسعون شاعراً كلهم نسجواعلى
منوالها وقلدوها وتفننوافي محاكاتها وأبدوا وأعادوا .. ومع ذلك يقول بعض النقاد إنهم لم يدانوها جودةوإحكاماً
وإبداعاً مع أنهم أعلام في الشعر العربي وأقطاب يشار إليهم بالأصابع فمنهم أبو القاسم الشابي وأحمدشوقي
وأمجد السامرائي وابن مليك الحموي وبشارةالخوري وجميل الكاظمي وجميل صدقي الزهاوي وخير الدين الزركلي
وعاتكة الخزرجي وعبدالرزاق بستانه وعلي النفير وفوزي معلوف ومحمود بيرم التونسي ووليدالأعظمي
وغيرهم من أقطاب الشعروأعلامه
وآخر من عارضها شاعر فحل ،جمعني وإياه منتديات كنا نكتب بها..
إنه شاعرنا المفوه د.مختار محرم
إذ كان مطلع ما قال:
من يزرع خيرا يحصده *** يجنيه وتدركه يده
بذل الحسنات يضاعفه *** رب الأرباب ويحمده
يامن أمسكت ولم تنفق *** مولاك ريال تعبده
جارك يتألم من جوع *** منتظرا جودك يسعده
...
فمطلع قصيدة أبي القاسم الشابي :
غناه الأمس وأطربه *** وشجاه اليوم فماغده
ومطلع قصيدة أحمد شوقي :
مضناك جفاه مرقده *** وبكاه ورحم عوده
ومطلع قصيدة أمجدالسامرائي :
الشعر لحسنك أنشده*** نغماً والطير تغرده
ومطلع قصيدة ابن مليك الحموي :
لحظ يسبيك مقلده *** أم سيف شاقك مغمده
ومطلع قصيدة جميل الكاظمي :
إمتاع الليل دنا غده *** فجر للصبح سنشهده
ومطلع قصيدة جميل صدقي الزهاوي :
لي عندك حق أنشد *** أتقر به أم تجحده
ومطلع قصيدة خير الدين الزركلي :
بفؤدي جرح تعهده *** ما غير وصالك يضمّده
ومطلع قصيدة عبدالرزاق بستانة :
ليل الهيمان دنا غده *** فكأن الساعة موعده
ومطلع قصيدة علي النفير :
الجفن هواك يسهده *** من يسعده أوينجده
ومطلع قصيدة فوزي المعلوف :
هل سيل يهدر جارفه *** أو بحر يزخرمزبده
ومطلع قصيدة وليد الأعظمي :
المجد بيومك مولده *** والفتح بك امتدت يده
ولعل معارضة محمود بيرم التونسي وهويمدح النبي محمد (صلى الله عليه وسلم وخير ما نختم به اذيقول :
اليوم الأسعد مولده *** مصباح الدهروسؤدده
لبيك رسول الله لقد *** لباك الصخروجلمده
ومضى الكهان بسجعهم *** وعكاظ أفحم منشده
والناس من الجهل انتبهت *** ومضت للخالق تعبده
أما الأغراض التي طرقها المعارضون فجاءت متعددة في الوصف والمدح والوطنية والغزل والمراثي وغيرها ..
وصاحب هذه القصيدةهوعلي بن عبدالغني الفهري الحصري أبو الحسن مشهور وأشهر شعره هذه القصيدة
كان ضريراً من أهل القيروان وانتقل إلى الأندلس ومات في طنجة ...
اتصل بالمعتمد بن عباد ومدحه بقصائد وألف له كتابا ًأسماه ( المستحسن من الأشعار ) وله ديوان شعر
وهذه القصيدة مقدارأبياتهاتسعةوتسعون بيتاًمنهاثلاثة وعشرون بيتاًفي الغزل وبقية القصيدة مدح بهاالشاعر
الأميرعبدالرحمن بن طاهرصاحب مرسيةبالأندلس وكشأن الأقدمين يبدؤون قصائدهم بالغزل ثم يتخلصون إلى المديح وسو ف نتحف القارئ بأبيات من هذه القصيدة فيما يختص بالغزل قال :
يا ليل الصب متى غده *** أقيام الساعة موعده
رقد السمار فأرقه *** أسف للبين يردده
فبكاه النجم ورق له *** مما يرعاه ويرصده
كلف بغزال ذي هيف *** خوف الواشين يشرده
نصب عيناي له شركاً *** في النوم فعزتصيده
ينضومن مقلته سيفاً *** وكأن نعاسا ًيغمده
فيريق دم العشاق به *** والويل لمن يتقلده
كلا لا ذنب لمن قتلت *** عيناه ولم تقتل يده
يا من جحدت عيناه دمي *** وعلى خديه تورده
ماضرك لو داويت ضنا *** صب يدنيك وتبعده
هذا مقطع من قصيدة ياليل الصب وأنت ترى كيف
حظيت هذه القصيدة ونالت اهتمام هؤلاء الأعلام من فحول الشعراء
فهل إلى يقظة الشعر من سبيل؟
وهل من قريحة تجود شعراً يرفد هذا المجال وتبقى الأجيال تردده؟
هذا ما نتمناه من السادة الشعراء الأكارم...
وكلي رجاء أن أصادف استجابة..
انتهى