|
الأنــبــيـاءُ حُــــرُوفٌ، وَحْــــدَهُ الأَلِــــفُ |
وَهُــمْ إِلَــى هَـدْيِهِ فِـيهِمْ قَـدِ انْـعَطَفُوا |
هُــمْ مَــنْ أَحـاطُـوا بِـنُـورِ الـلَّـهِ مَـعْرِفَةً |
وَوَجْــهُـهُ الــنُّـورُ.. مِــرْآةٌ لِـمَـنْ عَـرَفُـوا |
هُـــوَ الـرَّحِـيـمُ الَّـــذِي رَبّـــاهُ خـالِـقُـهُ |
لَـــوْلاهُ.. كَــوْنـانِ لا جـــاهٌ ولا شَـــرَفُ |
مــــنْ نَـبْـتَـغِيهِ لِــوَجْـهِ الــلَّـهِ مَـكْـرُمَـةً |
وَسِــيْــلَـةً لِــقُــلُـوبٍ شَــفَّــهـا اللهَفُ |
فِـــي الـسّـاجِدِينَ نَـبِـيٌّ فِــي تَـقَـلُّبِه |
ِوَهَــلْ بِـغَـيْرِ حَـبِـيبِي شُـرِّفَـتْ نُـطَفُ؟ |
لا يُـجْـلِـسُ الـلَّـهُ قَـوْمًـا قــابَ حَـضْـرَتِهِ |
إلّا الَّــذِيــنَ عَــلِــى أعْــتْـابِـهِ وَقَــفُــوا |
الــسّـائِـرُونَ بِــــهِ لِــلَّـه فِـــي طُـــرُقٍ |
عَـلَـى خُـطـاهُ أَقـامُوا الـدَّهْرَ واعْـتَكَفُوا |
الـــذّاهِــبُــونَ أَكِــــفّـــاءً لــوِجــهَـتِـهِ.. |
الـعـائِـدُونَ.. وَهُــمْ أبْـصـارُهُمْ كُـشُـفُ |
تَــذَوَّقُـوا الــحُـبَّ مِـــنْ تَـقْـبِيلِ راحَـتِـهِ |
وأدْرَكُــوا الـمـاءَ فِــي كَـفَّـيْهِ فـاغْـتَرَفُوا |
(مَـــوْلايَ صَـــلِّ وسَـلّـمْ دائِـمًـا أبَــدًا) |
عَـلَى الـحَبِيبِ ومَـنْ فِـي حُـبِّهِ ائْتَلَفُوا |
عَلَى الَّذِي بِاسْمِهِ تُقْضَى حَوَائِجُنَا |
وفِيكَ قَدْ أَقْسَمُوا مَنْ باسْمِهِ حَلَفُوا |
هُـــوَ الـحَـرِيـصُ عَـلَـيْـنا والــرَّؤُوفُ بِـنـا |
مــــا لـلـخَـلائِـقِ إلّا حِــضْـنُـهُ الْـكَـنَـفُ |
مَدِينَةُ العِلْمِ .. أُمِّيٌّ ، وَلَا مَدَدٌ |
سِوَاهُ يُصْلِحُ مَا يُذْرِي بِهِ التَّلَفُ |
مُذْ قَالَ أَنَّ « عَلِيّاً » بَابُ رَحْمَتِهِ |
وَطِبْتَ دَهْرَاً بِمَا كُرِّمْتَ يَا نَجَفُ |
مُـحَـمَّدٌ .. وَهْــوَ أصْــلُ الـكَوْنِ مِـنْ أَزَلٍ |
وَنَـفْـحَةٌ مِـنْـهُ فِـيـهِ الـحُـبُّ والـشَّـغَفُ |
"مُــحَـمَّـدٌ".. واسْــمُـهُ بـالـلَّـهِ مُـتَّـصِـلٌ |
مِـــنْ قَـبْـلِ آدَمَ، كُــلٌّ مِـنْـهُ مُـرْتَـشِفُ |
مُـحَـمَّدٌ.. كــانَ قَـبْلَ الـخَلْقِ مِـنْ زَمَـنٍ |
نُـــورًا.. تُـنْـشَّـرُ مِــنْ أَنْــوارِهِ الـصُّـحُفُ |
مُـحَـمَّدٌ .. والـيَـتامَى قَـبْـلُ مـا شَـرُفُوا |
بِـاليُتْمِ حـتّى أتـاهُمْ فاسْتَوَى الشَّرَفُ |
فَـــوَحْــدَهُ أُمَّـــــةٌ، والأنْــبِــيـا شِــيَــعٌ |
عَـلَـيْهِ قَــدْ أَجْـمَعُوا بـالسِّرِّ مُـذْ هَـتَفُوا |
لأنَّـهُ الـرَّوْضُ.. فـالأبْياتُ مَـحْضُ شَذًى |
والــــورْدٌ قــافـيـةٌ، تَــزْهُــو فـأقْـتَـطِـفُ |
هَـيْـهاتَ أنّــي أُضـاهِـي نُــورَهُ بِـفَمِي |
ونَــظْـرَةً مِــنْـهُ يَــرْجُـو قَـلْـبـيَ الـدَّنِـفُ |
يـــا ربِّ صَــلِّ عـلَـى الـمُـخْتارِ مَـغْـفِرةً |
لِمَنْ تَعَرَّوا بِهِ فِي النُّورِ والتَحَفُوا |
وألْــــفُ أَلْــــفِ سَــــلامٍ دائِــمًـا أَبَـــدًا |
تَـرْضاهُ مِـمَّنْ سَـرَى فـي رُوحِهِم كَلَفُ |
لا يُـــدْرِكُ الــنُّـورَ حَـقًّـا.. غَـيْـرُ خـالِـقِهِ |
والْـعَـبْدُ بِـالْـعَجْزِ فِـي الإدْراكِ.. يَـعْتَرِفُ |
يــا ابْــنَ الـذَّبِـيِحَيْنِ.. يـا مَـوْلَى الَّـذِينَ بَكَوْا |
شَوْقا إلَيْكَ، ومِنْ تَوْقِ الرُّؤى ذُرِفُوا |
مَـوْصُـوفَةُ بِــكَ رُوحُ الـخَلْقِ فِـي خُـلُقٍ |
وأنــــتَ بــالـلَّـهِ لا بـالـخَـلْـقِ تَــتَّـصِـفُ |
مَـلَـكْتَ وَحْـدَكَ كُـلّي مُـذْ شَـدَوْتُ بِـما |
أَمْـلَـيْتَ مَــنْ كـادَ عَـنْ لُـقْيْاكَ يَـنْحَرِفُ |
عَــهِـدْتُ عَـيْـنِيَ فِــي رُؤْيــاكَ قـاصِـرَةً |
عَــنْ الـجَـمالِ، وقَـلْـبِي مِـنْـكَ يَـرْتَجِفُ |
مَـعِي الَّـذِي عَـنْ هَوًى سَطَّرْتُهُ بِدَمي |
وأَنْـــتَ تَـعـلمُ، نَـزْفِـي فِـيْـكَ مُـخْـتَلِفُ |
فـاقْـبَلْهُ واسْـتَـغْفِرِ الـرَّحْـمَنَ عَـنْ وَلِـهٍ |
لَـــوْلاك مـــا كــانَ لِـلْأَشْـواقِ مُـزْدَلـفُ |
وابْسُطْ لشَيْخْي مَقَامَا لَيْسَ يَبْلُغُهُ |
إلَّاهُ فِيِكَ ، وَمَنْ مِنْ خَلْفِهِ دَلَفُوا |
صَـلَّى عَـلَيْكَ الَّـذِي مِـنْ أمْـرِهِ صُـرِفَتْ |
أَنْــــوارُ وَجْــهِــكَ، يــــا لِــلَّـه تَـنْـصَـرِفُ |
عَـلَـيْكَ والـعِـتْرةِ الأطْـهـارِ -حَـيْثُ هُـمُو- |
أَهْـلِ الـكَمالِ الأُلَـى بـالنورِ قَدْ عُرِفُوا |
والـعُذْرُ مَـا فِـي فَـمِ الـعُشّاقِ مِنْ لُغَةٍ |
لِـسَـيَّـدِ الـحُـبِّ إلّا الـعَـجْزُ.. والأَسَــفُ |