أي حالٍ أتى أيارُ يا وطني
.........................وَكلُّ عامٍ مع الآلام يأتينا
في الأمسِ حَلَّ وكأسُ المُرِّ في يده
......................ولم يزلْ كأسه بالمُر يسقينا
سبعون عاماً بلا شمْسٍ ولا قمَر
.................بذي مَحاقٍ وَصلنا اليوم سبْعينا
وها هَي القدسُ في شريانها ارتفعت
.................سفارةُ "اليانكِ" فلْتسلَمْ أيادينا
قصيدة رائعة حقا !
صوَّر فيها الشاعر المبدع الأستاذ أحمد المعطي حالة التخاذل العربي الذي خسرنا به فلسطين الحبيبة. بمقابل الأبطال الذين استمروا في جهادهم ومقاومتهم بالحجارة والمقلاع في غزة ,
لوْلا صُقورٌ تَجوبُ الجَوَّ حائمة
.................هناكَ في غزَّةَ الأكْنافِ تكفينا
أفلاذُ أكبادِ عشب الأرْض قد نفَروا
................زحفاً إلى الشمسِ آلافاً فمليونا
لم يبلُغوا الحلْمَ لكنْ في أضالِعِهم
...................قلوبُ أُسْدٍ وقد هبّوا مَيامينا
وكانت خاتمة القصيدة قوية ومدهشة فنيا عندما اعتذر الشاعر من السيوف لأن المقلاع أصبح بيد الفتى يغنينا عن السيوف . في إشارة ساخرة جارحة مؤلمة ,
الآن.. يا سيّدي المقلاع - معذرةً
.............مِنَ السيوفِ - فتاكَ اليوم يُغنينا
يَداهُ من حَجر الصُّوّان مُذْ خُلقتْ
...............بالصبرِ قبْضتُهُ أعْيَتْ أعادينا
ما زالَ يسْفَعُ في الأُفّاك ناصيَةً
.............وَيلقِمُ "الفيلَ" إصْراراً وَتَمكينا
قصيدة متألقة مبنى ومعنى وفي إيقاعها العذب تدفقت مشاعر الحزن والعتب .
أطيب تحية
وكل التقدير