العقاب الجسدي في المدرسة :
يلتجيء بعض المعلمين الجدد على المهنة إلى التحكم إلى الضرب (العقوبة الجسدية) ، ظنا منهم أن ذلك يحل مشكلة قلة محافظة التلاميذ على مواعيدهم أو تكاسلهم أو طيشهم أو شرودهم أو ضعف الانتباه أو قلة إنجازفروضهم وواجباتهم ..
ولو يفكّر المعلم قليلا في هذه المعيقات لوجد لها أسبابا تتطلب حلولا أخرى غير العقوبة الجسدية ، والأسباب متعددة وقد يكون السبب الرئيس والمسؤول عن ارتكاب هذه المخالفات المعلم نفسه ..
إن العقوبة الجسدية لها آثار سلبية تترتب عنها ، فقد ينقطع لذلك حبل المودة بين التلميذ ومعلمه وإذاك كل شيء ينهار ، فالانسان لا يمكن أن يأخذ عمن يكره قال أحد المعلمين : " أفخر أن يحبني التلميذ عوض أن يكرهني " ..
هذا من الناحية المعنوية أما من الناحية المادية فقد يصاب التلميذ بضرر يبقي له عاهة مستديمة ، لذا قال ابن خلدون العالم الاجتماعي الجزائري : " الشدّة على المتعلمين مضرة بهم " ..
يمكن إذا وطّن المعلم نفسه على الهدوء في التعاطي التربوي أن ينجز عمله وفق الأساليب التربوية الصحيحة ، والطريقة الصحيحة يقول سيد قطب : " تسير هينّة لينّة مع الطفل تدفعه من هنا وتردعه بلطف من هناك وتقومه حين يميل ولكن لا تحطمه ولا تكسره إنها تصبر عليه صبر البصير الواثق "
ينبغي أن يفهم أن الطفل ميّال إلى اللعب وإلى النشاطات الثقافية والاجتماعية وأن لا يوضع في الحسبان أنه يقوم بحركاته من أجل التشويش ..
وفي الحقيقة إذا قدر المعلم أن يملأ وقت الطفل فإنه ينقاد إليه بسلاسة ويسر ، قال أحد المربين : " أشغل الطفل ينشغل عنك "
قال أبو سعيد الزاهر : " من عمل بالعافية في من دونه رزق العافية ممن فوقه " .