هو الناقد الأديب
بقلم عبد الرحمن الأنصاري الطالب بالسنة الرابعة بكلية الدعوة بالجامعة
للنقد الأدبي طرائق إذا حاد عنها الناقد عد نقده من هذر القول ولغوه، ولم تكن نسبته عند ذلك إلى الأدب ونقده إلا كنسبة الشيء إلى ضده.
وقبل التطرق إلى الناقد الأدبي ومهامه أود في المستهل أن أذكر العمل الأدبي ما هو فأقول: هو: (التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية) [1] . وعلى قد تتبعي المتواضع فإني لم أعثر على تعريف جامع كهذا.
هل للنقد الأدبي قواعد لا يحيد عنها الناقد؟
يرى بعض الأدباء أن قواد النقد الأدبي ينبغي أن تكون حرة كما خلقها الله.. وإذا وجد هناك معايير معينة فإنها ترجع إلى (ذوق الناقد وحصافته) [2] .
وسيد قطب رحمه الله تعالى خصص فصلا في كتابه (النقد الأدبي) أسماه: مناهج النقد الأدبي.
وهو رحمه الله لا يقصد من هذه المناهج التي حددها: أن تكون قواعد دقيقة، دقة القواعد العلمية البحتة إنما الغرض منه هو توضيح الاتجاهات وإعطاؤها سمة خاصة تفرقها من غيرها قدر الإمكان، وكل مغالاة في التحديد الحاسم منافية بطبعها لطبيعة الأدب المرنة[3]
ومع احتراسه رحمه الله من تحديد قواعد للنقد، فقم رسم مناهج هي منائر للسالكين في هذا الدرب الطويل الشائك ، ولعل من أمتع هذه الفصول: الجانب التحليلي للمنهج النفسي.
بماذا يختلف الأدبي الحديث عن الأدب في القرن الرابع مثلا؟
مما لا شك فيه أن مجالات النقد الحديثة أوسع من المجالات الموجودة أمام الناقد في العصور الأولى من صدر الإسلام لقربها من تدوين النقد. إن صح هذا التعبير. ولأن (الأسباب التي دعت إلى تنظيم النقد الأدبي منذ آخر القرن الأول هي عين الأسباب التي دعت إلى تدوين اللغة، ووضع العلوم اللسانية المختلفة) [4]
ومع الأسف فإنه مع تكامل تدوين النقد وسائر فروعه فإن دقة الأوائل لم ينلها حتى الآن اجتهاد الأواخر.
مهمة الناقد:
إن مهمة النقد لمن المهمات القيمة التي لا يضطلع بأعبائها إلا ذوا الحصافة ومقدرة معينة على التبصر من خلال الزوايا العميقة المتطلبة لدقة وعمق.
والناقد الأدبي يختلف عن كثير من النقاد لما لحرفته من مهام وسمات متصلة بالنفس البشرية لا يمكنه ازاحتها عن نفسه الملتصقة به إلا إذا وعى حقيقة النقد الأدبي، وآثرها على كل الاعتبارات المجلبة للرضى والغضب.
ملاحظة هامة: وثمة ملاحظة أعتبرها جديرة بالاهتمام، وعلى إخواننا من هواة الأدب ومحبيه أن يتنبهوا لها حتى لا يقعوا في حبائلها، وفي أسلاكها الشائكة وهي أن كثيرا ممن راجوا على الوسط الأدبي وعرفوا بأنهم نقدة أدب اتخذوا مقياس التجرد الذي أشرت إليه في صدر حديثي مرتقى إلى التزامهم بالمبادئ المعينة التي يدعون إليها، والتي قد تكون نقيض ما نؤمن به من مثل عالية، هي فيض الهامنا، وزاد مسيرتنا الطويلة في تحقيق الأهداف العالية.
وهذه الملاحظة بدورها تدعوني إلى تفنيد دعوى عدم الالتزام المنبثة من الصهيونية العالمية، لنخرج من شباك الالتزام لنفسح لهم الدخول من أوسع أبوابه..!!