لا أدري إن كان هذا المحور هو المكان المناسب، فقد كتبت الآتي معتمدا على مقال باللغة الانجليزية...إلا
أنني اعدت الصياغة بأسلوبي،ولم اترجمه حرفيا،كما أني اضفت المقدمة....ورتوشا صغيرة
المقال للكاتبb.redman
ليلٌ لا ينتهي
لم يكن ولعي بقراءة روايات اجاثا كريستي سببه حبي للنص البوليسي الغامض...على العكس فقد حاولت
قراءة روايات أخرى من هذا النوع، وكان يغلبني الضجر قبل النهاية بمئات الصفحات...
ما يشدني في روايات كريستي هو قدرتها المذهلة على الغوص في أعماق النفس البشرية، وتحليل
المتناقضات التي يحياها الإنسان في داخله...
"ليل لا ينتهي" نموذج على هذا الابداع ....بل هي -وكما روي عن اجاثا نفسها- كانت روايتها المفضلة...
هذه الرواية التي نشرت عام ١٩٦٧ لا تدور حول محور التحقيق في جريمة قتل، كباقي روايات كريستي...ورغم أنها تتضمن جريمتي قتل، إلا أن محور الرواية هو مايكل روجرز، والذي يقوم بسرد الرواية كلها لنا...
يشعر القاريء بالتعاطف التام مع روجرز لبساطته ورغبته الجامحة بأن يحقق احلامه...
يلتقي مايكل الانجليزي بفتاة امريكية (ايلي) والتي ورثت ثروة صخمة موخرا، و يقع في حبها، وهي بدورها تقع في غرامه..
يتزوج الاثنان سرا، فيضعا عائلتها واصدقائها تحت الامر الواقع...و يقنع مايكل زوجته ببناء البيت الذي كان يحلم ببناءه في الريف...
وهناك في منطقة " فدان الغجري" يبني مايكل البيت-الحلم....لكن غجرية تعترض طريق الزوجين السعيدين في طريقهما لمنزل الأحلام...وتحذر ايلي من لعنة "فدان الغجري"...
وهناك في منزل الاحلام..تبدأ الكوابيس...
براعة كريستي تنبع من أن الراوي ( مايكل ) يقنع القاريء في البداية بأنها قصة حب بسيطة...
يشعر القاريء منذ البداية بأن مايكل ومن خلال ذلك الحوار الداخلي الذي تعرضه لنا الكاتبة، يبحث عن عزاء لفقدان شيء غالي .....وفي نفس الوقت يشعر بأن كل من حوله لديه قدرة أكبر منه على فهم غموض الحياة.
مجريات وتطور الاحداث تكشف لنا بطريقة مفاجئة بأن مايكل....ليس كما فهمناه..
وتقودنا كريستي بطريقة تلقائية لاستنتاج بأنه حتى الإنسان الذي يسكنه الشر...لديه دائما فرص متعددة لأن يختار دربا مختلفة...... لكن رغم تعدد الفرص هل استغلها مايكل؟