يدخلُ مكتبه الضخم ، يخلع جاكيت البدلة الأنيقة ، يُطلق سراح رقبته من أسر ربطة العنق ، يُشعل سيجاره المستورد ، يجلس إلى مكتبه الكبير ....
- حسين ..
- أفندم سيدي ..
- لا تدخل أحدا ً، مفهوم ..
- سمعاً وطاعة ..
يعتدل ، يجمع أوكسجين الغرفة ، بحركة شهيق واحدة ، ينتفخ صدره كالبالون ، يخرج الهواء ، ممزوجا ، بالوجوه ، والأحاديث ، والصحف ، والاجتماعات ، والمكالمات ....
يصفي ذهنه تماماً ، ثم يمد يده على زر الحاسوب ، يفرك يديه استعداداً ، يبحث عن الموقع ، عن اسمها ، يجده ، تكسو وجهه ملامح طفلٍ لاهٍ ..
- مرحباً ..
- اشتقتُ إليكِ منذُ أمس ..
- لم تخبريني أمس ، من أي البلاد أنتِ ..؟
- أنا .... وأنتَ ..؟
- أنا ....كم عمرك ..؟
- ثمانية عشر عاما ، وأنتَ ..؟
- أربعٌ وعشرون عاماً ..
- تدرسين ..؟
- بالثانوي ، وأنتَ ..؟
- ما زلت بالجامعة ..
- تفوه بعيون مرتعشة .... لم أنم منذُ أمس ، كنتُ أُفكرُ فيكِ ..
- ولماذا تفكر ..؟
- اشتقتُ إليكِ ..
- متوجساً .. ألم تفكري بي ..؟
- فكرتُ ، كنتُ أنتظركْ .
- ما رأيكِ ..؟ أأصلح حبيباً ..؟
تُرسلُ له وجهاً خجولاً ..
- دعكِ من الخجل ، ما رأيكِ لو نمارس الحب معاً ..؟
تُرسلُ له وجهاً خجولا ....
- دعكِ من الرسومات ، أكرهها ، تحدثي .
بدأ ينتفض ويرتعش ...
- كيف نمارس الحب ....؟
- انظري .
طرقات على الباب ، توقظه من غفوة شهوته .....
- سيدي الوزير ، حان موعد الاجتماع ….!!!