لا تقلقى ..سيكون كل شىء على ما يرام تصبحين على خير يا حبيبتى
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
أصوات من بعيد تؤرقنى وتفزعنى ..أبواب تفتح وتغلق وصريرها يأتينى كأنه من عالم آخر
الطنين يعلو فى أذنى ..أذنى .. ألم أكن أنوى أن أثقب أذنى ثقباً آخر قبل زفافى .. لماذا ترانى نسيت
ألم أكن أخطط لتغيير ما يراه بى ياسر منذ أربع سنوات هى عمر خطوبتنا
غمامات من القلق تتأرجح حولى ..وأحاول أن أذكر نفسى بموعد مصففة الشعر فى العاشرة صباحاً
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
أتقلب فى الفراش وقد أعجبتنى نعومة جسدى بعد أن صار جسد عروس
وأشعر بشىء صلب يلمس ساقى فأنتفض مذعورة..إنها وحدات الخرز التى تطرز ثوبى
وقد تناثرت على فراشى فى كل اتجاه
كيف يا أمى تركت ثوبى بلا رعاية حتى سقط منه كل هذا العدد
أحتضن ثوبى بشغف ..فيتساقط المزيد من الخرز
وانادى أمى
ألم تأت بعد مصففة الشعر
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
أغسل وجهى جيداً وأنظر لوجهى فى المرآة
يا إلهى ..لمن هذا الوجه
يطالعنى وجه غريب ملىء بالبقع البنية
أتلفت حولى .. هل هو وجه غيرى
لا أحد
تركت دموعى تنهمر على بقعى البنية
وتهاويت
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
تزوجى من يحبك يا علا ودعى من تحبينه لشأنه
من يحبك سيعطيك دوماً ولن يبخل
ولكن من يتعود الاخذ منك .. سيستبيحك
إنها كلمات أمى..لا أدرى لماذا تطوف بذهنى الآن
ترى هل لأنى أحب ياسر كثيراُ.. وحبه يكاد يملكنى
لكنى أثق أنه يحبنى أكثر
ترى هل سيكون لطيفاً وحانياً اليوم كما أتمنى
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
كيف حالك يا لوللا .. أدعو ربى لك بكل السعادة
إنه جدى الحبيب.. يجلس بجوارى..يحب أن ينادينى بهذا الإسم ويقول لى أنه أجمل من علا
وأنظر له .. صدره يعلو ويهبط فى هدوء جميل
ولكنه مريب
أرجوك يا جدى لا تمت الآن
إنه تعدى الثمانين .. وسيأتى اليوم الذى سيفارقنى فيه بالتأكيد
ولكن ليس الآن يا جدى
إننى ادعو لك الله دوماً أن يطيل فى عمرك
ولكنى الآن أدعو اكثر
فليكن موتك بعد زفافى بشهور أو أكثر
لا أريد أن تقترب ذكراك من يوم زواجى
حى لا يُقال أن زواجى شؤماً على العائلة
سامحنى يا جدى
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
ليتك يا أمى تبعدين كوب الحليب العالق بيدك منذ زمن وتتركيننى أرتاح
كم أحب رائحة العطر الذى عطرتنى به يا أمى قبل نومى
تلهينى قليلاً رائحة العطر
لكنى انتفض مذعورة
هل أنا عذراء
أعلم أننى عذراء
ولكن قد يحدث أن أكون غير ذلك
هناك أحوال قد تُظلم فيها الفتاة
أو قد أكون أصبت نفسى وأنا بعد صغيرة لا أعى
يجلس ياسر على حافة الفراش منحنياً بحيث لا أرى وجهه
تتساقط قطرات العرق من صدره
يا إلهى
إنه يلتفت إلى وينظر لى غير مصدق
و يضربنى بكلتا يديه مرة ومرات
أسقط امامه
والدماء تتساقط قليلة من أذنى
الحمد لله أنى ثقبتهما قبل زفافى لأعلق فيهما قرطى الماسى
الغمامات تعود من جديد.. وتلفنى
وياسر يحملنى ويدور بى أمام الناس وعلى سلالم بيتنا الجديد
وفستان زفافى الملىء بالخرز يتطاير من حولى
وأسمع أصواتاً بعيدة
إنه صوت أمى
علا
علا
مصففة الشعر بانتظارك